صفحة الكاتب : د . زكي ظاهر العلي

تعسر رؤية العسيري على الاسد .. انتصار لايران وفشل لآل سعود
د . زكي ظاهر العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لقد افتقد المشاهد اطلالة ذلك الناطق الرسمي باسم ما يسمى عاصفة الحزم ذلك الوجه الشاحب الذي اخذ يطل علينا يومياً من شاشة العربية الحدث فقد اشتقنا لرؤيته بعد هذا الاختفاء، لا لشيء الا لأننا كنا نقرأ في وجهه مدى الغباء السعودي الساخر فقد راح يهول ويؤول تعظيماً للقدرة السعودية وانهم سينتصرون على الحفاة من جيش الحوثي والمخلوع صالح، وكان يظهر الى جانبه بعض المحللين السياسيين السعوديين  "الفطاحل" وعلى نفس النسق ارضاءً لشهوات عائلة آل سعود الارهابية، حتى اني بهتُ من الاستغراب وانا اسمع تعليق احدهم بان ما يسمى "بعاصفة الهدم" قصمت (ظهر البعير) اقصد الحوثيين منذ الربع ساعة الاولى لانطلاقها.
ولكن ماذا حصل بعد حوالي العام من التدخل والعدوان السافرين على حفاة اليمن وتحطيم بلدهم فقد اخذ وجه العسيري بالانحسار في الظهور ووصلت الامور الى دعوة الحوثيين ومعهم صالح الى طاولة المفاوضات ووقف اطلاق النار هذا اليوم الاثنين الموافق 14/ 12 وقد هلك قبل بضعة ايام محافظ المعتوه ادريس وكذلك بسويعات من وقف اطلاق النار قائد القوات الخاصة السعودي ومعه ضباط آخرون.
هذا على الجانب اليمني.
 اما على الجانب السوري فالامر يزداد عمقاً فمازالت السعودية واختها غير الشرعية قطر يطبلان منذ اكثر من اربعة سنين لاسقاط الاسد ولقنوا المعارضة السورية نفس اللهجة بالمطالبة لالغاء أي دور للاسد في المستقبل السوري ولكن الملموس بعد هذه السنوات ان دخلت روسيا بقوة  لتعضد من التواجد الايراني الذي راهن على بقاء الاسد حتى اجبرت القوى العظمى على تغيير لهجة خطابها المتشدد والمطالب برحيل الاسد قبل أي اجراء محتمل. 
فخرج علينا كيري وزير الخارجية الامريكي بتصريح جديد يبدي عدم ممانعته على تواجد الاسد في المرحلة الانتقالية وتبعه بأيام  وزير الخارجية الفرنسي باتخاذه نفس الموقف الجديد هو الآخر في وقت كان يعد فيه لانعقاد ما يسمى بمؤتمر المعارضة السورية في عاصمة العار الرياض وفي الوقت الذي اختلفت فيه تصريحات بعض المعارضين انفسهم، وقد بدى على بعضهم قبوله بالتباحث مع الاسد بعد كل تلك الزوبعة التي ازعجوا بها العالم على مدى سنين .
من المعلوم ان استعجال الحكم على الامور قبل اوانها ليس من الحكمة. غير انني استطيع القول ان ما حصل لحد الان في الساحتين اليمنية والسورية يدلل بشكل واضح مدى نجاح السياسة الايرانية وفشل سعودي تاريخي كبير رغم الامكانات المادية التي تتمتع بها.
 حكمنا هذا على ما يحدث في هذه الآونة حتى وان رحل الاسد بعد مخاض الوضع الراهن مستقبلاً، فهو لا يغير شيئاً من هذا الاستنتاج الملموس باليد فتحقيق هذا القدر في هذه الظروف خصوصاً بعد اصطناع  داعش البعبع التاريخي العجيب والذي صرفت عليه الاموال العظمى وجندت له كل الطاقات ليكون بحق اكبر ظاهرة ارهابية غريبة ومؤثرة على الساحة الدولية لتحقيق غايات خبيثة ولكنها لم تفلح.  وسارت وتسير الامور على ما هي عليه الان في الوقت الذي لا نرى من ايران الا النتائج المذهلة التي تحصدها بكل صمت وذكاء، مقابل هذا الغباء والفشل السعودي المفرط.
وهو تعالى من وراء القصد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . زكي ظاهر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/15



كتابة تعليق لموضوع : تعسر رؤية العسيري على الاسد .. انتصار لايران وفشل لآل سعود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net