صفحة الكاتب : محمد الحسن

المالكي: (لا) للبنى التحتية..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قانون البنى التحتية يمثل الديالكتيك العراقي الذي أستغرق سنوات أكثر من عمر الحكومة, حتى وصل الجدل إلى الشارع بين مؤيد ومعارض دون معرفة فحوى القانون, فالبعض يصوّره ضغطة الزر التي يتحوّل إثرها العراق إلى يابان العرب!..آخرون عدّوه جرعة تضمن خلود السيد المالكي على الكرسي, فعارضوه.  ثمة صوت قال: "قانون جيد, بحاجة إلى تعديلات كثيرة لضمان نزاهة وسريان العمل", وعُدّل القانون قبل أن يسقط.
لم يظهر الأندفاع ذاته الذي كان يحرّك "دولة القانون", فالتصويت ب(لا), أثار جعجة فارغة يبدو أنها براءة ذمة من (دم) القانون المسفوح على دكة البرلمان, قتلوه وساروا بجنازته يبكون!..القيادي في كتلة المالكي (صادق الركابي) في مداخلة له يدعو النواب إلى التصويت ضد القانون, ليس لأنه أنشق؛ إنما التوجيهات والمصلحة الكتلوية أقتضت ذلك!.
إن قانون "البنى التحتية", تسيّس وتمذّهب كما كل شيء في العراق؛ فالشيعة يوالوه, والسنة يعارضوه,  والكرد لا شأن لهم به..لذا جاء التصويت بذات الطريقة الديماغوجية, نفس الكتل التي أسست الحكومة, لا زالت متوافقة تحت الطاولة, فأجهض القانون لغرض الكسب الإنتخابي, أرادوه مادة إعلامية تصرف النظر عن الفشل, وتجمع شتات بعض الكتل التي أستشعرت السقوط قبل حدوثه..!
لم يعد غريباً هذا السلوك الأزدواجي في التعاطي مع الأحداث, ولعله السبب الرئيسي في إنزلاق الدولة إلى الهاوية..إنها لعبة الخصوم, فالرسالة الموجهة للجمهور الشيعي تتطلب إفشال قانون البنى التحيتة, بغية ترسيخ الإنطباع الذي يصوّر الحكومة مُحارَبَة لغرض إسقاط رئيسها, المرسل هو المعني!..الكتلة السنية التي تمثل جزء لا يتجزء من الحكومة, متفقة تماماً مع التوجه السابق؛ والمراد إيصاله للجماهير السنة مفاده: سنسقط قانون يتبناه المالكي, لأنه عدوكم..وللكرد في كل صفقة ثمن..!
طبقة سياسية تستخدم الخلاف لتحقيق مكاسب إنتخابية؛ لا يمكن توليتها أرواح الناس, وأموالهم, وأعراضهم..وما يحدث, صراع من لا يجيد سوى ممارسة الأزمة. "إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة لديك، فلا عجب ان ظننت المشاكل كلها مسامير"..!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/03



كتابة تعليق لموضوع : المالكي: (لا) للبنى التحتية..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : لاتعتبره تهريج ، في 2013/11/03 .

لو كان الشيعة يوالون القانون حقا لاقر وانتهت المسالة
ولكن هو البغض للمالكي واحتسابه حسب مخيلتهم حسنة  رفض القانون من قبلهم ورفضوا حتى التحدث بشانه

اما المواطن الشيعي البسيط فجلس على اعلى التل ينتظر انتهاء المعركة بين الاخوة الاعداء ليتحصل على الغنائم في حوسمة جديدة






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net