صفحة الكاتب : د . صلاح الفريجي

العراق بين المشروع الدولي وساسة ضعفاء فاشلون
د . صلاح الفريجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


للفشل أسباب ودوافع كما للنجاح والتفوق أسبابهما ان المعادلة السياسية في العراق بعد التغيير لم تخضع لقواعد النجاح أو أسبابه ولم تخضع لميزان الحكمة ورؤيتها الحقيقية للأشياء التي ترتبت فيما بعد حقبة الإحتلال لأن التغيير لم يكن ثورة تغييرية أو جماهيرية إصلاحية مقصدها التغيير نحو الأفضل وإنما كان ظاهراً البحث عن الأسلحة البايولوجية والتي تهدد دول الجوار ومنها إسرائيل وإما الحقيقة فلم تكن هناك أسلحة ولا ولا ...... الخ والحقيقة كان الشرق الأوسط الجديد بلا أي قوة علابية فاعلة فيها وكان مشروع بايدن لتقسيم الشرق الاوسط وإضعافه مما يمهد للنفوذ الاميركي ضد الروس والإتحاد الاوربي بل والنفود للسوق الصينية في الشرق الاوسط والتي باتت الاولى بالعالم وكما أن هناك تخطيط عالمي وتقسيم إقليمي أو تفتيت للدول العربية بالخصوص المواجهة لإسرائيل أو القوة المتنامية بعد حرب الخليج الاولى والثانية فكانت إحدى الحلقات هي الإدارة في العراق وتلك الدول التي سيحصل التغيير فيها سريعاً لذلك كان هناك بعض الساسة العراقيين البسطاء يتصورون بأن المشروع الاميركي أو البريطاني الكبير ينسجم مع طموحاتهم التي يعتقدون بشرعيتها او شرعنتها تحميلاً لبعض النصوص الشرعية الشاذة هنا وهناك وما حدث ان الكثير من الجهلة تسللوا للعملية السياسية يدفعهم الطموح للجاه والسلطة والمال ومما غطى تلك التوجهات وسترها وساعدها هو تخلف الشريحة الدينية في العراق مما هيأ وساعد على الاحتقان الطائفي الذي هو هدف اميركي ستراتيجي سياسي بعد التغيير ان اختيار الاشخاص بعد التغيير لم يكن بالامر السهل فكانت شروطاً ورغبات وأهداف أنتجت عملية سياسية لم تكن بالمستوى العراقي المطلوب ومن هنا يمكن أن نقول أن النجاح في الإدارة للعراق لابد أن تتوافر في الشخص مؤهلات هامة افتقدناها ولم نرها إلا من خلال بعض الأصوات البعيدة والتي لاتجرأ من الاقتراب نحو فريسة الذئاب المسعورة والحاقدة اثنياً أو دينياً فمؤهلات النجاح في أي مشروع سياسي يحتاج متطلبات منها في الخبرة السياسية والسلوك الاجتماعي في المعاملات المجتمعية كما لايمكن أن نقول بأن السياسي الناجح أمام الكاميرات والاضواء هو ناجح في سلوكياته تجاه اسرته ومجتمعه ومحيطه وتاسيساً على هذا المفهوم لابد ان نركز اهتمامنا بتحديد الخيارات التي لابد ان يصار اليها لتحقيق النجاح وأهمها المؤهلات والقدرات فلا ينبغي ان يحشر نفسه في العمل السياسي من كان لايملك القدرة على مداراة الناس وإستيعابهم وتحملهم والنزول بتواضع لهم والسماع والاستماع لهم وهذا أهم مفهوم من مفاهيم السياسة كما انه لاينبغي ان يحشر في العمل الاجتماعي من لايملك أخلاقية العشيرة وعفوية المجتمع والإسترسال مع القيم السائدة والأعراف العامة وبغير ذلك تتداخل خيوط العمال ويتصدى كل من هب ودب للعمل السياسي او الاجتماعي مما يربك الدائرة المعنية بذلك وحينئذ تصبح العملية السياسية قارورة اختبار لايؤتمن فيها عدم الاخلاص والتلاعب بمصير الامة فترتج القيم وتهتز الثوابت الوطنية ويفقد المشروع السياسي والتجربة اهم عوامل النجاح والتوفيق وهو تثبيت القيم ورصف الثوابت الوطنية المقدسة مع ضوابطها المناسبة وكل ذلك شرطه ان لاننجر الى العلاقات قبل اللياقات او الى الروابط قبل الضوابط وبعدها لانتردد ان قلنا ان النجاح لابد ان يكون تاما والا فهو مبتور ان لاح في الافق شيء ولن يلوح الا عندما يلوح في انفسنا حب الوطن بشكلة العفوي او الفطري بغض النظر عن الامتيازات واما الفاشل فمثاله كالبلبل الذي يغرد كثيرا بلا عش بناه ولا اصل يعود اليه نعم ان الامور بخواتيمها كما قالوا ولا خير في غيمة تمر غير ممطرة ولا خير في حداد لايصنع مطرقة واما ما حدث في العراق بعد التغيير فهو يدمي قلوب كل المتاملين والمتابعين للشان السياسي فهدر ثروة العراق كارثية ولم ننتج لاجيشا ولا امنا ولا تنمية اقتصادية ولا ولا ولا وكانت منهجية الحكم هي الولاء لي وانا فقط والوزارة لي ولحزبي انا وتياري انا ومذهبي وديني وقبلها اهلي وعشيرتي فدخل العراق في نفق مظلم فمنهجهم اليوم اخي وصديقي طاهراً نقياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والآن صار شيطاناً حقيراً ظالماً قاتلاً عميلاً تفوح رائحته عفونة تزكم الانوف وتتقرف منها الانفس طبعا بالاتفاق والاختلاف تقاس معايير العلاقات الحزبية السياسية فلا دين ولا اخلاق كما عبر احد ساسة العراق عن الجهة الخاصة به عبارة اختزل بها كل شيء قائلا ان حزب فلان (( عشيرة بائسة لا دين ولا اخلاق ثم علق قائلا الغرب ليس لديهم اسلام ولكن لديهم اخلاق واما الجماعة لادين ولا اخلاق)) وبهذا النفس المتطرف نخسر الاصدقاء وكأنه يقول انا المحيط الذي يطهّر كل البحار ولا يعلم بانه ذبابة زرقاء تؤذي كل الجالسين بطنينها وليتنا احتفظنا بالسلة بعد فقدان العنب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صلاح الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/05



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين المشروع الدولي وساسة ضعفاء فاشلون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net