صفحة الكاتب : عادل عبدالله السعيدي

عقيدة الصلب والفداء .. كيف تثبت أو تنقض العقيدة ؟
عادل عبدالله السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لإثبات عقيدة ما لابد من وجود دليل قاطع لاتشوبه شائبة، ودليل صريح يشير دون لبس إلى تلك العقيدة، لكننا نجد النصارى لديهم عقيدة مسبقة يراد لها أن تفرّغ على النصوص.
أقول: إذا عرفنا أنّ أساس الإيمان الصحيح بأي عقيدة هو الإلتزام بما جاء في الكتاب الذي يؤمن به صاحب تلك العقيدة، وإذا عرفنا أنّ الإيمان الذي لا يستند استناداً قطعياً على نصوص ذلك الكتاب، أو يشتمل على بعض العقائد التي تخالف أو تناقض أو على الأقل بعيدة عن الكتاب الذي يعتمد عليه في الإيمان الصحيح  فهذا يثبت قطعاً - وبما لا يدع مجالاً للشك - فساد هذا الإيمان.
وهنا ينبغي أن نوضح موقفنا من عقيدة الفداء، فنحن لاننكر هذه العقيدة، ولكن ننفي المفهوم الذي يقول به النصارى بأنّ الله تجسد بصورة بشر ليقوم بعملية الفداء، فمفهوم الفداء موجود منذ القدم وقد بيَّنه الكتاب المقدس وبيَّنه القرآن بقضية فداء ابن إبراهيم الوحيد، وكذلك في يحيى (يوحنا) بن زكريا الذبيح، وأيضاً في عبدالله أبي رسول الله   حيث قال رسول الله  : (أنا ابن الذبيحين)، عبدالله وإسماعيل، وكانت أعظم عملية فداء تمت على هذه الأرض بالحسين بن علي بن أبي طالب  ، الذي بذل دمه فداء لعرش الله،وللتمهيد لدولة المخلّص الذي سيملؤها قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وقد حصلت هذه الحادثة في أرض كربلاء قرب نهر الفرات كما ذكرها الكتاب المقدس.
ففي سفر إرميا46: 10: (فَهذَا الْيَوْمُ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ يَوْمُ نَقْمَةٍ لِلانْتِقَامِ مِنْ مُبْغِضِيهِ، فَيَأْكُلُ السَّيْفُ وَيَشْبَعُ وَيَرْتَوِي مِنْ دَمِهِمْ. لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ).
قالوا: الخلاص بيسوع المسيح وحده.
أقول: إنّ الله وضع منهجاً لرضاه ومعرفته من خلال أنبيائه ورسله الذين هم حجج الله على خلقه، فمن تبعهم نجا ومن تخلف عنهم هلك وبهم يدان العالم، وليس كما تقولون الخلاص بيسوع المسيح وحده،وقولكم هذا لادليل عليه وعكسه بيّن.
وإليكم نص قاطع يدل على أن من يؤمن بحجة الله وخليفة الله في كل زمان يحصل على رضا الله؛ لأنّ خليفة الله وحجته على خلقه به يدان العالم وليس بالخلاص المزعوم وليس بالخطية الأولى المزعومة، ولنقرأ هذا النص القاطع:
-تكوين 5: 24 (وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ).
-رسالة عبرانيين الإصحاح 11: (بالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ.إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ).
وفي تفسير أنطونيوس فكري للكتاب المقدس يقول:(حياة أخنوخ حملت بالإيمان صورة للكنيسة السماوية الفائقة. أمّا البار فبالإيمان يحيا. هو بإيمانه استطاع أن يرضي الله أخنوخ نموذج لمن يستطيع أن يحيا باراً وسط عالم شرير. ومن يغلب ويسلك بإيمانه في بر مثل أخنوخ ينقله الله ليحيا معه فى شركة أمجاده).
أقول: اخنوخ استطاع أن يرضي الله دون اللجوء إلى الإيمان بعقيدتكم للخلاص، فأين عقيدة الخطيئة الأولى والتي لا ترضي الله إلا بعقيدة الصلب والخلاص ؟؟؟
ولنقرأ النصوص التي ذكرت في رسالة إلى العبرانيين الاصحاح 11:(بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ للهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ ! 5 بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. 6وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. 7 بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ..).
وهذه نصوص تنقض عقيدة الخطيئة الأولى التي لا يمكن أن تزول إلاّ بتجسد اللاهوت بالناسوت ليقوم بدور خلاص البشرية من تلك الخطية، وليس فقط الخلاص بل حتى الدينونة كما في نوح ع.
( الخلاص حصل بركوب سفينة نوح ع وبه دان العالم، والخلاص يحصل بركوب سفينة محمد وآل محمد صلوات ربي عليهم اجمعين فبهم سيدان العالم ).
 فأين عقيدة الخلاص التي لاتكون الا بشرط الايمان بالصلب ؟؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل عبدالله السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/14



كتابة تعليق لموضوع : عقيدة الصلب والفداء .. كيف تثبت أو تنقض العقيدة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net