صفحة الكاتب : فؤاد المازني

بدع المسقبل لدى الروافض
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهما تقادم الزمن يبقى التاريخ بمدوناته يأرشف حياة الأجيال المتعاقبة بما يكتنفها من أحداث على مختلف الصعد و تتباين تلك الأحداث حسب أهميتها وطبيعتها والنتائج المترتبة عليها . ولما كانت التركيبة المجتمعية تتدرج في تكويناتها إبتداءآ من الفرد والأسرة ثم  مجموعات أسرية وبيوتات لتكون في تجمعاتها على الأرض قبائل ضمن رقع جغرافية متقاربة أو متباعدة لتشكل شعوبآ تأخذ دورها في الحياة حقبة من الزمن وتتوالد لتنشئ جيل يكمل مسيرة جيل قبله ويمهد في توالده جيل بعده وهكذا دواليك لتستمر عجلة الحياة.
تعتبر الأسرة أحد أهم المرتكزات في تكوين المجتمع
وتصطبغ هذه الأسر بمسميات معينة لتشخيصها ولبيان هويتها وفرزها عن الآخرين ، وقد تذوب تلك الأسماء وتضمحل وتختفي عبر الأجيال لتحل محلها أسماء ومسميات أخرى يدونها التاريخ بعد حين ، ومنها أي هذه الأسر من يضرب بأسماءه في عمق التاريخ ويتجذر معه ويسير مع مدوناته بناءآ على الأدوار التي تلعبها عبر شخوص تنتمي لهذه الأسر في حقب متعاقبة وأحداث متعددة وما يصاحبها من تواجد وتفاعل .
آل المازني واحدة من أعمدة تلك الأسر وتلك البيوتات التي توغلت في بطون التاريخ وتجذرت مع مدونات الإنسان رغم كل الفواصل والمطبات والحواجز التي رافقت عجلة التاريخ في التدوين . على كل حال نتوقف بعجالة عند محطات القرون السالفة لآل المازني الذين عرفوا منذ القدم بحبهم للخير وتمسكهم بالحق ونصرة الملهوف منذ سكنوا اليمن القديم  وكانوا من سكانه وإعماره … وحتى بعد الرسالة السماوية والدعوة الإسلامية على داعيها وآله آلاف التحية والسلام كان آل المازني في اليمن أول المؤمنين على يد إبن عم خاتم المرسلين وكان لهم الدور الفاعل وزمام المبادرة في الدعوة للدين الإسلامي الحنيف والدفاع عنه رجالآ ونساءآ شيبآ وشبابآ لاتأخذهم في الله لومة لائم ومع تعاقب الزمن وضعوا بصماتهم في جل مدونات التاريخ وصولآ للعصر الحديث جيل الأجداد وآبائهم وجيلنا والآباء .. نشاهد بصمات آل المازني في عموم بلدان العالم العربي من مشرقه الى مغربه وفي تخوم الجزيرة العربية وهنا في العراق في جنوبه حيث جذور النخل وبسائقه ومياه البحر وأمواجه .. على مدى النصف قرن الآخيرة وما رافقها من ظلم وإضطهاد وقسوة وتنكيل لكل من يدعوا للحق والعدل والمساواة وبطبيعة الحال كان لآل المازني حصة من تلك العذابات فجاوروا قضبان السجون ومطامير الإعتقالات وأدوات التعذيب والتنكيل  فقطف الأوغاد زهور لآل المازني في ريعان شبابهم منهم من لم يبلغ الحلم وإعتلوا حبال المشانق ولم يحيدوا عن مبادئهم قيد أنملة ولم يزيدهم تعسف الطغاة إلا عزمآ وبسالة في مواجهة الموت صبرأ وإحتسابآ . وإنجلت الغبرة وسقط الصنم ليتنفس الناس السعداء ولكن !!
لم تكتمل الأنفاس راحتها حتى بات العراق في مهب الريح وجاء أوغاد من فصيل آخر ليهلكوا الحرث ويهتكوا العرض ويدمروا البلاد ويستبيحوا العباد فنادت المرجعية الرشيدة بفتواها التاريخية لصد العدوان ووقف هجوم التتر وخوارج العصر ، فبادرت الجموع ومنهم فتيان آل المازني آمنوا بربهم وزادهم هدى ملبين هذا النداء دون كلل أو ملل ودون خوف أو وجل مطلقين الدنيا وزخارفها  مستأنسين بالذود عن حياض الوطن ونصرة للدين والمذهب .. حتى جاءت اللحظة !!! 
صدح المنادي بإستشهاد علم من أعلام آل المازني وقائد من قادتها ورمز من رموز قوتها وإبائها ونضالها  إنه قصي.. مافتأ هذا الفتى ولا إستكان كأنه نحلة معطاء في كل مكان . كان خادمآ لزوار أبا الاحرار والأئمة الأطهار عليهم السلام في كل المناسبات التي تقتضي تواجده وضمن كراديس الحمايات في معظم التجمعات.. شاب القلم وهو يخط هذه الكلمات .. نعم قصي المازني أحد قيادات الحشد الشعبي ومسؤول الجهد الهندسي ..
في ذكرى أربعينية الشهيد السعيد .. إذكرني عند ربك وإنتظرني عند الورود عليك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/26



كتابة تعليق لموضوع : بدع المسقبل لدى الروافض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net