ذكرى إستشهاد الإمام الحسن عليه السلام
افنان المهدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من أرضك إنطلقت كلمات حيرت العالم فقد كانت أحضانك مأوى لعلي .. وقد أراد لك المجد والعلياء .
ولكنك كنت عمياء وصماء ، فاستبدلت عز علي بذل معاوية ، وأتاك السبط الأكبر لخاتم الأنبياء يسعى ،
حاملا في كفيه عزك ورفعتك ، ولم تثوبي لرشدك !
في زقاق من أزقة الكوفة ، حيث ذلك البيت الطيني ، والذي ماتردد فقير ولا يتيم أبدا في طرق بابه ،
كان الشمل العلوي يحزم متاع السفر ومتاع العودة لأرض الوطن ، لمدينة محمد .
فقد اختارت الكوفة الذل والخنوع ، ويالبُئس ماخترت !
وتستحقين ما سيحدث لك من الدواهي ، يا مدينة غائبة لعوب ، متقلبة لا تثبت على حال ، تهرج وتمرح
بمصائر أهلها .
كانت تلك السيدة ، شاهدة على الثورتين ، ثورة السلام ، وثورة الدم وشاهدة على الهجرتين ، هجرة شبر
من الكوفة الغادرة لمدينة السلام عاصمة محمد ، وهجرة شبير من مأوى الطريد ، البيت العتيق ، لكربلاء
الحياة ، لكربلاء الإنسان .
هكذا أنت يا زينب ..
قبل عقود من الزمن ذرفت الدموع بصمت حينما شهدت في طيبة رحيل السلام والأمان ، الجد الأعظم رسول البشرية .
وحين هبت العاصفة العاتية من أجلاف تشدقوا أنهم من صحابة جدك ،والتي ما رحمت لأبنتاَ ثكلى ،
ولا أخاَ مقصوم الظهر برحيل أخيه ، فكسرت الأضلاع ، ولطمت العين ، وغرز المسمار في صدر العلم والوقار،
وأسقط الجنين ، ونزف الدم ، وقُيد بطل خيبر بقيود الظلم والضغينة ، والكفر بعد الإسلام .
وأنتفض سيف الثارات الجاهلية ، مهشماً رأس الإسلام في ليالي مباركات ،فتهدمت أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى.
وها أنتِ يا زينب ...... يا صبراً تجسد في امرأة !
أستعدي لنزول الفادح من المُصاب ، فقد شاء القدر ، أن تتلقف الأيادى السوداء التي لا تشتهي طعاماً ولا شراباً ولا
يلذ لها عيش إلا بالجلوس على مائدة دمائكم .
فلعمري .... كما شهدت بالأمس تشييع جدك المُصطفى ، وإعفاء جدث أمك فاطمة ، وطبرة أبيك حيدرا ،
ستمسين الشاهدة أيضاً على الطشتين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
افنان المهدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat