صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الفيلسوف آريك فروم في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية / الاستغراب
علي حسين الخباز

 نشرت مجلة الاستغراب في عددها الأول موضوعا عن حياة وأعمال الفيلسوف آريك فروم، يناقش هذا الفيلسوف الحاجات التي يكمل بها وجود الإنسان، الفيلسوف الالماني الأمريكي يحلل معنى المودة الإنسانية، وينتقد مقاربات فرويد المتطرفة، يتميز بأبحاثه الأصلية التي تناولت الذات الإنسانية كائنا اجتماعيا قادرا على استخدام العقل واستثمار طاقات المودة من أجل التغلب على المسلك الغرائزي المهيمن في المجتمعات المعاصرة المتأزمة 
هو ابن عائلة يهودية متمرسة بعلوم التوراة والتلمود، وشعر بالخيبة لانتمائه  لصفوف الصهيونية العالمية، أكتشف أن هذا الالتزام يخالف مبادئه الإنسانية الكونية وتصوره الروحي المستند إلى ضرورة الخلاص الختامي واعتبر  حرب الولايات المتحدة  الأمريكية ضربا من الإبادة النازية، عام 1962م عين أستاذ الطب النفسي في جامعة نيويورك، سعى مع فريق من الأطباء  لتجديد علم النفس الفرويدي بواسطة استجلاء علم نفس الأنا، ليتمكنوا من استثمار الفرويدية في بناء علم نفس اجتماعي ثقافي أشمل وأعتى وأشد انصافا للكيان النفسي في جميع أبعاده 
وكان يتميز عنهم بأن مقاربته لا تعتمد الانثرو بولوجيا التقليدية، في حين هو يبني مقاربته على تحليل القوى الاقتصادية والسياسية والسيكلوجية التي تصنع أسس المجتمع وكان من مؤسسي معهد وليام آنسون وايت للتحليل والطب النفسي 
ألف كتابا على بذار فكرة الإنسي (الهروب من الحرية) عام 1941م وتغير العنوان في الطبعة البريطانية ليصبح (الخوف من الحرية) 
يعالج  الطبيعة الإنسانية من منظور نفسي أخلاقي روحي،  في قصة آدم وحواء  يفسرها بوجهة نظر خاصة، فهو يرى أنهما تناولا من ثمار شجرة المعرفة  ليسهما في تطوير وعيهما، ورمزية العري والخجل هو عملية تطوير لكيانهما الإنساني، فجعلهما يدركان طبيعتها يطلعان بمسؤولية عجزهما ومع أن وعي الانفصال عن الجنة يثير في الإنسان الشعور بالذنب والخجل لكنه كان مرحلة لاستثمار طاقات  العقل والمحبة، والنظر الى الالتزام خارج  نمطية القانون بل بتجلي الروحانية ،الإنسان يحتاج التسامي  لتجاوز رغبة  الهدم  والتدمير والقتل ، وانتهاج سبيل الخلق والرقابة، الإنسان يحتاج لقدرة على غرس جذور كتاب الإنسان  في تربة  العالم  والفوز  بالهوية ، لينتمي  إلى وعينا وايماننا لكسب الانسجام الذي يحمينا  من التبعثر و الضياع ، ثم ينشأ الإطار التوجيهي، وفي كتابه (الإنسان من أجل ذاته)  يرى أن الإنسان أما العزلة أو التفاعل مع الناس  وليس من حق أحد  ان يغلق  على الذات  فيمنعها من استثمار إمكانات  التنويع في المسلك  الإنساني.  
 مجلة استغراب اعتمدت على دراسة (راينر فانك) وهو محلل نفساني الماني، فلسفة وعلوم الدين وهو تلميذ آيريك فروم، يقول:  
- إن الفيلسوف فروم حاول أن يصوغ نظاما أكثر ملائمة من نظام فرويد للتعامل مع حياتنا المعاصرة، كان كثير الإنتاج واسع التأثير 
ركز البحث على فكرة تزايد عدد الاطروحات الجامعية التي تدور عن فروم، تعاطف فروم مع الأنبياء ورؤاهم في التعايش السلمي، وجراء الحرب العالمية الأولى فقد  ثقته  بكل المبادئ  الرسمية، تركت في نفسه اسئلة  كثيرة، كان يريد  ان يتهم لاعقلانية السلوكيات الإنسانية الجماعية  مع رغبة  عارمة في أن يسود السلام ويتحقق  التفاهم وكتبت فاطمة  الموسوي موضوعا بعنوان الذات المغتربة في فكر آريك كروم، نشرت المعارف الحكمية  معهد الدراسات الدينية والفلسفية ، وتحت فقرة مات الإنسان لتحيا الأشياء، طرحت رأي لفروم  ومجموعة رواد المدرسة  الفرانكفورتية  ( عقلانية  المشروع  الثقافي الغربي، النتاج  الفلسفي  والعلمي ونظمه الاجتماعية التأريخية، تؤلف جميعها أيدولوجيات كاملة هدفها تبرير التسلط  وجعله عقيدة تعطي أولويات القمع، في كتابه (الهروب من الحرية) 
نظر في العلاقة الجدلية بين الحرية والاغتراب تناول شخصية هتلر كنموذج للشخصية السادية، استخدم مفهوم الاغتراب لنقد الواقع والكشف عن اخفاقاته السياسية، الاقتصادية لتشكيل شخصية الإنسان المعاصر الذي قولبوا وجوده ضمن سردية الاستهلاك والتملك الفاحش في ظل التظاهر الرأسمالي، وفروم ينتقد الاشتراكية جوهر الاغتراب عند فروم يدور مدار (العبادة الصنمية) 
وهذه نفس دعوة الإسلام في سعيه للتخلص من الوثنية، يرى فروم ليس أمام الحضارة أما البربرية أو الهلاك فيظلم الإنسان بذريعة تطبيق القانون، ويرى دون فهم جوهر الإنسان لا يمكننا اقامة مجتمع سوي، ولا يمكن أن نجعل الأكثرية معيارا قد تكون أشد الأهداف مرضا هي أكثر الأهداف التي يريدها المجتمع الذي يحس حاله من (العصاب الجماعي) يصور له الرذائل فضائل فقط لوجود المصادقة الجماعية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/18



كتابة تعليق لموضوع : الفيلسوف آريك فروم في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية / الاستغراب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net