صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

قرارات مثالية من زعيم القائمة العراقية !
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو إن داء الخلاف الذي أصاب جسد السياسة لازال بلا عقارٍ يكسن ألمه أو يمحي اثره ، ليجعل السياسة تنجح في عكس خلافاتها على الشارع ، يتناظر المختلفون أمام التلفاز ليؤكدوا للعراق إنهم على حق وان مصلحة البلد أمانة في أعناقهم ويتصارعون صراع دموي يصل بهم إلى مقاطعة بعضهم لبعض.
يتثاقف الساسة بأسلحة المواطنة ويحتمون بدروعٍ نقش عليها جملة حب الوطن بيد إن لباس النزال لا يمت بصلة للبلد إلا إن ظاهره قد أغشى أبصار البعض ولازال هناك جوقة من المهمشين يسيرون متوكئين على عكاز الوعود.
المطالبة بإقالة الحكومة أو الدعوى الأخوية لدفعها إلى الاستقالة يدل على عجز الطاعن واثبات فشله في إدارة البلد حين كان حاكمه ، ولأن المرء ينظر للناس من خلاله إلا إن المحاولة في تصحيح ما أخطأ به المقصود يعد مثابرة حقيقية لرؤية ما مدى تأثير المتغيرات التي طرأت عليه خلال فترة تريثه واعتكافه عن إدارة البلاد،.
في أسس قيام الحكم الجمهوري ، البرلماني يتوجب رصد كل مائة ألف شخص تحت لواء عضو من مجلس النواب ليتم التسوية بين المجتمع وليأخذ كل نائب حقه المشروع في إدارة هذه الأصوات، وبما إن البرلمان العراقي شهد تخسفا إداريا وتعرجات في تشريع القوانين وإدارة الدولة، تبين الخلل الحاصل في الشخصيات التي تمثل هذه الملايين ولأن للشعب حق المطالبة بتصحيح اعوجاج القائم على أمورهم والمطالبة باستبداله يتوجب عليه انتظار انصرام فترة الحكم الجاثم على صدور المخذولين ليتسنى لهم إعادة النظر في الشخصية المستقبلية التي تستحق أن يؤشر عليها بكل صدقٍ ووفاء.
إياد علاوي زعيم القائمة العراقية حذر( وهنا لا نعرف هل حذر الساسة أم الشعب )  من اندلاع حرب أهلية . الى هنا انتهى تحذير علاوي ، يبدو إن لعلاوي علاقة واسعة الأفق مع المنجمين ليقرؤوا له طالع البلد وما الأحداث التي تدور حول الصعيد المدني أو السياسي، وبما أن تحذير علاوي يثير جدلاً حول صحة نبوءته من عدمها في اندلاع الحرب الأهلية ، يتوجب على القائمة بأكملها أن تذرف الدموع  وتتلو الصلوات للحيلولة دون تأكيد النبوءة لحقن الدماء!، أم ان للعراقية رأي آخر يحسم الموقف؟ إن تصريحات الساسة لا يمكن ان تدخل في حيز التكهن او الاعتقاد او التنبؤ ، لأنهم صناع قرار البلد وبأيديهم مفاتيح التخبط القانوني ونزف الدماء وحقنها وإنعاش البلد وتدميره ،ولكل حاكم وسياسي حاشية ومناصرين وكلمته تضج في صدورهم وتحركهم نحو ما يأمر به سواء كان صائب او خاطئ لأنه لم يتسنم ذلك المنصب اجتهاداً منه او حنكة بل الأصوات المدنية هي ما ساعدت على رفعه إلى ما هو عليه الآن وفي عنقه دينٌ يجب إيفائه وتنفيذ ما وعد به مناصريه.
يشير السياسيون إلى إشعال الحرب بدل تقارب وجهات النظر ولأن المشروع سار وفق ما خطط إليه الذين يحاولون إغراق البلد بترهات الوطنية وتجنيد أصحاب الأفكار الموبوءة وإسنادهم لخوض معارك مبنية على المذهبية والعقائدية واكتناز فرصة تشتت الكتل وانفصال النواب وعزوف الوزراء عن العودة إلى أماكنهم لتنفيذ الضربات المخطط لها ،  إلا أن ضربة الكـُرد وعودتهم إلى مقاعدهم ووزاراتهم هي ما أثارت حفيظة المناوئين إضافة إلى تلويح التظاهرات باستقبال فكرة الحوار.
لا بد من استخدام التصعيد الإعلامي لجر ضمائر المقتادين نحو بلوغ قمة الهاوي وقذف البلد كي لا يبقى منه أي تذكار يــُذكر .
لا شك من ان مطالبة علاوي حكومة المالكي بتقديم استقالة ليهدأ التوتر المدني والفوضى السياسية يــُعد استحالة ونشوء تشنجات وتعقيدات اكبر وأضخم من سابقها حيث إن استخدام علاوي الضغط المستمر في سبيل إقالة الحكومة يأتي بناءاً على فكرة موحد لديه من أن المالكي هو من أعاث مفسداً ودمر العراق وخلق الفوضى ، وهذا الطعن من قبل شخصية بارزة لشخصية قائدة يعتبر تدمير للعملية السياسية ، بل وعلى علاوي أن يعي ويؤمن بأن كل الساسة مشتركين في تدمير البلد ، حتى وان هدأ الشارع والمد المدني وراح الناس منقلبين على أعقابهم او نالوا مرادهم فيعني ان الفوضى ستبقى عائمة في بحر السياسة ولن تدار بالشكل الصحيح بسبب وجود خلاف بين شخصين، كتلتين، حاكمين، عميلين ....الخ، نحن لا نسعى لبلوغ الحرب أوجها ولا نريد تقديم تنازلات من اجل ذرف الشفقة على الشعب بل على كل شخص إدارة أعماله بما يتناسب مع نزاهة فقرات الدستور وما يتماشى مع بنية الفرد وخياله ،وهنا يسأل المواطن: ألا يستحٍ أي سياسي حين ينظر إلى الشرق الأوسط وليس أوربا وأمريكا، هل ينظر كيف هذه البلدان التي كانت تكتسي الصوف وتنسج منازلها من القصب وجلد الدواب أصبحت الآن منتجعات سياحية للغرب والعالم اجمع ، مترعة بالعمران والتكنولوجيا والقوانين المدنية الجميلة التي تدعوا إلى احترام القانون والمواطن وكذلك الحكام كيف ينظرون إلى شعوبهم بنظرة التقدير والاحترام ، هل سيصبح العراق مثل ما نرى أو ترون انتم ؟ وكيف ترون وأمامكم الصروح المدججة بالذهب ومستقبلٌ عمره مئات السنين مليء بالترف والراحة والرفاه لكم ولأولادكم وأحفادكم ؟ ولكي لا تشمئزوا من منظر العراق الذي شوهته أفكاركم عمدتم إلى تجربة العيش في فناء الغرب لتقارنوا أنفسكم بهم لكن الفارق بينكم وبينهم هو السرقة والضحك على البسطاء ونهب ما ليس لكم هكذا سينسج التاريخ سيرتكم الحافلة بالخراب والدمار.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/03



كتابة تعليق لموضوع : قرارات مثالية من زعيم القائمة العراقية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net