الشهادة لا معنى لها سوى بالموت ....موت الذات في سبيل قضية .. ولكن هناك شهادة غفلها البشر وهى شهادة من خلال أعمال شهادة لله الواحد الأحد ..شهادة يقدم خلالها الله وطبيعته الله داخلى شهادة الله المحب العادل الباذل يقدم الانسان شهادتة بالله من خلال اعمال وممارسات يومية ....فليست الشهادة هى قتل الآخر والنفس كما يعتقد البعض!
" شهداؤنا فى الجنة وقتلاهم فى النار " كلمات التيارات المتأسلمة الإخوانية والجهادية مازالت تردد من آن لآخر لشحن أتباعهم لأعمال القتل وحصد الآخر ..ربما هذا الآخر المختلف ايدلوجيا والمتفق دينيا وبالطبع سيظل المختلف دينيا هدفا لصحد روحه من تلك الجماعات التى لم تكتف فقط باغتصاب الجنة لاتباعهم بل اختطفت الله ذاته وتكلموا على لسانه وخصصوه داخل جماعتهم .
"لقب شهيد" هذا اللقب السحري ذو القدرة الجبارة القادر على تحويل الإنسان إلى وحش كاسر لص قاتل مستحل شرف وحياة وأموال الآخر ..هذا اللقب الذي جعل الغوغاء والدهماء يتسابقون لنيل سبق الفوز بالحور العين والغلمان ! والجنة المزعومة! ومن العجيب أن لقب الشهيد نسمعه يومياً من المتأسلمين ويطلقونه فقط على المجرمين والسفاحين وسافكي الدماء من أبناء أوطانهم المتفقين لدينهم أو المخالفين لمذهبهم، ويقسمون بالله وبعرشه أن هؤلاء القتلة السفاحون وسافكي الدماء هم شهداء.. معتقدين أن الله جل جلاله يسير على هواهم ويتبع خطاهم.
ويوافق يوم 11 سبتمبر عيد النيروز القبطى " عيد الشهداء " والشهادة فى المسيحية لها معنى أرقى وأوسع وأسمى الشهادة ليست بالقتل والتفخيخ بل الشهادة هى الثبات على الإيمان المستقيم فاجدادنا العظماء رووا بدمائهم شجرة الإيمان وقدموا ذواتهم فداء للايمان ....لم يغتصبوا لم يسرقوا لم يحرقوا بل قدموا ذواتهم للاحتفاظ بالايمان .
شهداء هذه الأيام هم من يفجرون الطائرات والقطارات والمعوقين فى بغداد ومن ثم يفجرون أنفسهم في الأسواق ..وهم من يقتلون الأطفال في بيسلان، وأصبحت كلمة شهيد حينما يسمعها المرء يصاب بالشك والريبة تجاه أفعال هذا الشهيد ويتساءل كم من الأفراد اغتالهم هذا الشهيد؟! وبأي وسيلة؟! ومن قتل؟! وكم عمر الشهيد؟! وما هو جنسه ذكر أم أنثى؟!
انتشار وشيوع لقب الشهيد يرجع لجيش جرار من شيوخ التطرف... يمنحون لقب شهيد للشباب، بعد شحنهم أيديولوجياً بفكرهم المتطرف أو اغوائهم بالجنة المزعومة وما بها من ملذات، وأبكار تروي الشبق الجنسى لدى البعض وتحبب للحياة الأخرى هروباً من ظلام الجهل والتخلف الذي يعيشون فيه في الوقت الحاضر.
أصبحت كلمة شهيد عند سماعها تصيب المرء بالريبة والغثيان معا لالتصاقها بقاتل أو لص أو سفاح لبني وطنه او حاكم طاغية او عميل لدولة "عظمى عسكريا ومنحطة أخلاقيا " ...
وتناحرت الجماعات المتطرفة لنيل لقب شهيد فى دول المنطقة فكما كان أبومصعب الزرقاوى السنى " القاطع رؤوس البشر وهم أحياء او الشيعى صاحب المتقاب " أوآكل قلوب وأكباد البشر فى سوريا أو شله الجهاديين!!! على أرض مصر مثل عبد الماجد والزمر وعبد الغنى ....هؤلاء السفاحون استخدموا من قبل جماعات الإسلام السياسي! لذا فلقب الشهيد فقد رونقه وسموه عند سماعه من أو عن المتأسلمين لانه ارتبط بقاتل أو لص أوسارق .
ولكن ستظل كلمة شهيد فى المسيحية محتفظة بجمالها وسموها حينما نتذكر شهداؤنا في الكشح "شهداء الأقباط" الذين سفكت دمائهم ليس لكونهم قتلة بل بالخصوص فقط كونهم مسيحيين... أرادوا الاحتفاظ بإيمانهم في دولة ضاع فيها العدل واستباح التطرف دماء وشرف الآخر المخالف في الدين..
شهداؤنا في الكشح والاسكندرية وماسبيرو خير مثال لكلمة شهيد قدموا ذواتهم محرقات حية على مذبح الحب الإلهي متمسكين بإيمانهم إلى النفس الأخير.
طوباكم أيها الشهداء العظام لقد أثبتم للعالم معنى الشهادة الحقة شهادة للحب الإلهى وليس شهادة القتل وسفك الدماء طوباكم أيها الشهداء الابرار الذين ينعمون بالوقوف أمام عرش الله ترنمون وتسبحون مع ملائكة السماء .طوباكم أيها الشهداء الأبرار الذين ارتفعتم بالحواس الجسدانية لتنالون أرواح ملائكية ..
صلوا لأجلنا أمام عرش النعمة صلوا لسلام العالم صلوا من أجل أرضنا الحبيبة مصر والعالم ليحل فيها الحب والخير والسلام وترحل عنا جماعات الكراهية والحقد المستحلة للآخر والمستبيحة الأوطان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat