صفحة الكاتب : د . ميثم مرتضى الكناني

بوش وبيسارو ..وشعوب النعاج
د . ميثم مرتضى الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تتكلف رحلة  المغامر الاسباني بيسارو الذي اقنع ملك اسبانيا بدعمه ببعض المال والمؤنة ومالايزيد عن مئتين وخمسين من الرجال الاشداء  في مشروعه المغامر بالسفر صوب القارة الجديدة  في اميركا الجنوبية والحصول على جبال الذهب متحديا التاريخ والجغرافية فضلا عن المنطق الحربي بازاء امبراطورية موغلة بالقدم  هي امبراطورية الانكا التي يقدر عدد سكانها بعشرات الالاف من الرجال والنساء مع وعورة الطريق والممرات الصعبة فضلا عن الاوبئة الفتاكة , لم تتطلب المواجهة العسكرية الجنونية الا حركة بسيطة للاطباق على الملك المرفه ومن ثم الاجهاز على كامل عسكره في مذبحة اقل مايقال عنها انها لعبة رماية للرجل الابيض وانهزم جيش بالالاف امام حفنة من المرتزقة الاسبان لا لان الملائكة رفرفت باجنحتها او ان جنودا غيبيين تدخلوا مع الفاتح الاسباني , انه الخواء الداخلي لدى الشعب المقموع , لماذا يقاتل ومن يقاتل ؟ان الحكومة الفاسدة التي دجنت الشعب مئات السنين وجعلت من الملك  وبطانته الهة تتقرب اليها الجماهير بالنذور والقرابين وهي تسلق جلودهم بالموت وتذيقهم الهوان    وتمنعهم من مجرد االتفكير في قرارات الحاكم هكذا شعوب لاتملك حسا وطنيا ولا تملك التمييز بين ماهو وطني وماهو اجنبي عندما تداخلت الالوان والعناوين واصبح الملك المحلي اقسى والعن واشرس واشقى من أي عدو تجلبه الامواج , هكذا سلمت حضارة المايا  ومنتسبيها ولا اقول مواطنيها لانهم لم يعرفو يوما معنى المواطنة سلموا للفاتح الاسباني  ومنحوه الطاعة لانهم تعودوا الطاعة كجزء من تراثهم الذي البسهم الخضوع لابن الشمس , ولقد  اخذ الفاتح الاميركي بهذه المعطيات عندما قرر الدخول في حرب مع نظام متاكل قضت عليه ارضة العقوبات وتهرا من الداخل  مثل نظام صدام حسين , وتحول شعبه بسبب سياسات النظام الممنهجة  الى مجاميع مبهمة الهوية لاانتماء لها متشظية لا تفكر الا بالمنفعة الشخصية عديمة الارادة والحس الجمعي للخطر , شعب خائف مفكك يعيش على ارض لا يشعر تجاهها بالعائدية ولا ينتمي لاي فصل من فصول تاريخها تتوزعه الهويات الصغرى الطائفية والقومية بل وحتى  العشائرية والمناطقية هكذا شعب لا يمكنه ان يخيف جيشا محتلا او ان يكون سببا في اقلاقه ,وسلطة بهذه الدرجة من الانحراف والفساد لا تقوى على المواجهة , وهكذا تم ابتلاع العراق وكما جاء المغامرون الاسبان وجلبوا معهم االى البيرو الطاعون الاسود الذي نقلوه باجسادهم من بنما , جلب الاميركي المحرر معه طاعونا اقتم لونا للعراق وهو الطائفية التي اغرقت االعراق في اتون حرب لا تنتهي جعلت المتاريس بين الحارة والحارة والشارع والشارع , واناطت بحفنة من التجار السياسيين او السياسيين التجار حكم البلاد ونهب البلاد وبيع االبلاد , ان اغرب ماجلبه الاميركان هو التناقض الذي جعلوه قانونا لوجودهم المقيت وهو تراكب المفاهيم من قبيل السيادة وهم مازالوا يحكمون على سيادتنا بالاعدام مع وقف التنفيذ بالفصل السابع والاستقلال وهم يرهنون اموالنا باوامر الرئاسية  لحماية الاموال العراقية  سنويا ضد الدعاوى المضحكة ضد العراق بسبب غزوه للكويت , نتحدث عن  حقوق الانسان التي لا تخص الا السفاحين وقاطعي الروؤس وفرسان السيارات المفخخة , اما الديمقراطية فهي التي جاءت بامراء الحرب ليصعدوا اعلى قمة الحكم ويكسروا السلم ورائهم ,في غمرة ذلك كله مع محيط يتشفى بالعراق المذبوح باهله والغرباء  لا يبقى الا وعي النخب وهو بعيد المنال مع حكم الجهال الذي نزل كالصاعقة على كل رجل حر اتهاما وقتلا وتضييقا                                      

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ميثم مرتضى الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/01



كتابة تعليق لموضوع : بوش وبيسارو ..وشعوب النعاج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net