صفحة الكاتب : هشام حيدر

(الحكومة) العراقية..والنزول عن جبل احد !
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل ابام كنا في ضيافة احد اساتذة العلوم السياسية خلال زيارة عمل لبغداد وحيث ان الجو العام كان  ملبدا بغيوم السياسة كالعادة, اضافة الى تخصص مضيفنا.. لذا انحصر الحوار على الغداء وقبله وبعده بالوضع العراقي وتشكيل الحكومة وما الى ذلك ! تركز الحديث وتوسع في نقطتين ...الاولى انشقاق المالكي وحزبه تحت مسمى (دولة القانون)...والثانية فشلهم الذريع في توفير الخدمات من جهة واستقتالهم لاجل الاحتفاظ بالمنصب لدورة ثانية ! كان لمضيفنا راي جميل ويصلح لان يبرر جانبا كبيرا من تلك التساؤلات رغم اني اختلف نوعا ما مع رايه الذي اعجبني!

قال (باختصار ......هي الغنائم)! ففي الاولى (الانشقاق) كانوا يريدون التفرد بـ(الغنائم ) فتركوا كل المبادىء والقيم الوطنية والاخلاقية والشرعية خلف ظهورهم اضافة الى تنكرهم للائتلاف وكشف ظهره وفتح الباب للطعن به رغم ان المسؤول عن كل شيء هو كيانهم لوحده دون غيره من الكيانات لان القرار محصور بايديهم هم دون غيرهم!

اجبته.. لقد اقتربت انا من هذا التفسير سابقا فقد قمت بتشبيهه بنزول بعض المسلمين من جبل احد للتكالب على الغنائم ثم تخلف المالكي عن الائتلاف الذي وصفه بسفينة النجاة رغم الحاح قوى الائتلاف عليه بركوب السفينة الا انه اصر وقال ( ساوي الى جبل يعصمني من الماء ) !!  لكني مع ذلك وان كنت ارى ذلك سببا الا انه ليس السبب الوحيد كما انه ليس بالسبب الرئيسي وان بدا انه كذلك! قال دعني اكمل الصورة ....ثم اوضح رايك من فضلك ....قلت تفضل !

 قال اما الثانية ...فهي (الغنائم) كذلك ! وهذا امر قديم عرفته الولايات المتحدة ومرت به منذ مايقرب القرنين من الزمن .... الا اننا متخلفون عنهم حتى في التخلف والفساد الاداري والمالي ! فلقد كان اشغال المناصب والوظائف بشكل عام يعتمد على نظام يدعى  بنظام الغنائم !( The Spoils System) اذ (يكون للادارة او لرجال الحكم في هذه الطريقة حرية تعيين من يشاؤون من الموظفين دون قيود . .... وبموجب هذا النظام فان الحزب الذي يفوز في الانتخابات يدخل اعضاؤه وانصاره في الوظائف العامة.

وقد بدأ العمل فعليا بهذا النظام في مطلع القرن التاسع عشر الا ان اقراره بشكل رسمي حدث عام 1832 في عهد الرئيس الامريكي السابع جاكسون وسرعان ما انكشفت عيوب هذا النظام فقد ادى الى انتشار الفوضى في صفوف الموظفين الذين كانوا يعلمون سلفا انهم يبقون لمدة مجدودة في الوظيفة ومن بعد فانهم كانوا يحاولون الحصول على اكبر الغنائم منها,كما انتشرت بسببه الرشوة والفساد.

وبسبب هذه العيوب والانتقادات ترك نظام الغنائم ليحل محله نظام الجدارة والكفاءة ( Merit System) حيث صدر عام 1883 قانون –بندلتون- الذي انشأ مجلس الخدمة المدنية واعتمد الكفاءة اساسا للتعيين )*.! وهذا مايحدث الان و ادى الى ان ينهمك هؤلاء في جني الاموال والتخطيط لمستقبل على اعتبار انهم قد لايبقون في المنصب او الوظيفة الا اربع سنوات ثم يغادرونها مما ادى الى تفشي الفساد في الجهاز الاداري والحكومي في العراق لينافس الصومال على المرتبة الاولى في الفساد كما نافسها على المرتبة الاولى في تردي الامن ! وهو (نظام الغنائم) الذي دفعهم لتعطيل عدة قوانين ومنها قانون مجلس الخدمة الاتحادي الذي سنه مجلس النواب في شباط 2009 وصادق عليه مجلس الرئاسة في اذار من العام نفسه لكنه اهمل من قبل (رئاسة الوزراء) ثم ارغمه الائتلاف على العمل به في قانون الموازنة فصاروا يشنعون على الائتلاف ويتهمونه بشتى التهم ! سألت الاستاذ المضيف .. ولكن لماذا يعتقد هؤلاء ان بقائهم في السلطة امر مؤقت ؟! لو تركوا كل شيء ووفروا الكهرباء فقط.... الا تعتقد انهم سيفوزون في كل انتخابات ؟ لماذا اهملوا الخدمات الاساسية وتركوا الشعب يتذمر وفتحوا المجال للطعن بهم ؟؟! لن تقبل الناس دوما بمبرر الوضع الامني الذي يزعمون هم انه ( متحسن)...وايا كان فلن يصدق احد ان وزير التجارة ووزارته , ووزير النفط ووزارته , ووزير الكهرباء ووزارته وغيرهم ......لن يصدق احد انهم كانوا يحملون بنادقهم ويجوبون الشوارع ليل نهار للمساعدة في حفظ الامن ولاجله اهملوا الملف الخدمي ! وان قبل احد بمبرر الملف الامني كمانع من بناء محطات كهرباء جديدة فلن يقبل احد باختفاء برامج الترشيد وانتشار حالات التبذير والاسراف في دوائر الدولة قبل غيرها! ولن يقبل احد بمبرر الامن ذريعة تمنع وزارة الكهرباء من تحسين وتوسيع الشبكة الداخلية المتهرئة ! ولن يقبل احد باي مبرر لتلكؤ وزارة التجارة في توفير حصة تموينية كاملة وفي موعدها ولو لمرة واحدة طيلة السنوات المنصرمة لاسيما بعد تخفيض مفرداتها !

ولن ولن ولن ..........!!!!

 تناولت قدح الماء لاشرب فسادت فترة صمت ظل الجميع ساكتا متاملا فيما دار  من حوار .....ثم طرحت نفس السؤال على الحضور ... (لماذا يعتقد هؤلاء ان بقائهم في السلطة امر مؤقت ؟!

لو تركوا كل شيء ووفروا الكهرباء فقط.... الا تعتقدون انهم سيفوزون في كل انتخابات ؟ لماذا اهملوا الخدمات الاساسية وتركوا الشعب يتذمر وفتحوا المجال للطعن بهم ؟؟!)!

 والسؤال ذاته موجه للسادة القراء الافاضل.....حيث لم يجب عنه أي من السادة الحضور !

فكروا به مليا قبل ان اجيب عنه في مقال لاحق ان شاء الله تعالى..

 

 

هشام حيدر

الناصرية
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/18



كتابة تعليق لموضوع : (الحكومة) العراقية..والنزول عن جبل احد !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net