صفحة الكاتب : محمد الحمّار

الحكم للشعب الآن : حلقة البداية
محمد الحمّار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تم نشر فيديو مؤخرا ينطوي على نموذج فكري لإنجاز الثورة الفكرية والسياسية (*)، في تونس كما في غير تونس من البلاد العربية والإسلامية. والعملية عبارة على تصميم لمشروع يرتكز على مبدأ "الوحدة" و"الوحدات". كما أنّ التصميم يستدعي مراعاة ما لا يقل عن ستة عناصر من المفترض أن تكون مرتبطة بعضها ببعض بصفة جدّ وثيقة. والعناصر هي: غاية – مُحرك- أهداف- تمارين- وسائل- توازن.
وفي هذه الحلقة الأولى (المكتوبة) سيكون تسليط الضوء على مفهوم "الحكم للشعب" في إطار "وحدة" متكاملة. وفي ما يلي محتوى كل عنصر كما يتراءى لي، مشفوع بملاحظات في خانة "التوازن".
- اسم الوحدة: الحكم للشعب.
- الغاية: الحفاظ على ما اكتسبه الشعب في ثورته المجيدة التي توّجت باستقلال 14 جانفي.
- المحرك: الإيمان بالله الواحد الأحد أو اللائيكية/العلمانية أو الإسلامية أو السلفية أو الليبرالية أو الشيوعية أو الاشتراكية أو القومية أوالعقلانية أو نظرية في العلم أو نظرية في الفلسفة أو حكمةٍ ما أو مقولةٍ ما أو بعقيدة المسيحية أو بعقيدة اليهودية أو بالماسونية (ولو كانت حكومية)، أو أي محرك آخر حسب اختيار وتكوين الفرد والمجموعة المنفذين للمشروع.
- هدف (واحد من بين أهداف أخرى):  الضغط على الحكومة من أسفل إلى أعلى.
- التمارين: التعبير الحرّ عن الآراء الممكن اعتمادها لتحقيق الغاية- التجمع في حلقات وفي لجان للنقاش وتبادل المقاربات – التجمع والانطلاق في مسيرات احتجاجية سلمية.
- الوسائل: فضاءات للتجمع- تسخير الأماكن العمومية في انتظار توفر محلات للغرض.
- التوازن:
يقول رلف ولدو امرسن ما مفاده أنّ الحاكم السيئ لا يبقى في مكانه بل سيُزاح بطبيعة الأمور لو عرف الفرد والمجتمع كيف يضغطوا عليه من أسفل. وقد يتفق هذا الرأي مع ما قرأت عن الوزير أحمد نجيب الشابي مؤخرا لمّا قال إنّ "الحكومة حكومتكم".
 طبعا ليقل امرسن أو الشابي أو غيرهما ما يشاءون، أمّ العبرة فهي في مدى إدراك الشعب ونخبه لهذا الأمر، ثم تنفيذه في الواقع. والملاحظ من تحركات الشباب والكهول على الفايسبوك أنّ الإدراك حاصل لكنّ التصميم في داخل "وحدة"غير متوفر. ثم إنّ غالبية الناس خارج بوتقة الفايسبوك أوكلت أمرها للحكومة الوقتية ولا تعرف سبيلا لمنهجية الضغط. هذا في باب "الغاية" و"الهدف".
في باب التمرين، وهو الخاص بالتعبير الحرّ، تلاحظ أنّ وسائل الإعلام بكل أنواعها ما زالت تمارس التوجيه الإيديولوجي حين تدعو أناسا للتعبير عن آرائهم. والنضال مازال طويلا وصعبا لتجسيد هذا الحق الدستوري في حرية إبلاغ الرأي بحرية إلى أجهزة الإعلام. وسوف ينتصر الفايسبوك مرة أخرى ليثبت كم هي هزيلة أجهزة الإعلام العمومية.
ثم في باب التجمع في الأماكن العمومية يحق الترحيب بالتجمعات في الشوارع الرئيسية للعاصمة ولمدن عديدة أخرى. لكن الذي يُعاب على أصحابها عدم النضج في طرح المشكلات. إذ إن من المفترض أن تطرح المشكلات باعتبار أولويات الثورة الأولى لا الحاجيات الأداتية من مأكل ومشرب ولباس وزيادة في الأجر وحتى في طلب التشغيل.
إنّ أولوية الثورة هي توحيد الشعب التونسي حول رؤى وتصورات سيتشكل منها برنامج كل حزب سياسي منظم. ولا يعقل أن يتصور الشعب أنّ للأحزاب برامج الآن. وحتى في حال أنها وُجدت فلا بدّ أن يدلي الشعب بدلوه في تحويرها وتكميلها بل في تثويرها.
 أمّاالرؤى والتصورات فهي الضامنة للمنافع الأدبية والمادية التي يطلبها اليوم وبشكل طفولي العديد من أبناء الشعب. ولن يحصل النفع المادي إلاّ بالتركيز على البعد المعنوي والروحي لكي يتم بلوغ التوازن العام. والتوازن العام هو الذي سيحدد التوازن في كل "وحدة": وحدتك ووحدة الآخر؛ وحدة المدرسة ووحدة المصنع ووحدة المتجر، وحدة المسجد ووحدة الأسرة ووحدة الشارع. والكل نحو الحكومة بعقولهم وأصواتهم سائرون. فالحكومة وكيلة أعمالكم، لا وصية عليكم أبدا أبدا أبدا. 
محمد الحمّار
الاجتهاد الثالث
http://www.youtube.com/watch?v=fKl6Ax9g7gg
  
 
    
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحمّار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/15



كتابة تعليق لموضوع : الحكم للشعب الآن : حلقة البداية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net