صفحة الكاتب : باقر جميل

ما هي حدود المثقف ..؟
باقر جميل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


يتشدق الكثير من الناس الا ما عصم ربي  باي كلمة يتعلمها فيتبناها ويتباها بها بين اقرانه ويلوح بانها هي التي ينحدر امامها اي شيء ،ومن بين هذه الكلمات هي كلمتي (المثقف والثقافة) ،فالثقافة والمثقف في عراق ما بعد سقوط الصنم اتجه الى اشياء هو في غنى عنها ، واتخذ اشياء بعيدة عن وضيفته الاساسية ، وابتعد عن خطه العام الذي يحفظ له نفسه بان يتناول الموضوع ضمن القانون الذي وضعه له اسلافه ، فالمثقف والثقافة انما هي الفطنة والتفكر والتدبر بشكل يوصل الانسان الى افضل مستوى بشري يمكن من خلاله تقليل الاخطاء التي تواجه الانسان ، وتمييز الخطأ من الصحيح مع ما يتوافق مع العقل البشري قدر الامكان ، ولو سالت المثقف والثقافة بشكل عام ، ما هي انواع الثقافة ؟ فسيكون الجواب انها تنقسم الى قسمين اساسيين هما : الثقافة العامة ، والثقافة الخاصة .
اما العامة فتكون بالاطلاع العام على كل معلومة تصدف امام الانسان ويحاول ان يستفيد منها في مجال حياته قدر الامكان .
اما الثقافة الخاصة فتكون باتجاه الانسان الى اختصاص معين سواء كان اجتماعيا او سياسيا او قانونيا او غيرها ، وهذا كلام موزون وصحيح لا خلل فيه .
ولو سالنا ماهو الافضل للانسان هل هي الثقافة الخاصة ام الثقافة العامة ؟
فسيكون الجواب ان الثقافة الخاصة تكون هي الافضل وخصوصا اذا كانت الاستشارة في قضية مصيرية ومهمة جدا ، لانه متعمق بقضيته ، ومتبحر ومطلع على جميع تفاصيل امره ويعرف زوايا واختلافات الثقافة التي اختص بها  ، كما انه يتميز بالخبرة التي تمكنه من التمييز بين المتشابهات والاشياء المبهمة وحل الامور الصعبة من خلال خبرته .
وان طرحت سؤالا اخر وتقول لهم هل يحق لشخص غير مثقف ان يسال عن اشياء لا يهتم بها وغير مطلع عليها ؟ كأن يتدخل النجار في امور الطب ؟ او ان الصيدلي يقوم بمهنة المحامات ؟ او ان السياسي يناقش المهندس في بناء الجسور ؟ هل يصح منهم هذا التدخلات ام لا ؟
فالجواب سياتي سريعا بان العقل البشري اصلا لا يقبل بهكذا عشوائيات ، لان فيه اضطراب واخلال في منضومة الحياة يؤدي بها الى تهديم الاختصاص وعدم احترام السنوات التي قضى بها المهندس او الطبيب او غيره في معرفة ما يواجهه من اختصاصه ، فبكل تاكيد ان هذا التدخل غير صحيح وغير مقبول اطلاقا ...
الان نقول ولابد ان تعترف بقولنا (يا حضرت المثقف) ان هناك جانبا واختصاصا يسمى (الثقافة الاسلامية) الا انها قد تكون اوسع من جميع الثقافات الاكاديمية الاخرى اذا اخذت من منظور التخصص في المواد التي تدرس فهي تاخذ المنطق والبلاغة وعلم اللغة وعلم النحو والصرف وعلم الرجال وتدرس ايضا الجانب الفقهي واصوله وتدرس فنون التلاوة وغيرها الكثير من الاعلوم و التي تعتبر كل واحدة منها اختصاصا بحد ذاته ، فهي من ناحية عدد الاطلاعات تكون لها الغلبة ، واما من ناحية الشرفية فهي الاشرف على الاطلاق ولا تستطيع نكران هذا الامر ان كنت مسلما ، فالثقافة الاسلامية لها دروسها وقوانينها واهدافها وعملها ، يحق لها ما يحق لك ولها مالك .
اذا لماذا نرى الهجوم على الثقافة الاسلامية على انها غير نافعة وغير مفيدة ؟! ولماذا يحاول بعض المثقفين ان يحدوا من مكانتها ومن طاقاتها ؟ ويحاولوا ان يوضحوا للناس انها بالية ولا فائدة منها بوجود كل هذا التقدم وكل هذا العقل المتطور للانسان الحر ؟
ولماذا اصلا التدخل على اصحاب التخصص في تخصصاتهم وفي ثقافاتهم ؟ انتم الذين لا تقبلون بذلك عليكم لماذا لا تحترمون قوانينكم ومبادئكم التي تعتمدون عليها في ثقافتكم ؟
المثقف في العراق الان صار هو كل شيء بالنسبة للشعب وللبلد ، ويحاول ان يعطي لنفسه الحق بان يتدخل في اي اختصاص حتى لو كان يعترف انه اشرف من اختصاصه عند الله ، وكأن الثقافة هي ماكانت الاكاديمية عنوانها فقط ؟! وغيرها كلها ادنى منها مرتبة ، ولذى نرى بعض هذه الاصوات النكراء التي تحاول ان تحجم من المثقف الديني والاسلامي قدر الامكان ويعتبر نفسه هو القيم عليها .
لابد على المثقف ان يحترم قراراته وقوانينه وان يبقى في مجال ثقافته ولا يتدخل في اشياء ان تبدى له تسؤه ، فانه لن يستطيع ان يصل الى النتجية الصحيحة او حتى القريبة منها مادام غير مختص بها ، نعم المثقف الاسلامي والاسلام بشكل عام يفضل ويحبذ ان يجتمع عند الانسان الثقافة الاسلامية مع الاكاديمية لان الثانية تزيد رصيد الاولى وتستمد منها الشرفية وعلو مقامها وكثرة مقبوليتها عند متلقيها ، اما ان تحصر الثقافة في الاكاديمية ويعطي لها الحق في ان تنتقد او تنفي او تثبت اشياء هي ليست من اختصاصها وتتطفل على الثقافة الاسلامية فهذا غير مقبول اطلاقا للاسباب التي ذكرناها اعلاه ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر جميل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/28



كتابة تعليق لموضوع : ما هي حدود المثقف ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net