الحكيم في قطر....
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 كل خطوة يقوم بها سياسي او قائد تيار شعبي عراقي واسع يجب ان تقرأ من عدة زوايا فلا يصح او يجوز اطلاق التهم جزافا بتخوين طرف وتلميع صورة طرف اخر , في ما يخص زيارة سيد عمار الحكيم الى قطر ممكن ان نقرأها من زاويتين قطرية اولا ومن زاوية عراقية ثانيا .

فمن الزاوية القطرية نجد ان قطر واجهت تغيرا سياسيا جديدا وممكن ان نطلق عليه تغيرا ناعما وبهدوء ومن خلف الكواليس تغيرت المعادلة القطرية , فبعد ازدياد الغضب العربي والسخط الاعلامي الذي واجهته قطر وسياستها العدائية للدول العربية ومصافحتها لإسرائيل صار من الواضح ان هناك تيار داخلي يشاطر الاشقاء من الدول العربية في انزعاجهم واستيائهم . فصار التغيير مطلوبا , وبعد تسنم الامير الشاب المنفتح تميم نرى ان السياسة القطرية بدأت بالتغير تدريجيا والمتابع لخطابات الامير الجديد يلاحظ الفرق الكبير في السياسة والنهج الجديد عن ما كان في زمن اميرها السابق حمد .

فقد قل الخطاب الطائفي وتغير النهج الاعلامي بهذا الاتجاه ولعل من ابرز الادلة على هذا التغيير في النهج هو قيام السلطات القطرية بطرد امير من امراء التكفير والطائفية الا وهو ما يسمى بالشيخ القرضاوي وكيف كان ابعادها بصورة مذلة ومهينة حسب تناقل الاعلام لهذا الحدث بعد ان رفض القرضاوي قرار الامير فكانت النتيجة خروجا مذلا .

ان هذا الانفتاح وتغير النهج في سياسة قطر يعطي رسائل ايجابية لكل السياسيين وفي كل الدول الممتعضة من سياسية قطر ان تختبر هذا التغيير وترسل مبادرات ايجابية ومد حبل الود لإثبات النوايا القطرية في تغيير سياستها وخطابها .

أما من الزاوية الوطنية العراقية ننظر الى زيارة السيد الحكيم من خلال اولا اثبات حقيقة مهمة في الامر ان السيد الحكيم لا يتمتع باي منصب تشريعي او حكومي مما يمكنه من التعامل بأريحيه اكثر وبكلام اكثر مباشرة بعيدا عن البروتوكلات الرسمية بين الوفود الحكومية , كذلك ان زيارة السيد الحكيم الى قطر جاءت تلبية لدعوة اميرها فلم يكن السيد عمار الحكيم من طلاب الوجاهات او هو من الذين يستغلون الفرص لمصالحهم الشخصية اذا وبما ان الزيارة هي تلبية لدعوة قطريه فهذا يعني ان الطرح الذي سيطرح من قبل السيد الحكيم اكثر فائدة وشمولية وعمقا .

هنا نتسائل ايضا ما على الحكيم فعله وما سيقول وماذا يريد من اميرها وسياستها الجديدة , حتما ان السيد الحكيم نقل الاستياء العراقي من سياسة قطر السابقة وكيفية مساهمتها في تأجيج الصراع الطائفي في العراق وتحريضاها اعلاميا وماديا ضد الشيعة , هذا الهاجس الاول سينقله او نقله السيد الحكيم , ثم ان السيد الحكيم سيطالب بعدم تضييق الخناق على الشيعة القطريين وفتح المجال امامهم لممارسة طقوسهم الامر الذي سينعكس ايجابيا على الشارع القطري في تفهم وتقبل الشيعية والامر الذي بدوره سيساهم في تقبل الرؤية القطرية لفريضة ان الشيعة لا مانع ان يحكموا في العراق وانشاء علاقات طيبة معهم .

اذا هذه الزيارة التي قام بها السيد الحكيم هي زيارة ايجابية بل يجب ان تكون هكذا خطوات لتعريف امير قطر الجديد بالتجربة العراقية والرؤية الجديدة للعراق الجديد , وكذلك ستذيب الجليد وتمحو الفجوة بين العراق وقطر والانطلاق نحو الافضل في الاحترام المتبادل بين البلدين واحترام سياسات وارادات كل بلد

 

الموضوع السابق القلوب ليست وطنية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat