نحن كذلك في العراق واسوةً بالشعوب العربية الثائرة!!... نريد التغيير ونحاول صياغة وتشكيل الوضع العراقي من جديد , هذا مايردده بعض المثقفين العراقيين عبر نداءاتهم الثورية الحماسية متناسين الخصوصية التي تتمتع بها الحالة العراقية والمخاض العسير للعملية الديمقراطية الفتية لتكون او لاتكون...... فضلا عن وجود بقايا من ديناصورات العهد السابق العابثة منذ سقوط النظام بمقدرات الشعب والعملية السياسية برمتها والجميع يعرف ذلك.. ربما يظن هؤلاء او يتمنى ان الشعب العراقي المتعب سيخوض هذه التجربة على غرارحمى الثورات الشعبية المتتالية التي الهبت المنطقة العربية ضد حكامها الغير شرعيين.
لكن البعض من هؤلاء الدعاة لهذا التغيير ونصوصه الامعة كانوا ومازالوا ضد الديمقراطية الوليدة في العراق, وموقفهم لم يتغير منذ سقوط النظام ولحد الان ولاتكاد تخلو مقالاتهم التحاملية من شتيمة او سخرية او تسقيط للحكومة!. لذلك نجدهم ينعقون مع كل ناعق في كل مناسبة ولايتركون شاردة ولاواردة الا اشاروا اليها واعتبروها من المصائب الكبرى التي تواجه الساسة العملاء والمتخلفين اللطامة حسب رأيهم ...( يعني بس همه يفتهمون)....علماً ان قائمتهم المحبوبة ( العراقية) والتي دافعوا عنها طويلاً تسلمت وزارتي الكهرباء والمالية ولم تفعل شئ لحد الان لانفس الاسباب التي كانوا يعيبونها على خصومهم !! ومن الصعب ان نصدق ان من كان ضد التغيير " تغيير نظام البعث" طوال السنوات الماضية يمكن ان يبحث الان عن مخرج سلمي من الازمات الحالية في البلاد, او ان يقض مضجعه ويؤرَّقه مايمر به العراق من مشاكل معقدة.
ان للبعض من هذه الشخصيات اسبابها المنطقية والمقنعة فيما تدعو اليه ومن هذه الاسباب مثلا التعثر المستمرفي العملية السياسية , انتشار الفساد بشكل كبير ومقلق في اغلب مرافق الدولة, اضافة لتكبيل بعض الحريات وانعدام الخدمات بشكل عام . وهذه مبررات مقبولة جداً ولاغبار عليها ان ثبتت صحتها. والمطالبه بالاصلاحات المهمة والجوهرية التي تخدم الوطن والمواطن عبر التظاهرات السلمية هي مطالب مشروعة ... لاسيما ونحن نسير باتجاه الديمقراطية الحقيقية وفيصلنا العادل هو الانتخاب وصناديقها الشفافه ......لكن بالتاكيد بعد تغيير المفوضية الحيدرية للانتخابات سيئة الصيت طالما نحن بصدد فكرتي الاصلاح والتغيير!.
الناقمين من هؤلاء لايريدونها تظاهرات سلمية وحضارية هادفة حسب مانقرأ من خطاباتهم... بل حرباً شعواء على العراق وحكومته وشعبه ,تدفع باتجاه التغيير الكامل وربما التدمير الشامل.
فمن يريد التغيير للافضل والاصلح عليه خوض غمار السباق الانتخابي الحر والنزيه, والعمل الجاد والبنّاء على كسب ود وتاييد الجماهير المغبونه التي يدّعي او يتصدى للمطالبة بحقوقها لا ان يقف على التل البعيد في امريكا وشواطئها او في اوربا ومنتجعاتها ويحرض الناس عبر الانترنت. بل ينزل الى الشارع العراقي ويشارك الشرفاء من الساسة في بناء نظام ديمقراطي يؤمن حقيقة بالانتقال السلمي للسلطه وفرض العدالة والمساواة بين الجميع واحترام حقوق الانسان حتى لو تطلب الاصلاح المرتجى اجيال واجيال لان العراق لم يعهد ديمقراطية حقيقة منذ نشوءه في عشرينيات القرن الماضي وليس بالضرورة ان نقطف نحن ثمار هذه العملية الحضارية الجميلة.... ربما ابنائنا اواحفادنا. اضافة الى ان فكرة الثورة ضد الديمقراطية وضد رغبة وارادة الاغلبية هي عبارة عن انقلاب عسكري بقناع مدني وتقدمي.
العراق ياسادة لم يعد يحتمل ثورات واضطرابات عنيفة سوف تكون بالتالي مرتع خصب وغني لكل الارهابيين القتلة والسفاحين من بقايا ازلام البعث المتربصين بنا والعراق ليستثمروها بشكل قذر ولئيم في تنفيذ مشاريعهم الدموية ضد العراق وشعبه, فالعراق ليس مصر التي لم تحارب منذ 38 سنة والاجيال الجديدة اجيال مسالمة وناعمة لاتفقه لغة السلاح والقتال وهذا ليس نقصاً فيهم ـ مع احترامي وتقديري لثورتهم الشجاعة التي غيرت مجرى التاريخ المصري ـ كذلك العراق ليس تونس التي لم ترى الحرب منذ جلاء الاحتلال الفرنسي 1963 اي منذ 48 سنة ولايوجد قطعة سلاح واحدة في بيوتهم. اما العراقي فانه يحارب ويموت ويُعذب منذ أنقلاب 8 شباط الاسود ليومنا هذا!! . لذا ستكون ردود افعاله مختلفة عن باقي الشعوب فيما لو خرج الى الشارع (وصعدت عده الغيرة) نتيجة الخزين الهائل من الالم والقهر .وهو قد خرج للتو من غرف التعذيب البعثية ليجد نفسه في مواجهة الارهاب ومفخخاته ـ واحداث واسط دليل واضح ـ.
الدعوة الى ثورات او تحركات على غرار مايحدث الان في البلدان العربية ضد طواغيتها دعوة لاتخلو من خطورة كبيرة على مستقبل العراق وشعبه بالاضافة الى صعوبة التكهن بنتائجها على ارض الواقع اوحتى امكانية ضمان عدم استغلالها من قبل الحاقدين والمجرمين واصحاب النوايا العاطلة, فمن يضمن ذلك فليخرج بمظاهرات سلمية تطالب الحكومة بكل الاصلاحات والتغييرات الهادفة الى توفير الامان والرفاهية للمواطن العراقي ......والا فلا يدخلنا في نفق الموت والفوضى من جديد ويبقى هو خلف شاشة الحاسوب يطالع الاطراءات من اصحابه على بطولاته الالكترونية عبر الانترنت ويتلقى التهاني على شجاعته وجرأته الاسطورية في تحريك الشارع العراقي!!!.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat