صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

مستقبل البشرية بعد مقتل بن لادن
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قُتل   بن لادن بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس لمدة أمدها  عشرون عاما صرفت المليارات تلو المليارات من الدولارات لدعمه ودعم أنصاره  في بداية الأمر ثم مطاردته ومحاولة القبض عليه حيا أو ميتا من قبل من رعوه وساندوه وهم الأمريكان بالدرجة الأولى . ملأبن لادن  الدنيا وشغل الناس لابعلمه واختراعاته  وخدماته لخير الإنسانية ولكن بدمويته وفكره المنحرف عن الدين الإسلامي الحنيف النقي الطاهر الذي جاء لسعادة بني البشر وإحلال الأمن  والطمأنينة السلام بين مختلف الديانات السماوية.حيث  أوغلت   عصاباته الدموية في  سفك دماء المسلمين أكثر من غيرهم من أتباع الديانات السماوية الأخرى  بكثير بعد أن لوت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لصالح أهدافها الإجرامية في القتل والذبح والحرق والتدمير. ولا أريد أن أدخل في سرد رواية قتله والأنباء المتضاربة التي رافقت عملية القتل حيث كان يسكن هادئا مطمئنا بالقرب من أكاديمية عسكرية باكستانية وتعتبر باكستان نفسها شريكة  للولايات المتحدة في مكافحة الأرهاب الذي حصد عشرات الألوف من الشعب الباكستاني حيث تكمن علامات أستفهام كبرى على  موقف الحكومة البكستانية                 وأجهزتها المخابراتية والأمنية المريب. ولكن الذي أريد قوله أن العالم كله يعرف أن بن لادن كان من بدايته صناعة أمريكية وسعودية بامتياز وتلقى من هؤلاء الخبثاء في البيت الأبيض والرياض  كل مساندة ودعم   حيث التقت مصلحة  الوهابية التكفيرية برجل الكاوبوي الأمريكي بدعم هذا الشخص وعصاباته  ( والذي خبث لايخرج ألا نكدا) فحين كانت طالبان تحارب السوفيت في أفغانستان  كانت أمريكا المجهز الرئيس للأسلحة لها والنظام السعودي الذي كان يغدق عليها المال ويفتح مئات المدارس التكفيرية على طول مساحة باكستان وأفغانستان وعرضها والتي كانت  تزق الناشئة زقا بالفكر الوهابي المتطرف الحاقد الذي يلغي الآخر  وهو النظام الذي كان يعترف بدولة طالبان الظلامية تشاركه في ذلك الاعتراف دولة الأمارات العربية المتحدة.وكان ذلك بموافقة السيدة العزيزة أمريكا بدون أدنى شك.            ولكن ماكل متتمناه الأمريكان وشيوخ آل سعود من بن لادن قد جاء على حسب رغبتهم وتوجهاتهم  بعد أن انقلب السحر على الساحروانقلاب هذا الشخص على حلفائه الأوائل فانطبق   البيت الشعري الآتي على أمريكا وعملائها آل سعود الذين هم رأس الأفعى في منطقتنا العربية  حيث يقول صاحبه:
أعلمهُ الرماية كل يوم – فلما اشتدً ساعده رماني
واليوم قتل بن لادن بأيدي حلفائه بالأمس الذين علموه الرماية وأمدوه بالبقاء ورعوه رعاية تامة طيلة هذه          المدة الطويلة بعد أن تحول ألى عدو لدود لهم وتوج ذلك العداء بأحداث 11 أيلول عام 2001م التي دمرت مركز التجارة العالمي وقتلت ثلاثة آلاف إنسان من مختلف الأديان والجنسيات في قلب الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد كان بن لادن يمثل رأسا عالميا للإرهاب والقتل وداعية لخلق فكر دموي ضلالي يعتمد على تكفير وقتل كل من يخالفه في نهجه المعادي للجنس البشري من الأديان  السماوية وأولها الإسلام. تحت شعار  (محاربة الأمريكان والصهاينة ) وهو وعصابته القاعدة لم يطلقوا طلقة واحدة  نحو