معادلة الحياة العراقية ثلث يرحل وثلث يموت وثلث يبقى؟!
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء كرم الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوما بعد يوم تتضح معالم اكبر المؤمرات الدولية التي شهدها العالم في تاريخه الحديث في ألفيته الثالثة ضد الدول العربية والتي يمثل العراق أحد ركائزها ومفاصلها الهامة، تلك المؤامرة التي تتلخص بتدمير تلك البلدان وتهجير أهلها وتشريدهم وخلق حالة من الأقتتال فيما بينهم أن كان طائفيا أو قوميا أثنيا فالغاية هي تمزيق النسيج الأجتماعي لتلك البلدان وتفتيتها وأيصالها الى حالة من أستحالة التعايش السلمي بين مكوناتها الأجتماعية والدينية والقومية، ليسهل بعد ذلك تقسيمها الى دويلات صغيرة وضعيفة!!، وما جرى ويجري في العراق ومصر وسوريا واليمن وتونس دليل واضح على ذلك.لا يختلف أثنبن من العراقيين بأن الحياة في العراق أصبحت لا تطاق حيث الفوضى العارمة وغياب شيء أسمه القانون والفساد المستشري، والخوف والرعب والموت الذي صار العنوان الأبرز لصورة وأسم العراق وشعبه و ما ستؤول أليه الأمور في العراق والذي يبدوا أنها ستكون أسوء مما هي عليه الآن في قادم الأيام. هذا المشهد المأساوي الذي يعيشه العراقيين يوميا، اعاد بي الذاكرة الى الوراء الى عام 2006 عندما سرت أشاعة بين العراقيين وما اكثرها في ظل هذه الظروف غير الطبيعية والتي تشكل بيئة خصبة لنمو الأشاعات وانتشارها بسرعة بمساعدة عدد غير قليل من وسائل الأعلام( صحف ، مجلات،فضائيات،أذاعات وما الى ذلك) والتي لا يحكم عملها المهني أية قانون أو أي ضابط أخلاقي!!، والتي لعبت دورا كبيرا في خلق الأشاعة وأنتشارها، حتى صار الكثير من العراقيين يكذبون ويصدقون كذبتهم!!. أعود الى أشاعة عام 2006 والتي مفادها: أن احد السياسيين الكبارفي الأدارة الأمريكية قال(ليس بالضرورة ان يبقى العراقيين 26 او 30 مليون! حيث يجب أن يرحل ثلثهم، وثلث آخر يموت، وثلث يبقى!!) ، و يبدوا أن هذه الأشاعة ليست مثل غيرها من الأشاعات! التي تأخذ وقتها في احاديث العراقيين وجلساتهم وسهراتهم، ثم سرعان مايطويها النسيان، فبمرور الوقت تتأكد أنها لم تكن أشاعة بقدر ما كانت خطة موضوعة بأحكام كجزء هام من خطة أحتلال العراق وتدميره!ويتم تنفيذها بحرفية كبيرة من قبل اطراف دولية وأقليمية وعربية أضافة الى أطراف من الداخل العراقي، ويتولى تنظيم القاعدة الأرهابي تنفيذ خطة قتل العراقيين بمساعدة من البعثيين في كثير من الأحيان!! منذ سقوط النظام السابق ولحد الان!!. فأصبحت هذه المعادلة كوافع حال وأمر مكتوب لا خلاص منه!!. فأذا نظرنا الى القسم الأول من معادلة الموت العراقية(ثلث يموت)، نجده يسير وفق ما مخطط له منذ عشر سنوات ولحد الآن، فحصاد موت العراقيين لم يتوقف لحظة واحدة ولا ليوم واحد!