صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

الطائفية..حسابات سياسية بدوافع مدنية
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
 
لماذا يعتبر السياسيون إن المجتمع العراقي عبارة عن جحافل من الجياع تذهب لمن بإمكانه ملء بطونهم ؟ ولماذا الكل ارتدى ثوب الوطنية قبل وبعد الانتخابات ولم يحقق شيء ؟ الا من المخجل والمعيب ان يصرح السياسيون في كل يوم بإنعاش وإتراف الشعب وهم مرتزقة عاشوا على فتاة مروضيهم .
يطالب المتخاصمون على عرش الحكم بإطلاق سراح السجناء المتلطخة ايديهم بدماء العراقيين وإعادة فلول البعث إلى أماكنهم في حكومة العراق المنتخبة باسم الشعب وليست المستلبة من الشعب، بل وجعل الحكومة بأكملها تنحي أمام المتظاهرين لطمر هيبتها وإعلان الفوضى والعودة سريعا الى المربع الأول، وكل هذه الهتافات والتصريحات ما هي إلا أضحوكة حاكتها أفواه المرتزقة من السياسيين لنيل اعلى نسبة من الاصوات للحصول على عرش بلقيس البلوري ، المثير للدهشة إن الوتر الطائفي عزف عليه مؤججو الطائفية في المناطق الغربية وبعد أن أدرك المواطنون الحيلة المحاكة ضدهم للإطاحة بالحكومة من خلال تظاهراتهم قاموا برفض وطرد جميع من يمثلهم وقد أعلنوا بأنهم عبارة عن مجموعة من المواطنين لديهم حقوق يجب على الحكومة أن تلتف اليها ، وهذا حق مشروع كما نص عليه الدستور، لكن طلب إفراغ السجون من المارقين هذا أمر بعيد عن احتياجات المواطن بل هو لعبة مبطنة الغرض منها إخراج القادة المدبرين الذين قبضوا أموالا طائلة في سبيل إراقة دماء العراقيين، ولديهم المخططات التكتيكية التي يسيرون عليها بعد ان روضتهم الدول العربية.
الثقافة والحنكة غادرت أجواء السياسة العراقية وأصبح الساسة المهجنين عبارة عن مدبري أفكار مغايرة لإحداث انقلاب ممول دوليا وإبقاء كرسي الحكم شاغراً ليتربع عليه أسيادهم ، لا يمكن ان يقود البلد مجموعة من المصعوقين فكريا فهل كان في مخيلة او تفكير أي مواطن ان يكون نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي رأس الإرهاب في العراق ؟ او ينتهج النائب احمد العلواني نهجا خالي من الثقافة والشفافية وان ينزل لأدنى المستويات ويقوم بالتطاول على العراقيين والحكومة وسب الشيعة وهو المقود الرئيسي للتظاهرات وبعدها اصبح ابتر النهج حين تم رفضه من قبل أقرانه أو ان ينظم بعض النواب الى المتظاهرين كمحاولة منهم للإطاحة بالحكومة ؟ هذه ليست حكومة !! بل هي قصة ونسج من الخيال وضعها العرب بعد أن أطيح بصدام لان لكل نائب أسرار تخص الدولة وتحركاته تعتبر بمثابة وضع علامة على نقاط الضعف داخل أروقة البلد لشن هجوم فكري أولا وعقائدي ثانياً واستيطاني كدخول عناصر السعودية الانتحاريين وكذلك ضلوع الأفغان وفلسطين ومصر في زعزعة امن البلد وقد طرأت وبقوة في الآونة الاخير دولة قطر التي يشتهر قادتها بمسالك الدعارة بل وتعتبر قطر الحاضنة الرئيسية لنمو مسوخ الإرهاب وآيواء البعثيين والتكفيريين لمسح عقولهم وترويضها من جديد ، ولاشك من ان  هذه الدول وغيرها ممن أرادت تمزيق وحدة العرب هي من صنع إسرائيل وليراجع القراء تاريخ الأمم وكيف تم تقسيم الدول.
يريد القائمين على العصيان المدني إسقاط حكومة العراق واقصد هنا الحكومة الشيعية لان المناوئين يرفضون الحكم الشيعي جملة وتفصيلا وقد ينظر البعض الى ان هذه الفقر من شأنها ان تسير المقال صوب الطائفية .. كلا بل هو واقع يمر به البلد وهو سائر  صوب الطائفية لان  الغرض السياسي والصراع الدموي هو طائفي سني شيعي واتخذ الساسة المسعورين هذا النهج بسبب فشلهم في الوصول الى عرش الحكم كخطوة سموها الوطنية والمؤاخاة وهي خالية من هذه المبادئ بالمرة.
أيريد المناوئين أن تستباح الدماء ويروح الأبرياء صوب الهاوية ، وهل يعتقدون بان عزت الدوري ربيب إسرائيل سيقود العراق كخليفة لغجري العوجة هدام ؟ كلا أيها المسعورون لن ولم يطأ ارض العراق أي تكور بعثي ولو كلف ذلك الأمر حياة العراقيين ، لان البعث خلّف تذكاراً أليماً في بيوت العراقيين وليس كل العراقيين لان الرضّع المولودون داخل قصوره المزخرفة بجلودنا قد افدوه بالدم بعدما سقاهم الشهد والترف وجعلهم بتخلفهم قادة وحاكمين ولا يفقهوا معنى الحوار ولا السياسة فلو كان هدام يحكم الآن هل بإمكان احد ان يفتح فمه ويطالب بشيء يفتقر إليه وهل يجرأ أي مخلوق على ان يصرخ بوجه عسكري إلا وسيق إلى المحاجر هو وأهله ويطمرون من فورهم تحت التراب، أهكذا هي الديمقراطية التي يبحث عنها الشعب أهكذا يستوي الأعمى والبصير، غاب التعقل ورحلت معالم الرسالة الإسلامية وأصبح الدم كـ قوس قزح يجعل الناظر اليه يكشف عن انيابه فرحاً، فهل هنالك نهاية للعراقيين للخلاص من الرعب اليومي ، الا تقدم الولايات المتحدة على قذف العراق بقنابل نووية ولتعلن فيما بعد اعتذارها للشعب العراقي بعد أن يخلدوا تحت التراب .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/25



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية..حسابات سياسية بدوافع مدنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net