الكيان الصهيوني لتحرير فلسطين كما يزعمون زورا وكذبا فاستهوى هذا الشعار الآلاف من الشباب المسلم الذي كان يعاني من الإحباط والضياع والبطالة والظلم على أيدي الأنظمة الحاكمة التي أهملتهم وأهملت طموحاتهم في الحياة الحرة الكريمة في أوطانهم فراحوا يبحثون وسط هذا الضياع عن بطل منقذ مزيف يتمترسون خلفه ويهتفون بحياته عسى أن ينقذهم من هذا الواقع المر الذي يعيشونه  فاستهوتهم أفكار وشعارات أسامة بن لادن الثورية البراقة التي فيها الكثير من الزيف ومنها تلك الوعود الخاوية بالحصول على رضا الله والنبي محمد ص واعتبروها أنها تعبر بصدق عن نفوسهم الظامئة الضائعة وتحولوا بذلك ألى ضحايا لهذا الفكر الدموي الضال لكي ينتقموا لأنفسهم من الآخرين ويسفكوا الدماء ويدمروا كل شيئ نتيجة لخذلانهم ومعاناتهم ويأسهم من الحياة. ولكن الكثير منهم أكتشف بعد فوات الأوان أن طريق  الفردوس والجنة التي رسمها لهم بن لادن  والظواهري ورؤوس القاعدة الأخرى بارتكاب عمليات القتل والدمار للوصول    ألى  ذلك الفردوس الذي ينتظرهم على أحر من الجمر بعد رحلة الحياة الشاقة  قد كان وهما محضا وحكاية مزورة وخدعة انطلت على عقول هؤلاء المساكين السذج وحربا على الإسلام الذي بشر به خير البشرية محمد بن عبد الله ص وأهدافه الإنسانية السمحة الجليلة  فقدموا صورة مغايرة له تماما أوصلتهم في النهاية ألى قعر الهاوية فخسروا أنفسهم وخسروا دينهم وعوائلهم وأوطانهم.
أن كل إنسان مسلم واع لدينه ومخلص لعقيدته يدرك تماما أن عالمنا المعاصر يعج بالظلم والظالمين ودول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا التي تدافع عن (حقوق الإنسان)فقط وفق ضوابطها ومصالحها الإستراتيجية التي يرسمها لها دهاقنتها في البيت الأبيض الأمريكي  فهي  تحمي أبشع الأنظمة الملكية الاستبدادية الوراثية التي لاتراعي أدنى حقوق الإنسان في بلدانها وتمارس أشد حالات القمع من أجل بقائها على رأس السلطة وعلى رأسها نظام آل سعود ونظام آل  خليفة ونظام علي عبد الله صالح وتركز حملاتها الإعلامية   على أنظمة استبدادية أخرى بشكل مكثف  ملفت للنظر ليست خاضعة لها مثل تلك الأنظمة كنظام ألقذافي في ليبيا ونظام البعث في سوريا . والحقيقة أن جميع هذه الأنظمة لاتختلف عن بعضها في ممارسة الظلم والقتل والقهر لشعوبها وهمها الوحيد بقاء الحاكم في السلطة ولو على جماجم الملايين من البشر لكن أمريكا والغرب وزعت عليها أحكامها وفقا لمصالحها
الإستراتيجية  فاستغلت رؤوس القاعدة وعلى رأسهم         بن لادن والظواهري هذه الازدواجية الصارخة وهذا التناقض المفضوح  في محاربة الأنظمة الأستبدادية   مضافة أليها  عمليتي  احتلال العراق وأفغانستان لخداع الكثير من الشباب للانضواء تحت عباءة القاعدة. كل تلك الأجواء  صبت في صالحهم  فسوقوا خطاباتهم المستمرة لكسب المزيد والمزيد من  المغفلين والمحبطين ألى جانبهم  تساعدهم في ذلك محطات فضائية معروفة حيث كانت تأتي بالمتعاطفين مع هذا الفكر الضلالي المنحرف من غلاة الطائفيين  ممن يسمون أنفسهم ب(المحللين السياسيين والمختصين  في فكر القاعدة)  ليصرفوا  ساعات في تلك المحطات مع كل خطاب  يلقيه بن لادن أو الظواهري ويقولوا (أن (الشيخ ) بن لادن قد وضع أصبعه على الجرح تماما وشخص الخلل الذي تعاني منه الأمة!!!) .وأن خطابه هو (الرد الحقيقي ) على ماتعانيه الأمة من تشتت وظلم وضياع وانتكاسات.!!! ) وأن (الدكتور الظواهري يوجه كلاما فيه الكثير من المصداقية للأمة الأسلامية)               كل ذلك التحريف والدجل السياسي كان يتم لتغييب عقل المشاهد المسلم وخاصة الشباب الذين عصفت  بهم حالات الكبت والبطالة والفقر والجهل فكانت تلك الخطابات ومن يروج لها تبهر نفوسهم الخاوية  المسحوقة الضائعة فأعجبوا بها فسيطرت على عقولهم وأرواحهم  وراحوا يتخبطون خبط عشواء ويرتكبون من الجرائم بحق أبناء جلدتهم ماتقشعر لها الأبدان وتشيب لها الولدان بعيدا عن رقابة الأهل  والمؤسسات التربوية الهادفة وخاصة غرست تلك المناهج التكفيرية التي تلقفوها في المدارس الابتدائية والثانوية أن حصلوا عليها وهم صغار رغبة في الانتقام فكبرت معهم وغذتها أفكار بن لادن والظواهري وغيرهم من شيوخ الضلالة والتكفير  (لإقامة دولة العدل الإسلامية ) والانتقال (ألى جنة الفردوس بعدها ليتعشوا أخيرا    )مع الرسول الأكرم محمد ص أذا قتلوا حيث يكونوا في عداد الشهداء كما وعدهم زعيمهم ومثلهم الأعلى  بن لادن وبطانته من السفاحين  المجرمين      الإرهابيين باسم الإسلام والإسلام منهم براء .ولاأدري أي دين  وأية شريعة سماوية تأمر بهذا وتحرض عليه وتجعله نهجا لأتباعها؟ وقد تعرض الشعب العراقي لجرائم  هذه القطعان الضالة المتوحشة المعبئة بالحقد الطائفي الأعمى الذي رسمه لهم ولاة أمورهم وشيوخهم ووعاظهم   فقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ على أيديهم بعد أن  تسللت  عبر الحدود ووجدت الملاذ الآمن من البعض الذين تضررت مصالحهم وخسروا امتيازاتهم في زمن النظام الصدامي المقبور وفجرت  تلك القطعان المضللة أجسادها النتنة وسط  جموع الناس الأبرياء بحجة (الجهاد ضد العدو الأمريكي الصليبي )وغدا الشعب العراقي الضحية الأولى لهذا الفكر الدموي المنحرف وكان  الزرقاوي وأبو أيوب المصري وأبو حمزة المهاجر وأبو قتاده وغيرهم من القتلة المجرمين يسربون خطاباتهم  ألى الفضائيات المعروفة المتعاونة معهم على سفك دماء العراقيين ويحرضون على قتل  الشسيعة علنا بحجة أنهم (حلفاء الأمريكان وأنهم هم السبب في أدخالهم للعراق) وهي أكذوبة فجة  تساعدهم في ذلك الفتاوى الوهابية العديدة التي انطلقت من  وعاظ مملكة آل سعود والتقت بذلك  أفكار القاعدة التي يقودها بن لادن مع أفكار المدرسة الوهابية الضلالية بقتل الشيعة في العراق رغم الاختلاف الظاهري بينهما وتسمية أتباع بن لادن في أرض نجد والحجاز بأنهم (الفئة الضالة ) لكنهم كانوا في العراق (مجاهدين ) من الطراز الأول.وقد جربوا كل الوسائل الخسيسة والدنيئة في قتل العراقيين وما يزالون من السيارات و الدراجات الهوائية  المفخخة ألى الأحزمة الناسفة التي يطوقون بها أجسادهم النتنة ألى وضع قنابل الموت بين أكوام القمامة لقتل عمال النظافة الذين يعيلون عوائلهم المعدمة ألى تفجير الأجساد في المساجد والحسينيات وقتل المصلين فيهما ألى تفجير الأسواق والمطاعم  وأماكن وقوف عمال البناء وكان الزرقاوي المقبورتلميذ بن لادن  يعتبرتلك الجرائم فتحا جديدا للإسلام وحملات جهادية يباركها الله عز وجل  والرسول الكريم محمد ص ويطالب بالمزيد منها تحت صمت الأعلام العربي والجامعة العربية  وما يسمى (الاتحاد العالمي للمسلمين ) الذي يترأسه يوسف القرضاوي ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي يترأسها داود أوغلو وغيرها من المنظمات الأسلامية التي كانت تتعاطف مع أولئك المجرمين ضد الشعب العراقي  سرا وعلنا بتحريض من حارث الضاري وجماعته التي كانت وماتزال تقلب الحقائق وتنكر كل جرائم القاعدة في العراق بحق الأبرياء العزل وتعتبرها (مقاومة ) ضد الاحتلال ولم يتوانى الضاري  في القول  بعظمة لسانه (القاعدة منا ونحن منها ) .  وكانت خطابات بن لادن والظواهري تترى في محطة  الجزيرة وتثارحولها هالة من القدسية  والتحليلات الايجابية التي تصب في صالح تلك الخطابات أمام مرأى ومسمع العالم . ولا أدري أهذه هي الأمة التي قال عنها الله في محكم كتابه العزيز   (كنتم  خير أمة أخرجت للناس) أم غيرها؟ والله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنه أحيا الناس جميعا . )جزء من الآية 31-المائده.  والله يدعو رسوله الكريم قائلا في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : (أدع ألى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين . )-126-النحل. بسم الله الرحمن الرحيم :(ولا تجادلوا أهل الكتاب ألا بالتي هي أحسن. )-46-العنكبوت وهؤلاء المجرمون خالفوا كل أقوال الله والرسول وجاءوا  بتفاسير ماأنزل الله بها من سلطان لتنفيذ جرائمهم فهم يقتلون المسلم والمسيحي ويشوهون المبادئ الإنسانية والأخلاقية لهذا الدين الحنيف ويبثون الأحقاد الطائفية والعنصرية بين المسلمين  دون أي وازع من أحساس أو ضمير  نتيجة غسل الدماغ الذي تعرضوا له من شيوخهم . فهل  يبقى علماء الأمة الإسلامية ساكتين عن جرائمهم كعادتهم بعد مقتل زعيم القاعدة بن لادن كعادتهم التي تعودوا عليها  وكأن الأمر لايهمهم وقد قال الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الر حيم :(وقفوهم أنهم مسؤولون .)24-الصافات وقد كان لسكوتهم السابق أنعكاسا سيئا على الأمة الأسلامية وعلى هذا الدين           الإسلامي العظيم الذي جاء لخير البشرية جمعاء.
لقد ارتكبت عصابات القاعدة التابعة لأبن لادن أبشع الجرائم بحق المسلمين  ليس في العراق فحسب بل في الكثير من الدول الإسلامية ومعظم ضحاياها من المسلمين والتفاخر بتلك الجرائم أو السكوت عنها هي مشاركة في الأثم والجريمة  و(المسلمون تتكافئ  دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم) كما قال رسول الإنسانية محمد ص وقد بدأت تظهر وتتنامى أحزاب عنصرية في الغرب وتحتل مواقعها في البرلمانات الأوربية وتطالب بطرد المسلمين من هذه الدول نتيجة لجرائم القاعدة وكانت الدول الأسكندنافية من أكثر الدول المتسامحة  و تقبلا للمسلمين فظهر فيها حزب يميني متطرف يسمي نفسه (ديمقراطيوا السويد) وحصل على 8%بالمائة في الانتخابات السابقة وظهر في النرويج مايسمى (النرويجيون الحقيقيون )وهو حزب عنصري أيضا ضد المسلمين بالدرجة الأولى وحصل على 20% بالمائة في الانتخابات التي جرت قبل فترة قصيرة   وظهرت أحزاب يمينية عنصرية كثيرة في كل أنحاء أوربا نتيجة جرائم القاعدة .فهل سيبقى علماء المسلمين المعتدلين على اختلاف مذاهبهم ساكتين على هذه الظواهر التي تتفاقم يوما بعد يوم بعد أن أصبح المسلم في هذه  الدول متهما بالإرهاب بمجرد أنه مسلم  فقط. ومن العجيب والغريب أن يجد المسلم كل هذا الكم من المديح والرثاء لشخص أرتكبت عصاباته أبشع الجرائم والمنكرات بحق المسلمين قبل غيرهم من الأديان الأخرى والأعجب من ذلك أن ينبري شخص ك(أسماعيل هنيه) وهو صاحب قضية يتعاطف معها الكثير من شعوب العالم من مسلمين وغير مسلمين  ليترحم على ذلك السفاح . ولا أدري هل يعتبردماء العراقيين الأبرياء  التي سفكت و تسفك يوميا في العراق منذ ثمان سنوات  بأيدي  عصابات القاعدة  لاقيمة  لها في نظره؟وأي دين يرضى بتلك الجرائم ياهنيه وأنت تلوك على لسانك أسماء  الأنبياء والشهداء والصديقين؟ أما تخاف الله ؟  وهل أن تصريحاتك  الغريبة البعيدة عن قيم الإسلام العظيم تصب في صالح القضية الفلسطينية في هذا الظرف الدقيق وقطاع غزة محاصر وفيه مليون ونصف مسلم من  الشعب الفلسطيني وهم  يعانون الأمرين منذ سنوات ؟وسيجد  العدو الصهيوني في تصريحاتك حجة جديدة يستند عليها في مخاطبة العالم لألحاق المزيد والمزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني حتما.  أن الأيام والأشهر القادمة ستشهد تصعيدا لأيتام أسامة بن لادن لعملياتهم الأنتقامية وسيضربون في كل مكان وخاصة في عراقنا الجريح أن أيتام بن لادن اليوم كالثور الجريح وهاهم زادوا من عملياتهم الإجرامية في بغداد والموصل وسامراء ولابد أن تكون الأجهزة الأمنية والأستخباراتية في أعلى حالات الحذر واليقظة للحد من المخاطر التي ستحدق بالأبرياء في العراق ومالم يحاصرهذا الفكر التكفيري الضلالي. وعلى الحكومة العراقية أن تطبق الأتفاقية الأمريكية العراقية وتكون أمينة لعهودها بأخراج هذه القوات الغازية لكي لاتعطي مبررا لهذه القطعان الأرهابية التي تغنت كثيرا ب(المقاومة العراقية)للأيغال بسفك الدم العراقي.ولا يتم حصر هذا الفكر الخطر على مستقبل كل البشرية ألا                بالتعاون التام على مستوى علماء الدين المسلمين وعلى مستوى المنظمات الشعبية والمدارس والأنظمة الحاكمة وكل المعنيين بحرية الإنسان وكرامته في هذا العالم سيستفحل أمره وتتزايد جرائمه انتقاما لزعيمه بن لادن وقد أثبتت الثورات العربية التي حققت خطوات سريعة على طريق الحرية والكرامة للشعوب أنها أطهر وأنقى وأرفع من كل شعارات القاعدة الزائفة التي لم تقدم غير الذبح والقتل والتدميروالخراب دون أن تحقق شيئا من شعاراتها. وعلى جميع الشرفاء والأحرار في هذا العالم في المرحلة القادمة تطويق هذا الفكر الظلامي الذي يريد بالبشرية سوءا وعالمنا اليوم متواصل مع بعضه ولا يمكن لأية فئة أن تحصرعقول الناس في ظلام دامس مادام  هناك من يكشف زيفها وضلالها وأذا أردنا كمسلمين أن نقدم صورة مشرقة لديننا  علينا أن نتحدث مع كل العالم بلغة الحوار الهادئ المبني على قيم الإسلام العليا ولا نعمق سوء الفهم بيننا وبين مخالفينا في الدين ونخاطب الذين ينظرون ألينا نظرة الشك والريبة نتيجة جرائم القاعدة بأن هذه الجماعات التكفيرية الضلالية التي انتهجت أسلوب العنف والجريمة لاتمثل الإسلام والمسلمين لامن بعيد ولا من قريب ونخاطبهم بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم : (ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين . )208-البقره . لقد انتهى بن لادن وترك وراءه أخطبوطا أرهابيا دمويا في كل مكان يشكل خطرا كبيراعلى الإنسانية جمعاء مالم تتحد المنظومة البشرية للحد من خطره وبالتالي القضاء عليه ويتطلب هذا الأمر  اليقظة التامة من كل الجهات الأمنية والأستخباراتية في هذا العالم والقضاء على البطالة في المجتمعات العربية وهذا لايتحقق ألا بنيات صادقة حقيقية للحد من معاناة الشباب وأقول لكل الذين خدعوا  بشعارات المجرم بن لادن وترحموا عليه واعتبروه (شهيدا ) بسم الله الرحمن الرحيم : (أن المجرمين في عذاب جهنم خالدون . ) -74- الزخرف.
جعفر المهاجر /السويد
 4/5/2011م

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/04



كتابة تعليق لموضوع : مستقبل البشرية بعد مقتل بن لادن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جعفر المهاجر من : السويد ، بعنوان : شكر في 2011/05/05 .

الأخ العزيز الأستاذ الأنباري المحترم
السلام عليكم وتحياتي الأخوية الصادقة على هذه الكلمات المتوهجة بنور المعرفة الأسلامية الحقة والتي حاول دعاة الزور تشويه الرسالة المحمدية السمحاء وجعلها رسالة ذبح وقتل وتدمير أنهم أمتداد لتلك النفوس الحاقدة على رسول الله وأهل بيته الأطهار . نعم أخي العزيز الغالي هذه هي تجارتهم الكاسدة الفاسدة التي بات يعرفها كل ذي عقل ولب سليمين لقد كانت كلماتك أبلغ وأرفع من مقالي الذي كتبته وأنني عاجز أمام صدقها ونبلها وحراتها الأيمانية الطاهرة لك مني كل المودة والحب والتقدير ودمت أخا عزيزا غاليا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم المخلص جعفر المهاجر

• (2) - كتب : الأنباري من : العراق ، بعنوان : سياسة بلا دين في 2011/05/04 .

بسم الذي أضحك وأبكى ,والذي أخرج المرعى ,والذي أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى,
تحيّة كبيرة للكاتب الكبير السيد الرشيد أبي صادق المهاجر الذي هاجرت إليه كلُّ المعرفة والكلمة الصادقة والحس العراقي الأصيل ,
قد لا يجد معلِّق ٌ بسيط ٌ مثلي إضافة َما قاله السيد المهاجر فقد أسهب وأجاد ,وأبلغ وأفاد ,وليس للقاصرة أقلامهم مثلي إلاّ أن يكرر القول المشهور ولله في خلقه شؤون ,وقد لا يعجب الذي تصفـّح تاريخ الذين حسبهم التاريخ على الأسلام الحنيف بل قد حسبهم بعض ُالمتعدّدة أهدافهم ونواياهم أئمـّة يهدون الى مايرونهم يهدون ,قد لايعجب ُ الذي يرى أسلاف الجـُدُد يـُمجـّدون بقاتل أمير المؤمنين, أمير الخلق والخـُلُق بعد أخيه ويحسبون عملـَه بـُنيانا ً لأركان إسلامِهِم بقول نواصبهم ومنهم الملعون والمنافق على لسان النبي ..إبن حطّان ,,,,,,ياضربة ً من تقيٍّ ما أراد بها **إلاّ ليبني في الأسلام أركانا
وللترحم على مَن ردّ على الزنيم هذا نذكر قولـَه رحمه الله
ياضربة ً من شقيٍّ ما أراد بها **إلاّ ليهدِمَ في الإسلام ِ أركانا
...إي وربّي وأيَّ ركن ٍ هدم َ هذا اللعين ورحم الله القائل ....
وليت َ التي فدتْ عمرواً بخارجة ٍ *فدتْ عليّا ً بمـَنْ شاءتْ من البشر ِ
....هكذا أساسُ هؤلاء يحرّفون الكلم عن مواضعه ِ يلعبون بالدين حسب أهوائهم وحسب ما يرون مصالحهم ,فالنبي يهجر عندهم إذا خـُدِشَتْ مصالحهم
وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين مردودة شهادتهم إذا تعارضت مع اهدافهم ,وهكذا لم يكن هؤلاء امثال لادن وابنه المبحور ولا هذا الغير هنيّة الناصبي والذي لا نعتب على مثل هؤلاء الذين هم هذا شغلهم وهذه هي تجارتهم وتجارة أجدادهم ,ولكن نعتب على مـَن يديرون ظهورهم لأبناء جلدتهم من أتباع اهل البيت العراقيين ,ويمدّون أيديهم الى النواصب ,,,,
رأيتُ الدهرَ مختلفا ً يدور ُ*فلا حزن ٌ يدوم ُ ولا سرور ُ
فكم بنت ِالملوك ُبهِ قصوراً*فلم تبقَ الملوكُ ولا القصور ُ




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net