، وهو في تزايد خطير ومرعب، فبعد ان كانت بعض أيام الأسبوع والأشهر دامية وتأتي بين الحين والآخر، أصبحت ومنذ أشهرأيام العراقيين كلها دامية، فلا يمر يوم ألا وهناك العشرات بل المئات من العراقيين يموتون باالسيارات المفخخة أو بالعبوات المزروعة على الطرق او العبوات اللاصقة أو بالأنتحاريين، عدا عمليات الأغتيال بمسدسات الكاتم للصوت، هذا ناهيك عمن يموتون بسبب كثرة الأمراض الخطيرة التي أنتشرت بالعراق وفي مقدمتها السرطان الذي يفتك بالعراقيين، وكذلك الذين يموتون لكبر السن،وحوادث لم تذكرمثل الأنتحار والثأر وحوادث القتل غسلا للعار والموت بسبب لدغات الأفاعي (حية سيد دخيل)!! التي لا زالت تبث الرعب في محافظات الجنوب (تعددت الأسباب والموت واحد). الأمر المحير في تنفيذ هذا القسم (ثلث يموت) أنه وحسب الأرقام والأحصائيات وبحسب عدد سكان العراق التقريبي (من 26 الى 30 مليون) يجب أن يموت من العراقيين بحدود من (9 الى 10 مليون) بأعتبارهم يمثلون الثلث! فكيف سيتم ذلك ؟ بحساب بسيط أن تنفيذ هذا الجزء من معادلة الموت هذه سيحتاج الى (40 )سنة!! لكي يتحقق!! لأن الحرب العراقية الأيرانية وخلال ثمان سنوات أزهقت أرواح أكثر من مليون ونصف مليون عراقي! أي بمعدل موت يومي يقرب من الرقم (500 )!!. ومن يدري ولربما ستتحقق هذه المعادلة رغم صعوبتها !، أقول: لقد مضت عشر سنوات كأنها لمح البصر! على سقوط النظام السابق ونحن نعيش في دوامة مرعبة من الخوف والقلق والموت المجاني ولحد الآن، ما الذي تغير وسيتغير؟ ولم الغرابة في عدم تحقيق ذلك؟ فما دامت أمريكا بخيرودول الأقليم والجوار العراقي بخير وسياسيونا من عديمي الضمير والرحمة والأنسانية والوطنية بخير فكل شيء يتحقق؟!. فهل كنا نتوقع أن تطول الحرب العراقية الأيرانية ثمان سنوات وقد بدأت بنزاع حدودي بسيط؟!ومن كان يتوقع أن يهجم صدام على الكويت بعد سنة على انتهاء الحرب العراقية الأيرانية؟ لا مستحيل في عالم السياسة والمؤمرات الدولية الكبرى وأن طال الزمن؟!.نأتي على الجزء الثاني من معادلة هذا الأمريكي (النذل) وهي (ثلث يرحل)، ويبدوا أن هذا الجزء سهل التحقيق بل زاد على ماهو مطلوب؟! حيث أن أعداد العراقيين الذين تركوا العراق وسكنوا الغربة في الكثير من بلدان العالم قبل سقوط النظام السابق بسبب ممارساته وحروبه ودكتاتوريته يقرب من (4) مليون عراقي، وبدل ان يعود غالبية هؤلاء بعد سقوط النظام السابق وكما كان متوقعا، انقلبت الصورة تماما؟! حيث أزداد أعداد العراقيين في الخارج الى ما يقارب (7) ملايين عراقي والرقم في تزايد بأستمرار الأوضاع المزرية التي يعيشها العراق من كافة الأمور وأهمها الخوف وعدم الشعور بالأمان. أذا: العراقيين امام معادلة حسابية صعبة لا ضمانة فيها معادلة موت وحياة وأمام خيارات أحلاها أمر من العلقم! الشيء المؤكد فيها هو أنهم يقفون في طابور طويل ينتظرون متى يأتيهم الموت في وطنهم الذي صارفيه الموت شيئا طبيعيا وحياة الأنسان أرخص من قطرة ماء!، لاتعليق لنا سوى الدعاء: اللهم انت خير حافظ وأنت أرحم الراحمين, اللهم أحفظ العراق وأهله من كل سوء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat