لا عودة لشيوخ السوء إلى الصف الوطني ما لم يعلنوا عن توبتهم أمام الشعب العراقي
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحديث الذي أدلى به عضو مجلس عشائر الموصل جمال الدهلكي للسومرية نيوز أمس السبت (( بأنّ شيوخ عشائر الموصل سيجتمعون الأسبوع المقبل في أربيل لتوقيع اتفاق ينص على هدر دم كل من ينتمي لداعش , ووجود مساع لإعادة العشائر المنخدعة بالتنظيم الإرهابي إلى الصف الوطني )) , يحتاج إلى مناقشة صريحة ووقفة حقيقية مع النفس لاستخلاص الدروس العبر من هذه الطامة التي حلّت بالوطن العراقي , فبدون هذه المناقشة الصريحة والجادّة والصادقة , لن يكون بمقدور الحكومة والشعب العراقي إيقاف مسلسل جرائم داعش بحق العراقيين جميعا , فداعش لم تكن غريبة عن الجسد العراقي كما تحاول بعض القيادات السياسية السنيّة أن توهم الشعب العراقي بها وتصوّرها بأنّها مجاميع من عتاة المجرمين الغرباء الذين دخلوا البلاد بعد اندلاع الحرب في سوريا , فداعش هي جزء لا يتّجزء من النسيج الاجتماعي العراقي وتضم الغالبية العظمى من ابناء سنّة العراق وعشائرهم , ومجالس عشائر الموصل وصلاح الدين والرمادي هي من احتضنت داعش ورعتها , على أمل أنّها ستتمكن من الإطاحة بالحكم الشيعي الصفوي الرافضي في بغداد , ومن يدّعي بغير ذلك فهو مجاف للحقيقة ومساهم في إطالة أمد المأساة واستمرارها , فداعش هم أبناء سنّة العراق وعشائرهم , والدليل على صحة هذا الكلام هو اعداد القتلى , فالقتلى الغرباء لا يتجاوزون الواحد بالمائة من هذه الأعداد , فجميع القتلى هم عراقيون وسنّة أقحاح , والعشائر السنيّة التي حاربت وتصدّت لداعش ليست بخافية على العراقيين , وتضحيات عشائر الجبور وآل بو عبيد وآل بو نمر وآل بو فهد , ودماء أبنائهم الطاهرة التي سالت مع دماء أخوانهم من أبناء عشائر الوسط والجنوب , ستبقى ذلك البصيص من الأمل الذي يرواد مخيّلة الوطنيين المخلصين الحالمين بعودة الوحدة الوطنية وتلاحم النسيج الاجتماعي العراقي إلى ما كان عليه في السابق .
أمّا وبعد كل هذه الجرائم التي اقترفتها داعش بحق أبناء الشعب العراقي وبكل أطيافهم , والتي تمّت بمساعدة هؤلاء الشيوخ , لن يكون ممكنا عودتهم للصف الوطني بعد أن مكنّوا داعش وأدخلوها لمدن العراق وقصباته لتنشر الموت والدمار في هذه المدن , ما لم يعلنوا أولا التوبة والبراءة منهم , وأمام الشعب العراقي في بغداد وليس في أربيل التي مهدّت لدخول داعش إلى الموصل , والاستعداد لقتالهم وإعلان الحرب عليهم , والتصدّي لكل مظاهر العداء والحقد الطائفي البغيض الذي اشاعته داعش ضدّ أخوتهم في الوطن من ابناء شيعة العراق الذين أرخصوا ارواحهم في الدفاع عنهم وعن أعراضهم التي هتكتها قطعان داعش وعن كرامتهم التي داست عليها هذه القطعان تحت بساطيلها , والكف عن اتهام الشيعة بالصفوية والرافضة والمجوس , والقبول بالنظام الديمقراطي الذي يعطي الحق للأغلبية في حكم البلاد , وقطع العلاقات مع الاجندات الإقليمية المعادية للنظام في العراق والتي تساعد وتموّل داعش , والبدء بصفحة جديدة بعيدة عن الأحقاد الطائفية البغيضة , فبدون هذا الاستعداد لا يمكن عودة من عانق وصافح وأقام الولائم لجرذان داعش إلى الصف الوطني وقبولهم كمواطنين صالحين
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat