الآفاق التربوية للشيخ المفيد "رضوان الله عليه" -مؤسسة المعرفة للثقافة مثالًا-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
-١-
لقد خدم الشيخ المفيد "رضوان الله عليه" الشريعة المقدسة بما أوتي من ألطاف إلهية هو أهل لها، فكان مفيدًا ولا زال كذلك وسيبقى، حيث تلك المؤلفات المهمة التي يتناولها العلماء والباحثون والقرَّاء جيلًا عن جيل، وكأنه لم يمضِ على تأليفها أكثر من ألف عام، فكتب في علوم الإسلام المختلفة، ودافع عن العقيدة الحقة، مجاهرًا بها، وداعيًا إليها بالعلم والدليل، فتخرج على يديه جيلٌ كلهم غَدَوا أعلامًا من بعده ..
-٢-
ومن مناقبه المنقولة عنها أنه كان يتفقَّد ويبحث عن الصبيان الأذكياء ويحث آباءهم على تربيتهم وتعليمهم، فإنَّ هذه المنقبة من حثِّه للصبيان الأذكياء تعد خطوة كبيرة في تربية الجيل، وبناء الشخصية، والتنمية البشرية، قد سبق بها الذين جاؤوا من بعده بمئات السنين يدعون إلى ذلك، وما هذه الخطوة الكبيرة من الشيخ المفيد إلا ترجمان وتطبيق لوصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ((إِنَّمَا قَلْبُ اَلْحَدَثِ كَالْأَرْضِ اَلْخَالِيَةِ مَهْمَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ)) ..
-٣-
إنَّ أبناءنا اليوم في خطر شديد تجاه ما يعدُّه العدو من برامج مختلفة لتلويث فطرتهم، والقضاء على أخلاقهم وتربيتهم، ومن خلال التفكك الأسري والانشغال بأمور الحياة ومصاعبها.
ويجب علينا تجاه ذلك إما:
١- الاستسلام لهذا الواقع.
٢- مواجهة هذا الواقع.
فالأول يعني الضياع التام والانحراف، ولا يرضى بذلك أحد، إلا من يجهل حقيقة التربية والأسرة وبناءها.
والثاني يعني الاستعداد لذلك من خلال برامج متعددة وسريعة على وفق دراسات علمية منهجية، ويكون الابتداء بالشباب فما دونهم من الأعمار، وهذه مسؤولية الحكومة الصادقة في خدمة شعبها، والمؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية، والخطباء والمجالس ..
-٤-
وقد عملت المرجعية الدينية على ذلك ضمن تطلُّعاتها في تحصين الأمة من الضياع، من خلال روافد متعددة، ولعل من أهمها (مؤسسة المعرفة للثقافة) هذه المؤسسة التي انطلقت من إحدى زوايا المجتمع وبثلة مؤمنة بالمبادئ، لتحتل اليوم مساحة كبيرة في العراق، فما تقوم به من أعمال تربوية كبيرة، تجاه هذه الفئات من أجل تحصينها تربويًّا ودينيًّا برغم التحديات الكبيرة التي تواجهها يعد أعظم جهاد، فيجب العمل والتعاون معهم بأساليب مختلفة؛ من أجل إنقاذ أبنائنا، وإعدادهم لبناء مستقبل بلدهم، فضلًا عن بناء شخصيتهم، نرجو أنْ نكون من الموفقين للعمل في هذا الميدان، فهو شرف للعاملين .. والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat