حالة من التذّمر والاستياء والرفض , تسود الشارع العراقي وتهدد بانفجار شعبي عارم , بسبب التسعيرة الجديدة للطاقة الكهربائية التي أعلنتها وزارة الكهرباء , والتي لم تراعي فيها حق الفقراء في مواجهة حرارة الصيف المرتفعة في العراق , وبالرغم من أنّ استخدام السعر كعامل لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية هو قرار صحيح وكان يجب العمل به منذ فترة طويلة كأجراء لإيقاف الهدر والاستهلاك غير المبرر للطاقة الكهربائية , إلا أنّ هذا ليس مبررا لوزارة الكهرباء أن تتجاوز على حق الفقراء في مواجهة حرارة الصيف العالية جدا , فمن حق كل عائلة عراقية امتلاك جهاز تكييف واحد واحد يساعدها في مواجهة الحر الشديد , وهذا لا يدخل ضمن باب الاستهلاك الكمالي , بل هو في العراق من الضرورات التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا , وهذا يعني أنّ الحد الأدنى الذي تحتاجه كل عائلة عراقية هو عشرون أمبير وليس أقل , وهذا الحد الأدنى يجب أن لا يخضع لتسعيرة وزارة الكهرباء , ومن الإنصاف لبلد ثري مثل العراق قدّم أبنائه التضحيات الجسام ولا زالوا يقدّمون أرواحهم دفاعا عن الوطن ضدّ أعتى إرهاب عرفته البشرية , أن يكون الحد الأدنى لهذا الاستهلاك من الطاقة مجانيا , ولكن بسبب ظروف الحرب على الإرهاب وانخفاض أسعار النفط , يجب أن لا يزيد سعر العشرون أمبير التي تمّثل الحد الأدنى للاستهلاك , عن عشرين ألف دينار , حتى لا تشّكل عبئا على العوائل العراقية الفقيرة .
وما زاد عن الحد الأدنى للاستهلاك , فمن حق وزارة الكهرباء بيعه باي سعر تراه مناسبا وعادلا ويساهم في ترشيد الاستهلاك من الطاقة الكهربائية وتجاوز التبذير غير المبرر , أما الطبقات والشرائح الاجتماعية الميسورة التي تريد الرفاه , فعليها شرائه بالأسعار التي تحددها الدولة , فالدولة غير مسؤولة عن الاستهلاك الكمالي , لكنها مسؤولة عن الاستهلاك الضروري , وعليها توفير هذا الحد الأدنى , وهذا هو حق الفقراء على الدولة , أما أنّ الدولة تريد أن تغطي عجزها المالي بالضغط على الفقراء واحتياجاتهم , فهذا أمر مرفوض تماما , وسياسة سد العجز المالي في الموازنة يجب أن تبدأ أولا بالأغنياء وأصحاب الرواتب والامتيازات الخيالية والطبقات الغنية , وثانيا أن تطبّق على جميع العراقيين من دون استثناء , بمعنى أن لا يقتصر تطبيق هذا القرار على مناطق الشيعة الذين يرخصون أرواحهم دفاعا عن الوطن , ويعفى منها أبناء المناطق الغربية السنّة الذين ذهب معظمهم مع الإرهاب ولا زالوا يقاتلون الدولة تحت راية داعش والبعث المجرم , إكراما لخيانتهم لوطنهم وشعبهم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat