صفحة الكاتب : فؤاد المازني

الحسين ع إنسانية إخترقت حجب الأكوان البشرية
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في كل محطات حياته تلألأت إشعاعات أنواره الإنسانية تجاه من يكنون له البغض والضغينة والحقد الأسود فضلآ عن أحبته ومن أحاط به من أهل بيته وذويه وأصحابه ومن عرف قدره ومنزلته ، كهفآ وملاذآ ومعينآ للمظلومين وينبوعآ للعطاء الفكري وسورآ أمينآ للعقيدة ومنهلآ وضاءآ للهداية ومتراسآ للشجاعة وعنوانآ للحرية وبوابة للجهاد في سبيل الحق ونصرة الملهوف .

الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ضرب أسمى الأمثلة واروعها في إختزال النفس والذوبان في طاعة الخالق ورفع راية الجهاد ضد الباطل ومن يلوذ به ويدافع عنه ويحتمي بظلاله ولا تأخذه في الله لومة لائم مهما كانت الظروف المحيطة والنتائج المترتبة عليها ، ولكن تلك المسيرة الجهادية لم تتغافل لحظة عن النظرة الإنسانية والتعامل الإنساني والتمسك بالثوابت السماوية التي صدحت بها الرسالة المحمدية حتى وصلت في صفاتها حد الكمال . وما أحداث كربلاء وواقعة الطف إلا شمس ساطعة لهذه الخصال وهذه الصفات وكأنه سفر تاريخي عظيم تتصفحه عقول الناس وتراه ببصيرتها وتطأطأ له رؤوس البشر لتغرف من حناياه وتتوقف لتعتبر به ومن خلاله وتنهل منه رحيق الإنسانية .
مشاهد كربلاء التي دونتها كتب التاريخ والصور التي نقلتها عيون وأسماع من واكب الملحمة تجسد في
                                              معانيها كل مادونه السابقون والاحقون عن المفهوم الحقيقي للإنسانية .
مشهد جيش الحر بن يزيد الرياحي وقوامه 1000 فارس قدموا يجوبون منافذ الطرق التي سيمر بها ركب الحسين ع وأهل بيته وأصحابه لمحاصرتهم والقبض عليهم أو قتلهم ، أجهدهم عناء البحث والمسير ونال منهم التعب وعصف بهم هجير الصحراء ونفذ من قربهم ماء الحياة وأوشكوا على الهلاك أجمعهم هم والبهائم التي تحملهم وحانت لحظة التلاقي بين الجيش والركب والحر وجيشه في تلك الحالة المزرية ، فما كان من إمام الهدى إلا أن يبادر بروح المبادئ والقيم ويطلق العنان لقمة الأخلاق المتسامية والمثل الأنسانية الرفيعة ويأمر أصحابه وأخوته وأبناءه أن يسقوا القوم الماء ويرشفوا الخيل ترشيفا وكان هو المبادر معهم في التسابق والتسارع في إنقاذ القوم من الهلكة .. هذه وقفة
وأخرى في سوح الوغى عند تشابك الرماح وتقاطع السيوف وتخالف النبال ومصارع الرجال وقف أبا الأحرار وسيد الشهداء وأبي الضيم ناظرآ الى الجموع المتجحفلة لقتاله ، في تلك اللحظة إغرورقت عيناه بالدموع وتسيح على وجنتيه ولحيته فيقول له القائل :                       
ـ علام بكاؤك ياإبن رسول الله 
ـ أبكي على هؤلاء القوم غرتهم الدنيا وسيدخلون النار بسبب قتلهم إياي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/29


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الذكرى الثالثة لوفاة العالم الرباني حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الصافي (طاب ثراه)  (المقالات)

    • في الذكرى السنوية الأولى لوفاة حجة الإسلام والمسلمين السيد علي عبد الحكيم الصافي (قد)  (المقالات)

    • جامع الفقير .. بالأمس إحتضن جمال جعفر ( أبو مهدي المهندس) يافعاً.. واليوم يؤبنه شهيداً  (المقالات)

    • القيادة الرشيدة .. الشهيد القائد أبو مهدي المهندس إنموذجاً  (المقالات)

    • في كربلاء المقدسة ... المفتي والشذر يتبنيان جدار الحرية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : الحسين ع إنسانية إخترقت حجب الأكوان البشرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net