صفحة الكاتب : مرتضى المكي

الشاب العراقي بين حلم التعيين و فرص العمل الصعبة
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يطمح كل شاب في المعمورة, بالعيش في حياة كريمة وهنيئة, ويسعى لتكوين عائلته بعد توفر فرصة عمل, تسد رمق عيشه وأسرته, بعدما يكمل مسيرته الأكاديمية, وأعتقد بأن كل هذا متوفر في البلدان الاخرى الا العراق, فالشاب العراقي صار بين فكين, لذلك نرى شبابنا بمجرد أن يكمل الامتحان الاخير في دراسته, حتى ذهب لاهفا للحصول على فرصة عمل؛ يضمن بها سد حاجته وعائلته, بعد نسيانه حلم الوظيفة.
الشاب العراقي قد يختلف عن غيره, من ناحية ذكاءه وكياسته, فلو أتيحت له الفرصة التي يتنعم بها غيره, لأصبح عبقري, وهو كذلك رغم الامكانيات المحدودة, والمستلزمات الاعتيادية المتوفرة في الجامعات والمدارس العراقية.
يزرع شبابنا بذورهم, منذ الوهلة الاولى, في المرحلة الابتدائية, ويبقى يهتم بها ستة عشر سنة, يرفع عنها الاوساخ ويسقيها بأمطار الشتاء, ويجففها بحرارة الصيف, ويقترض لسد حاجتها منتظرا ثمار تلك النبتة, الا أنه يتفاجئ بعدم وجود الة الحصاد, التي اسدلت ادارتها الى حكومة السراق, فتبقى ثماره معلقة الى أن يصبها الجفاف, هكذا هي حياة شابنا مع دراسته وفرصة التعيين, ففرصة تعينه بيد الحكومة التي جعلت محصوله يكون يابسا دون قطفه.
بعد هذا العناء الذي قد شغل ثلث عمر شبابنا, وبعد فشل مسيرته الدراسية بفعل فاعل, يلجأ باحثا عن فرصة العيش, فنراه يعمل عامل بناء وهو ذو شهادة تنوح عليها شباب البلدان المجاورة, ونرى اخرا يعمل في محل صغير, وتحت امرت اقل منه شأنا دراسيا, وهو يحمل شهادة لو استغلت لانتفع بها الوطن.
هذا العناء لم يكن وليد صدفة, بل أسسته أيادي عبثت فسادا بمقدراتنا, ولجأت الى اكتساب أموالها من قوت الفقراء والمتعففين, أولائك الذين جعلوا المحسوبية والمنسوبية نصب أعينهم, وعلى حساب تلك النبتة التي كتب لها الذبول.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/19



كتابة تعليق لموضوع : الشاب العراقي بين حلم التعيين و فرص العمل الصعبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net