صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

منصب البابا بين السيمونية الخفية ، والرشوة العلنية .وما خفي كان اعظم !
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
((السيمونية)) أحط طريقة يستخدمها البعض في الوصول إلى ما يريد منصب كان أو عمل او جاه. وعادة يلجأ إلى السيمونية كل منحط لا مواهب له ولا مزايا ولا مؤهلات ولا كفاءة. 
السيمونية في بداية أمرها كانت اعطاء الرشوة مقابل الحصول على امتياز ، وكان المال هو الوسيلة للوصول ، ولكن فيما بعد تنوعت اساليب السيمونية فاستخدمت البغاء وشراء الضمائر والذمم والتهديد بالتصفية والتشهير واسقاط سمعة من يقف معترضا في طريق الوصولي . 
في بداية المسيحية وبعد رحيل يسوع المسيح أنطلق حواريو يسوع للتبليغ في انحاء الامبراطورية الرومانية واعطاهم يسوع القدرة بإذن الرب على شفاء بعض الامراض والاتيان ببعض المعاجز التي تُثبت كونهم مأذونين من قبل يسوع. 
كان هناك ساحر في مدينة السامرة اسمه (سيمون السامري) ولد وعاش في القرن الأول الميلادي كان يبتز الناس ويُخيفهم بابتداع مختلف أنواح الحيل وكان الناس مفتونين بفنونه السحرية حتى أنهم قالوا عنه : ((هذا هو قوة الله العظيمة )).(1) ولكن عندما جاء تلاميذ يسوع وعملوا بعض المعجزات ، انقطع رزق سيمون الساحر مما حداه إلى أن يعتنق المسيحية لكي يحصل على القوة التي عند تلاميذ يسوع المسيح لكي يُعزز بها السحر. فجاء سيمون إلى تلاميذ يسوع وأعطاهم صرة من الدراهم الفضية قائلا لهم : ((أعطياني أنا ايضا هذا السلطان حتى أيّ من وضعتُ عليه يديّ يقبل الروح القدس)). (2) 
ولكن الرسول بطرس انتبه إلى ما يرمي إليه سيمون الساحر فوبخه وصاح به قائلا : ((لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر. لأن قلبك ليس مستقيما أمام الله تب من شرّك لأني أراك في رباط الظلم)).(3)
من هذه الحادثة تأتي كلمة ((السيمونية)) والتي تم تعريفها فيما بعد بـ ( خطيئة بيع وشراء مناصب أو ترقيات كنسيّة ). وعلى ضوء ذلك تقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة : ((أنه بين القرنين الـ 9 و الـ 11 أفسدت السيمونية الأديرة ورجال الأكليروس وجماعة الأساقفة وحتى البابوية)) . (4) 
ولكن دائرة المعارف البريطانية باحت بالأسرار التي كانت تحيط بانتخاب البابا فقالت : ((ان دراسة تاريخ مجامع الكرادلة المقفلة لانتخاب البابوات تُقنع المرء أنه لم يحصل انتخاب واحد دون أن تلطخه السيمونية ، وفي عدد كبير من الحالات كانت تُمارَس في هذه المجامع اشنع أنواع السيمونية والأكثر علنية)) . (5)
انطلاقا من كل ذلك نرى البابا بندكتيوس استقال من مصبه الرباني البابوي ، لأن هذا المنصب اصبح يُباع ويُشترى فيحصل عليه كل من يدفع اكثر ، واصبح الآن الدفع ليس مالا إنما مواقف سياسية او قرارات تخدم اغراض ودول معينة ، كما أن البابا يوحنا بولص الثاني حصل على منصب البابوية بدعم اللوبي اليهودي مقابل أن يوافق على حروب امريكا ويُصدر فتوى تُبرئ اليهود من دم المسيح على رغم أنف الكتاب المقدس الذي يذكر بكل وضوح تآمر اليهود والتسبب في قتل يسوع المسيح . 
وتبقى دولة الفاتيكان محاطة باسوار الريبة والشك وتدور حولها الكثير من علامات الاستفهام التي لو اطلع عليها الناس لماتوا رعبا من هولها . 
وقد حذر يسوع المسيح من هؤلاء فقال في إنجيل متى 7: 15 ((اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ))
المصادر ــــــــــــــــــــــ 
1- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 9 ـ 11 . 
2- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 13 ـ 19.
3- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 20 ـ 23.
4- دائرة المعارف الكاثوليكية . انظر كلمة السيمونية .
5- دائرة المعارف البريطانية ، الطبعة التاسعة سنة 1878 ، والمعاد طبعها بنفس الترتيب وانظر كلمة سيمونية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/18



كتابة تعليق لموضوع : منصب البابا بين السيمونية الخفية ، والرشوة العلنية .وما خفي كان اعظم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2015/11/06 .

كتبت عن هذا الموضوع قبل صحيفة التايمز البريطانية بأكثر من سنة وهو تحت عنوان : ( منصب البابا بين السيمونية الخفية ، والرشوة العلنية .وما خفي كان اعظم !) واليوم تنشر التايمز خبرا عن الرشوة في الفاتيكان وكأن الامر جديد عليها وهي الخبيرة التي تعلم كل خبايا وخفايا الفاتيكان ، ولكن لربما المصلحة تتطلب منهم ان ينشروا هذه الفضيحة عن الفاتيكان فهؤلاء لا ينشرون خبر لوجه الرب . فإن وراء ا لاكمة ما ورائها .
اترككم مع الخبر .

http://www.kitabat.info/subject.php?id=69675





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net