صفحة الكاتب : مهند حبيب السماوي

موظف حكومي لايحترم الحكومة !
مهند حبيب السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كيف يمكن للشعب العراقي والعالم ان يحترم حكومته ويلتزم بقراراتها في حين أن مسؤوليها الكبار لايحترمون قراراتها ولايتقيّدون بها ؟

أطرح اليوم هذا السؤال بعد أن خرج مساء الخميس المصادف 9-5-2013 وعلى شاشة قناة الشرقية نيوز مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة السيد نوفل ابو رغيف في لقاء تلفازي على هامش الاخبار، كما اتصلوا هاتفيا في نفس الوقت بالسيد شفيق مهدي مدير عام دائرة السينما والمسرح وتحدثا كلاهما مع القناة حول مشكلة العرض الالماني الاخير وماحصل فيه.

حدث هذا اللقاء والاتصال الهاتفي في حين ان الحكومة ومن خلال هيئة الاعلام والاتصالات  قررت في 28 نيسان 2013، تعليق رخص عمل 10 قنوات فضائية بسبب " تبنيها خطاباً طائفياً رافق أحداث الحويجة"، اذا أكدت الهيئة على أن هذه القنوات تعمل على " تمزيق نسيج العراق الاجتماعي من خلال التحريض على العنف والكراهية الدينية والدعوة إلى ممارسة أنشطة إجرامية انتقامية ".

والقنوات التي تم تعليق رخصها هي قناة بغداد، والشرقية، والشرقية نيوز، والبابلية، وصلاح الدين، والانوار2، والتغيير، والفلوجة، والجزيرة ، والغربية.

والان لنعود لنطرح اسئلة اخرى...

ماذا يعني قرار الحكومة تعليق رخص عمل هذه القنوات ؟

هل يعني منع هذه القنوات من العمل في العراق ؟

ام يعني منع اي موظف او مسؤول حكومي من التعامل معها ؟

وكيف يتم وقف عملها ؟ ونحن نراها تلتقي وتتصل وتعمل لقاءات صحفية، ومن خلال كادر عمل، مع مسؤولين في الحكومة العراقية من درجة مدير عام وربما مسؤولين بدرجة اكبر ايضا كاعضاء مجلس النواب او وزارء او سياسيين كبار في العراق ؟

كيف ستنظر القناة الفضائية اصلا لقرار الحكومة او هيئة اتصالاتها  بمنع عملها وهي ترى موظفي هذه الحكومة يتعاملون معها ويضربون قرار الحكومة بعرض الحائط ؟

انا في الحقيقة لا اتكلم عن السياسيين الذين لايعترفون بالحكومة اصلا ولابقراراتها وهم اصلا جزء منها، وهو تناقض صارخ تحدثت عنه مرارا وتكررا في معرض نقدنا لحكومة الشراكة ودعوتنا لحكومة اغلبية سياسية يحكمها رئيس وزراء قوي ذا ارادة مستقلة عن الاحزاب، لكنني اتكلم عن اخرين ممن اعتقد انهم:

 اولا :موظفين ليسوا كبارا ولايتمتعون بالقدرة على مخالفة الحكومة وقراراتها.

ثانيا: منسجمين مع الحكومة وتوجهاتها وخطها السياسي.

وبرغم ذلك هؤلاء يلتقون ويمنحون هذه القنوات تصريحات واخبار حصرية بها يمكن من خلالها ان تضحك هذه القناة وتستهزأ بقرار هيئة الاعلام والاتصالات التي اوقفت عملها !

تعليق رخصة قناة فضائية في مكان ما في العالم، بغض النظر عن الاسباب او الجهة التي تقوم بذلك، تعني، كما يتبادر الى الذهن ابتداءا، منع عملها في هذا البلد مما يتوجب حظر اعطاء اي تصريح او معلومة لها من قبل اي موظف حكومي حتى لاتُمنح اي اخبار حصرية وهذا يؤدي الى اضعاف مهنيتها واستقلاليتها والتقليل من الاعتماد عليها من قبل جمهور هذا البلد مما يجعلها تشعر بقيمة الحظر حتى تغير سياستها واسلوبها في التعاطي مع الاخبار.

الحكومة العراقية وبعض من موظفيها من الدرجات العليا يتعاملون بازدواجية مع بعض القنوات الفضائية، فهو ينتقدون عملها ويعتبرونها منحازة وتعمل ضد العراق في حين انها يتهافتون على الظهور فيها او لايرفضون منحها لقاءات او اخبار حصرية، وقد شعر مقدم الاخبار في قناة الشرقية نيوز في لقاءه مع ابو رغيب ومهدي بتناقض الحكومة ومسؤوليها في التعامل مع الشرقية حصرا حينما اعترض على كلام ابو رغيف الذي انتقد انحيازهم المكشوف ضده فقال مقدم اخبار الشرقية لابو رغيف " ولماذا تظهر معنا اذا نحن نقوم بذلك ؟ خصوصا وان اللقاء مع ابو رغيف لم يتم عبر الاتصال الهاتفي بل كان لقاء تلفزيوني مما يعني وجود كادر عمل نقل هذا اللقاء مباشرة، ولانعرف كيف يجري هذا والقناة مُعلّقة العمل في العراق؟

alsemawee@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند حبيب السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/15



كتابة تعليق لموضوع : موظف حكومي لايحترم الحكومة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2013/05/16 .

الاستاذ مهند المحترم
لولا نباهتكم وفطنتكم والله مايوجد انسان يهمه التعليق وغلق الفضائيات ولا يهمه الخبر الدعايات الانتخابيه تعطى حصرا لقناة الشرقيه البلد ضايع ومحد منتبه لاي شيء صفقات السلاح الروسي وصفقات اجهزه كشف المتفجرات والبلد بدون رئيس جمهوريه وقضيه البنك المركزي والتظاهرات والتفجيرات كلها نايمه ومطفيه بقت على الفضائيات




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net