خمسة أسفار ضائعة !!
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
((كيف تقول لأخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا)).(1)
حوارين اجريتهما مع بعض الاباء حول ضياع نصوص واسفار وكتب من الكتاب المقدس الحالي لم يعثر عليها احد ، نشرت الحوار الأول وهو موجود على صفحتي وعلى مواقع أخرى بعنوان : (كتب وأسفار ضائعة). واليوم انشر الجزء الثاني من حواريتي.
جون نور قس شرقي مقيم في ألمانيا وهو مؤلف كتاب (من هو يسوع) استعرض فيه أيضا خرافات بعض من اعلنوا تنصّرهم من المسلمين بعد حلول المسيح فيهم !؟
هذا القس يقود حملة تبشيرية يستعرض فيها سماحة المسيحية وصحة كتابها المقدس وأن السيد المسيح رسول السلام إلى الإنسانية، ولم يضع السيف بيد اتباعه كما فعل نبي الإسلام محمد، ويستفيد هذا القس كثيرا من أفعال السلفيين وغيرهم لكي يطعن في الاسلام، وهو لا يستهدف غير الاسلام ، بل كل عدائه وجهوده منصبّة على الاسلام وكتابه مستعينا أيضا بكتب هراطقة المسلمين امثال صحيح البخاري ومسلم وتاريخ وتفسير الطبري وغيرها من كتب أسس لها جيل منحرف من الصحابة قدموا مصالحهم الضيقة على مصالح الدين الجديد.
هؤلاء الصحابة الذي أسسوا بافعالهم لكل ما نراه الآن من انحراف وعقائد فاسدة انجبت مذاهبا منحرفة ممسوخة نراها بوضوع من خلال افعال هذه المذاهب الهدامة التي غذاها الغرب المسيحي بالمال والاعلام والتسليح عبر مجموعة من العلماء المسخ ممن درس في جامعات الكيان الصهيوني او الجامعات الغربية المنتشرة فروعها في بعض بلدان العالم العربي مثل القاهرة وبيروت وتل أبيب جنبا إلى جنب المحافل الماسونية.
وجون نور هذا قسُ جوّال يوجه سهامه لكل الجاليات الاسلامية المقيمة على ارض اوربا ويتكلم عدة لغات ، وهو بارع في قلب ويتدليس وتزوّير الحقائق فهو قس غير نزيه ابدا ويستعين بكل وسيلة من اجل جلب الضرر للآخر، يُساعده في ذلك جيلٌ من المسلمين غير مثقف جاهلٌ بما عنده لا يعرف اغلبه حتى قراءة سورة الفاتحة فتنطلي عليه اكثر اقوال هذه القس وشبهاته.
في صدامي الأول معه وهو بعدُ لم يعرفني حيث كانت القاعة تغص بالمدعوين للاحتفالية التي يُقيمها بعض المسيحيين وتكون الدعوة عامة، وكعادته بدأ يُمجّد بالمسيحية ويُطري بها حتى حلّق بها في الأعالي ثم بدأ بالاسلام فشن عليه هجوما معتمدا فيه على ما ورد في البخاري ومسلم وافعال التنظيمات المتطرفة من ذبح وحرق وتفجير. وكان مما قاله بأن القرآن هو الذي اسس لهذا الارهاب لكونه غير كامل بشهادة كبار الصحابة وزوجات النبي وان النعاج (الغنم) كانت تسرح وتمرح في بيت محمد فأكلت بعض الآيات من القرآن ثم اورد حديث عائشة الذي تقول فيه (بأن بعض آيات القرآن اكلها الداجن).(2)
وتضايق بعض الافارقة واهل السنة المغاربة من ذلك ولكنهم لم ينبسوا بحرف لأن هذا الأحاديث وردت في اصح كتاب عندهم بعد كتاب الله هو البخاري ومسلم، وكل ما قاموا به من رد أنهم قرأوا عليه قول القرآن المقدس : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
فنظر في وجوه القوم منتشيا مزهوا ونظرات جمهور المسيحيين تلاحقه بالاعجاب والشماتة بمن حضر من المسلمين.
فرفعت يدي وقلت له : أن (الآية القرآنية) عند المسلمين هي جزء صغير من السورة. و(السورة) هي جزء صغير من الجزء ، و(الجزء) هو فصلٌ صغير من القرآن كله الذي يحتوي على ( 30) جزء. وهذا مثله عندنا فالإنجيل يُمثل عدة اصحاحات ، والاصحاحات تُمثل عدة فقرات. ففقدان فقرة ليس مثل فقدان جزء بكامله ، وفقدان جزء بكامله ليس مثل فقدان أحد الأناجيل. أليس كذلك ؟
فقال : نعم صحيح ولكن ماذا تقصدين بذلك ؟
فقلت له : يا غبطة القس لماذا تغافلت عن كتابنا المقدس الذي يذكر بأن هناك أجزاء وفصول لا بل (كتب كاملة) ضاعت ولم يبق منها إلا اسمائها التي ورد ذكرها في ثنايا الكتاب المقدس ولم نجدها ؟! حيث ضاعت إلى الأبد ، ثم تذكر آية (الداجن) التي ذكرها البخاري نقلا عن عائشة وهي من الروايات الضعيفة وهي ليس قول القرآن او قول النبي ، بل هو قول امرأة كانت تسخر من أحد الصحابة.
فقال: وأين ذكر الكتاب المقدس ضياع اجزاء منه ؟
فقلت له : أن سفر أخبار الأيام الثاني يخبرنا بأن هناك (كتب) نزلت على أنبياء قد ضاعت. وكذلك يخبرنا سفر العدد بأن هناك كتب وليس اسفار فقدت بكاملها وكذلك سفر يشوع أيضا اخبرنا بضياع كتب ورسائل بكاملها، فلماذا تتغافل عن ذلك ألم يقل السيد المسيح : (يرى القذى في عين اخيه ولا يرى الخشبة في عينه). أليست مصاديق هذا القول تنطبق عليك تماما.
فقال : وأين هذه الكتب التي ضاعت وفي اي اصحاح جاء ذكرها؟
فقلت له : أنت لا تخلو من احد اثنين. إما أن تكون جاهلا بما في كتبك ، فكيف تناقش غيرك وتنتقدهُ، او أنك تعرف ذلك ولكنك تتحاشا ذكره اعتقادا منك بأن الناس لا تقرأ الكتاب المقدس وبالتالي لم يلتفوا إلى هذه النصوص الضائعة.
ألم تقرأ في سفر اخبار الأيام الثاني 9 : 29 قوله : ((وما تبقى من أخبار سليمان مدوّن في كلام ناثان النبي وفي نبوة أخيّا الشيلوني وفي رؤى يعدو الرائي الذي تنبا عن يربعام بن ناباط )). فهل تخبرني يا جناب القس اين هذه الكتب (كلام ناثان النبي ، ونبوة أخيا الشيلوني ورؤى يعدو الرائي). فهذا الكتاب المقدس بين أيدينا يخلو من هذه الكتب؟!
واما في سفر العدد الاصحاح 21 : 14 فيقول : ((ولذلك يُقال في كتاب حروب الرب )). هلا اخبرتنا يا غبطة القس أين هذا الكتاب؟؟
واما سفر يشوع في الاصحاح 10 :13 فيقول : ((فتوقفت الشمس وثبت القمر وذلك مكتوب في سفر ياشر)). أين سفر ياشر هذا ابروح ابوك؟ والسفر كما تعلم يتكون بأكثر من مائة فقرة أو آية ولربما بعض الاسفار يُساوي سورة البقرة بطولها في قرآن المسلمين. فأين ذهبت هذه الأسفار؟
فبقى واجما ، فانتهزت فرصة الصدمة وقلت موجهة كلامي لجمهور المستمعين من المسيحيين والمسلمين: أن حديث (النعجة أو الداجن) الذي استشهد به جناب القس ليس نصا قرآنيا مقدسا ولم يكن حديثا او قولا للنبي. بل هو قول ساخر عابر من عائشة ردا على بعض الصحابة. وقولها هذا مثلما تقول لشخص يبحث عن حاجة له ضائعة فتقول له : لقد أكلها الفأر.
فلم اجد ردا من أحد سوى الابتسامات العريضة التي ارتسمت على وجوه الصوماليين والمغاربة الذين تعجبوا من أن تقوم مسيحية بذلك.
المصادر.
1- إنجيل متى 7: 5 .
2- الرواية عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها.وقد صحح بعضهم هذه الرواية ولكن الذي يُكذبها ان النعجة لا تأكل الجلود لأن النعاج نباتية وليست من اللواحم.ولكن عائشة كانت ترد على سائل قال وأين آية الرجم او الرضاع ؟ في معرض اعتراضه على قيامها بارضاع الكبار، فقالت له : اكلها الداجن
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat