ماهي أسباب سقوط مدينة الموصل بيد داعش الإرهابية؟
حيدر الفلوجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر الفلوجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لابد من وجود مقدمات لأية قضية تحدث على الأرض، ولا يمكن لأحد ان يقوم لفعل شيء دون مقدمات، والمقدمات عادةً تكون من سنخ ذلك الفعل، ولكل فعل يحدث فإن له في المقابل تداعيات ومعطيات وتأثيرات تكون أثاره تبعاً لذلك الفعل من حيث الإيجاب أو السلب.
فقضية احتلال داعش لمحافظة الموصل او (نينوى) وأطرافها لم تأتي من فراغ، وإنما كان احتلالها ينبع من مقدمات وأسباب، وسوف أذكر تلك الأسباب من وجهة نظري كمتابع من البعد لما يدور في بلدي من فوضى شملت العديد من المحافظات العراقية، وخصوصاً، محافظات المنطقة الغربية والموصل وديالى، وأحببت ان ألفت النظر الى أهم الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل بيد داعش الإرهابية بتاريخ 9/6/2014 للميلاد:
اولاً : الأوضاع المضطربة والانحلال الأمني في سوريا.
احببت ان أبدأ بهذه النقطة، لأنها مسألة هامة جداً، لان الدولة السورية هي دولة مجاورة للعراق، ومن الطبيعي ان دول الجوار تتأثر بنحو الإيجاب او السلب بآثار تلك الدولة المجاورة، خصوصاً اذا كانت تلك الدولة المجاورة تحمل العوامل المشتركة بين أبناء الدولتين، فعامل اللغة وعامل التاريخ المشترك، وعامل النسب، وما شاكل ، كلها تشكل عوامل مشتركة تؤدي الى تأثير هذه الدولة على تلك. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى اذا حدث امرٌ طاريءٌ على بلد مجاور، من قبيل حدوث حرب أهلية، او تعرض بلد الجوار الى الاحتلال، فلابد للدولة المجاورة ان تقوم بإجراءات تكون آساسها حماية البلد من الخطر الخارجي، ومن تداعيات وإفرازات الاحتلال لذلك البلد المجاور.
فلو نظرنا الى جميع دول العالم لما تقوم به من فعل ازاء الاضطرابات او الأحداث التي تحصل في دول جوار تلك البلدان.
فأول اجراء تقوم به الدول المتحضرة هي غلق الحدود بين البلدين وإحكامها.
ثم تكون تلك الدولة في حال ترقب مستمر لما يحدث من تطورات لتلك الأحداث، والاستعداد للقيام بأي دور يتطلبه الظرف القائم.
تطبيق المثل على واقعنا:
نحن نعيش ضمن هذا المحور من العالم، وقد فرضت علينا الظروف اموراً كثيرة ومن المفترض ان تكون الدولة العراقية بمسؤوليها ان تتحمل مسؤولية تبعات تلك المسؤولية.
فالظروف التي حدثت في سوريا منذ ثلاث سنين ولاتزال قد فرضت على العراق تداعيات انعكست على الواقع الأمني في العراق والواقع الخدمي وما شاكل، فكان من المفترض على الحكومة العراقية ان تعمل كل ما بوسعها في ضبط الحدود مع سوريا، ومعاقبة وملاحقة المتسللين عبر حدودنا مع سوريا، ولكننا وللأسف وجدنا عكس ذلك تماماً، فالحديد مستباحة على مدى سنين، والمهربون يرتعون ويلعبون في المناطق الحدودية ، فهم على قدرة وباستطاعة بالذهاب والعودة من والى العراق، كيف ومتى يروق لهم ذلك، وبشهادة الشهود من الحدود السورية العراقية، فإن الخارجين عن القانون والعناصر الإرهابية كانت ومازالت تأتي بمحولات العتاد والسلاح وذلك لجلبه من والى العراق عبر سوريا...
وكانت الفضائيات تنادي بذلك إلا ان الحكومة لم تضبط حدودها ولأسباب نحن نجهلها وقد تكون خارجة عن إرادتها، او ان هناك متواطئين مع داعش.....
فكان من المفترض غلق الحدود، وتسليم كل من يتجاوز الحدود العراقية، ولكن الامر لم يكن كذلك وللأسف،
ثانياً: ان عدم وجود عناصر كفوئة ومخلصة من جهة، وعدم وجود الثقة من جهة اخرى أدى ذلك الى مقدمات الكارثة التي تسببت في سقوط الموصل وأطرافها بيد دواعش العصر.
ثالثاً: العطالة المنتشرة في العراق والتي بدأت بعيد سقوط طاغية البعث، والى الان مما أدى بالكثيرين من أبناء العراق من التطوع في صفوف الجيش العراقي، لأنهم وجدوا الحل الوحيد للقضاء على البطالة التي كانوا يعيشونها، فتحول هؤلاء الى جنود ومنهم من يحمل رتب متفاوته، ولكن بقدر ما يدفع من رشوة، فجيش أساسه على باطل وعلى أسس فوضوية ومبنية على أساس السحت، لأنهم يتطوعون للجيش العراقي بواسطة الرشوة ، فالجيش الذي يكون عناصره من اجل المرتب ، وبواسطة الرشوة فهو لا يستحق ان يكون أميناً على حماية الناس.
رابعا : القيادات السياسية الفاشلة، هي بدورها تتحمل المسؤولية الكبرى في فقدان الكثير من الاراضي، وخسائر الأرواح والمعدات وغيرها، وذلك من خلال فقدها للإدارة الصحيحة وخصوصاً في معالجتها للأزمات، وذلك من خلال اختيارها المسؤولين غير الأكفاء، واختيارها للكثيرين ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء .
فكل تلك النقاط أدت الى سرعة الانهيار الذي حدث لجيش العراق امام عصابة داعش الإرهابية .
خامساً : ومن جملة الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل بيد زمرة صغيرة مثل داعش، ربما تكون سوريا هي التي تركت الحدود العراقية مفتوحةً، وذلك لكي تتخلص من المجاميع الإرهابية من أراضيها من خلال دفعها الى خارج حدودها مع العراق، فتخلص الحكومة السورية من داعش وإفراغ ساحتها منها، من ناحية، ودفعها باتجاه العراق ، لأجل ان تنشغل داعش مع بلد مثل العراق، هو داعٍ اخر( وهو جزاء الإحسان لموقف العراق والعراقيين لسوريا في أزمتها). فهدف سوريا هو التخلص من الشر الذي لحق بها، وهي بحاجة الى دفعه، بأية طريقة المهم هي تسلم ولا يهمها الطريقة، وهذا هو مبدأ حزب البعث( الغاية تبرر الوسيلة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat