صفحة الكاتب : علاء كرم الله

ازمة الأنبار الى اين ؟ !
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن ما يجري الآن في الأنبار من أحداث وقتال رهيب بين الجيش المدعوم من بعض العشائر الأنبارية الأصيلة ضد تنظيمات القاعدة الأرهابية من (داعش والنصرة)،هو أحد الصفحات المهمة والخطيرة والمكملة لأحداث قضاء (الحويجة) التي وقعت  في نيسان عام 2013 وكلها تأتي  ضمن المخطط المرسوم لهذه المحافظة وما سيؤول وضعها مع محافظات (الموصل – صلاح الدين –ديالى) والتي كانت تمثل أحد الدعامات الرئيسية  الهامة والساندة أمنيا ومخابراتيا وعسكريا للنظام السابق، والتي أطلق عليها تسمية المحافظات  البيضاء! في أحداث الأنتفاضة الجماهيرية  عام 1991 بعد أنكسار الجيش العراقي في الكويت، وذلك لولائها للنظام وعدم تمردها عليه دون بقية المحافظات!!، وهي لا زالت رافضة لموضوع التغييرالذي حدث بالعراق منذ عشر سنوات ولحد الان!! ولم ولن تؤمن بالتغيير حتى (لو باض الحمام على الوتد!!) كما يقال ويعود رفضها للتغييرالذي حدث بالعراق لأسباب كثيرة وعديدة أهمها التنافر الطائفي!!!!. والأزمة الحالية في الأنبار والتي بدأت  منذ أكثر من عام! لم تحدث بسبب أجراءات رئيس الحكومة السياسية أو الأمنية  أو الخدمية، فالأزمة مخطط لها أن تحدث وتتعقد وتستمر أن كان المالكي  رئيسا للحكومة أو غيره!!، ولا ننكر هنا أن رئيس الحكومة أرتكب  أخطاء عديدة! ولكن من يستطيع أن يحكم بلدا مثل العراق بوضعه هذا من فوضى عارمة شملت جميع مناحي الحياة محاط بسوار مرعب من الفساد وتدهور الوضع الأمني!! ترافقه  كثرة التدخلات الأقليمية الخارجية  ووجود أعداء من الداخل أكثر وأخطر بكثير من أعداء الخارج (عدوان من الخارج ولا عدو من الداخل!) أعود للقول من يستطيع ان يحكم بلدا مثل العراق دون أن يرتكب  خطأ هنا أو خطأ هناك!، فلا ملامة كبيرة تقع  عليه لا سيما وأن غالبية شركاءه في الحكم هم ألد أعداءه!!. أن العراق يخوض حرب شرسة رهيبة منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن مخطط لها من الخارج وصرفت لها مئات الملايين من الدولارات، وجندت لها عقول أمنية ومخابراتية جبارة على مستوى عالي من التدريب وكذلك جندوا لها رجالات دين يرافق ذلك كله تغطية من  وسائل أعلام صفراء من صحف ومجلات وفضائيات وأذاعات ووضعوا كل ذلك تحت أمرة وقيادة أحزاب سياسية مشاركة بالحكومة وبفعالية!! فلنتصور حجم المعاناة والتحدي الكبير الذي تواجهه الحكومة أن كنا منصفين؟! . أرى أن أجراء الحكومة في كيفية التعامل مع أزمة الأنبار قد جاء متأخرا!! حيث كان لابد من التصدي لهذا التمرد والجيب العميل!!!! منذ نصب أول خيمة أرهابية وليرضى من يرضى ، وليضرب راسه بحجر من لا يريد ذلك، فلم يعد خافيا على أحد الى أن مثل هذه التجمعات المشبوهة والتي لاتحمل أية روح وطنية صادقة تتخذ من موضوع حقوق الأنسان وموضوع الديمقراطية وما الى ذلك غطاء لها!!!! لتمرر وتنفذ ما مخطط لها من شر وسوء  للعراق ولشعبه وتحديدا لأهل الأنبار!! أن كانوا يعلمون فهاهم يلدغون من جحر مرتين!!!!. أقول أذا كانت وحدة العراق والحفاظ عليه من التقسيم والأنفصال المشبوه تنفيذا لأجندات خارجية! تحتاج الى القوة والضرب بقسوة فأهلا بها وألف سهلا!!، فمجريات الأمور في الأنبار تسير نحو الأنفصال! ولا بد من ضرب وسحق من يريد ذلك!. أما مسألة المطالب التي لم تنفذها الحكومة حسب أدعاء المتظاهرين والتي أصبحت الشماعة التي تعلق عليها أستمرار أعتصامها وتمردها!! فهذه هي الكذبة الكبرى! فحتى لو أحرق المالكي بأعتباره رئيس للحكومة أصابعه وجعلها شموعا للمتظاهرين لما رضوا عنه!!،والمثل يقول ( أطلب المستطاع تطاع) فهل كانت مطالب المتظاهرين معقولة ومنطقية؟!!، فهل يعقل أن يطالبوا بأطلاق سراح كل البعثيين من رجالات النظام السابق؟ وهل يعقل أن يطالبوا بأطلاق سراح جميع السجناء، وغالبيتهم من الأرهابيين والقتلة والذي ثبت بالدليل القاطع وبالجرم المشهود أرتكابهم مجازر فظيعة بحق الشعب العراقي؟ وهل يعقل ان يطالب المتظاهرين بأعادة كافة منتسبي الأجهزة  الأمنية والمخابراتية والأستخبارية للنظام السابق الى وظائفهم؟ أعتقد ويتفق معي كل عاقل بأن هذه المطالب تعجيزية وحتى الراحل الكبير الزعيم (نلسون مانديلا) صاحب فلسفة التسامح ومقابلة الأساءة بالعفو يرفضها!!. أما بالنسبة لرأس الفتنة (أحمد العلواني) والذي يعتبر اللاعب الأبرز وقائد التظاهرات المشبوهة، فهو أحد شخوص المسرحية الدموية التي تجري في العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن، فلكل فصل له ممثليه ومطبليه!!، فبالأمس القريب كان (عدنان الدليمي) يمثل رأس الفتنة والطائفية بتصريحاته وخطاباته الكريهة حتى صار موضع سخرية من الجميع! وجاء من بعده (محمد الدايني) الهارب من وجه العدالة وقبلهما الجنابي ثم جاء دور(اسعد الهاشمي) الهارب من القضاء العراقي وهو أبن أخت طارق الهاشمي والذي نفذ وأشرف على كل مجازر شارع حيفا في عام 2005 و2006 !!، ثم جاء دور (طارق الهاشمي) المختفي في تركيا  والذي لا يظهر ألا حسب متطلبات الموقف وما يطلب منه!!!، ومن الجدير أن نذكر هنا( أن طارق الهاشمي طرده رئيس النظام السابق من الجيش على خلفية فضيحة رشوة مالية!!!)، ثم جاء دور (العيساوي) ليمسك الدف ويضرب عليه لتهييج المتظاهرين!!!!، (فالعلواني والعيساوي) سيختفون عن المشهد المسرحي للأحداث الجارية في العراق عن قريب بعد ان ينتهي دورهم وما مطلوب منهم!!، وهنا بودي أن أسأل وبأستغراب عن  أية دكتوراه يحمل هذا (العلواني )القميء بشكله الممسوخ وماهو نوع تخصصه وأية جامعة منحته هذه الشهادة الكبيرة!! اهذا تصرف لرجل يحمل شهادة الدكتوراه يمسك الدف ويسب ويشتم ويوصف أهله وناسه ومن أبناء وطنه وشعبه  بأبشع وأقذر الأوصاف!؟ ويتكلم بهذه اللغة السوقية والدونية والتي لا تعكس ألا أخلاق صاحبها؟ ( الأناء ينضح بما فيه)، والأمر نفسه نقوله على رفيقه في النظال!!!! (العيساوي) نائب رئيس الوزراء ووزير المالية والطبيب، الذي لم تمتلكه لحظة من الخجل وهو يمسك الدف وسط هذه الجموع المتخلفة عمياء البصيرة والقلب ليضرب على الدف ويغني لتهيجهم!!!، فأذا أنزلتكم السياسة الى هذا الدرك الأسفل من الخزي والعار! فأحترموا شهاداتكم العلمية على أقل تقدير!!، الا ترون معي كم من الكفر أن يطلق على الراحل الكبير عالم الأجتماع(علي الوردي) لقب دكتور وعلى ( أحمد العلواني) رأس الأرهاب والفتنة الطائفية لقب دكتور؟!! ، وهل يمكن أن نساوي بين (رافع العيساوي) والذي يفترض به أن يكون  طبيب يداوي الناس ويعالجهم ويشفيهم من أوجاعهم وأمراضهم  لا أن يكون سببا في موتهم وشقائهم وعذابهم  وبين الراحل (أنور القيمقجي) مدير مستشفى الهلال الأحمر الطبيب والأنسان والذي كان مثالا وشعلة من أنسانية ونشاط من أجل خدمة الناس ؟!!. أن مجريات الأمور أثبتت أن خيم المتظاهرين ما كانت ألا ملاذا ومأوى للأرهابيين ومخازن للأسلحة!؟ فما أن تم أزالت الخيم حتى ظهروا الأرهابيين وسط المدينة!!؟ وسبق للكثير من شيوخ الأنبار الأصلاء قد أشاروا الى ذلك ونبهوا أليه من قبل!؟، كما أن مجريات الأحداث في الأنبار فضحت الكثير من السياسيين وأحزابهم والذي تمثل دورهم بأن يكونوا غطاء للأرهاب؟!!، عندما ضغطوا على الحكومة وطالبوها بسحب الجيش من المدينة حقنا للدماء كما زعموا!!! والحقيقة كانت تلك لعبة أنطلت على الحكومة ومع الأسف ؟! فما أن انسحب الجيش حتى سقطت الفلوجة كاملة بيد الأرهابيين من تنظيمات (داعش والنصرة) ونصف مدينة الأنبار!! مما أستدعى الحكومة أن تعيد أنتشارالجيش ثانية والذي أدى الى وقوع الكثير من الخسائر في صفوف قواتنا الباسلة!. آجلا ام عاجلا ستهدأ الأمور في الأنبار بوجود الجيش العراقي البطل مسنودا من بعض العشائر الأنبارية الأصيلة، ولكن تبقى الأنبار ومعها محافظات (صلاح الدين – الموصل – ديالى ) بؤرة للتوتر وخير ملاذ آمن للأرهاب، وستبقى هذه المحافظات وتحديدا الرمادي تحت تأثير مثيري الفتن والذين يعملون لأجندات خارجية!. بالأمس كان الدليمي والدايني واليوم العلواني والعيساوي وغدا غيرهم!! فلن يهدأ بال أهالي هذه المحافظات ألا بالأنفصال عن العراق وهذا ما سيقع آجلا أم عاجلا؟!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/05



كتابة تعليق لموضوع : ازمة الأنبار الى اين ؟ !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : نبيل مجمود ، في 2014/01/12 .

مشكورررررررررررررررررررررررر على المعلومات

• (2) - كتب : ناديه سالم ، في 2014/01/08 .

كلام جواهر ونعمع المقاله




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net