بعد ان ضاقت بهم السبل!!!
حسين الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عشر سنوات من النزال على حلبت الصراع السياسي العراقي، وصار اشد وطئه قرابة عام لا رابح ولا خاسر من المتخاصمين، بعد ان ابعد الحكم من حلبت المتنافسين، سئم الجمهور من ذلك الصراع الذي ليس له نهاية وتحمل ضريبة المنازلة من تخندق طائفي، وحزبي، وتفجير، وتهجير، وكواتم، ولاصقات، وشبه انهيار كامل للأمن وانعدام كافة الخدمات، واصبح الجميع في دائرة الاتهام وضمن الصراع الذي اهلك الحرث والنسل وحرق الأخضر مع اليابس، وجعل الشعب على النصب منتظرين متى يأتي سيف الجزار ليخلصهم من مرارة الحياة.
منذ عقود من الزمن والشعب يعيش بين سندان الحياة ومطرقة الحكام، وجعلته يعيش كل هذه الفترة بين، حافرها ونعلها، (الحصى التي تقع بين قدم الحصان ونعله) أصر الشعب على مواكبة الحياة بعد ان أخذت منهم السنين مأخذ الرحة من الدقيق، واستمر على مواجهة الحكم الاستبدادي الذي جثم على صدره أكثر من ثلاث عقود ونصف، واثبت للعالم انه شعب يضحي بكل شي من اجل كرامته وحريته.
بعد ان اسقط ذلك النظام العفلقي عام 2003 فتح البلد على مصراعيه لمن هب ودب، وتشابكت الأمور وتعقدت تماما وصار الشعب لا يميز بين الحر والعبد، وتسلق الكثير من عبيد الدنيا وأصحاب المصالح وسياسي الصدفة على أكتاف الأحرار الذين رفضوا الذل والخنوع تحت سوط الجلاد وسيف الجزار، وتحملوا حرارة الشمس وشربوا أسين الماء من اجل حرية وكرامة الفرد.
نحن اليوم بأمس الحاجة الى التعقل والشعور بالمسؤولية وروح الوحدة والتكاتف بين السياسيين، للخروج بالبلد من عنق الزجاجة وللوقوف بوجه التحديات التي نواجها اليوم، وعلى الجميع ان يدرك الخطر المحدق بالعراق والعملية السياسية برمتها، ويعيد حساباته وان يفتش على نافذة ليرى النور منها بعد ان ادخلونا فيها، ذلك الإنفاق المظلمة بسبب الطيش السياسي، وحب الأنا والتزمت بالرأي وعدم قبول الأخر.
اتجهت الأنظار الى نافذة النور لإنقاذ البلد من الانهيار الذي سببه سياسي المصالح والمتسلقين الجدد، وجمع أوراقه المتناثرة كون العمل لا يصح في الظلام الدامس إلا بوجود نور ورؤية واضحة ومشروع ثابت من اجل إعادة ترتيبها، ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
ان رؤية السيد عمار الحكيم، ومشروعة الذي أطلقه منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة عام 2009 واسماها (الطاولة المستديرة ) هي نفسها التي جلسوا عليها اليوم المتخاصمين والمتقاطعين، والجميع تقبلها بسلاسة بعد ان ضاقت بهم السبل، لا سيما وان صاحب ذلك المشروع من عائلة عرفت بنزاهتها ووطنيتها ومواقفها لحلحلة المشاكل بحنكة وحكمه على مر التاريخ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat