صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

يا سلمان دوس دوس.. ع الروافض والمجوس!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعدم النظام السعودي (بالسيف) يوم السبت رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. وقد كانت مبررات الإعدام حسب ادعاء المحكمة الجزائية السعودية تتلخص: (في خطابات النمر التحريضية، والخروج على إمام المملكة الحاكم فيها خادم الحرمين، لقصد تفريق الأمة، وإشاعة الفوضى، وإسقاط الدولة)!!

ولم يكن في لائحة الاتهام الرسمية التي وجهَّت الى الشيخ النمر أي إتهام بارتكاب أعمال مسلحة، أو قيامه بأي نشاط تخريبي مباشر ضد سلامة المملكة، كالتفخيخ والتفجير والاغتيال بكاتم الصوت، وغير ذلك من الأفعال الإجرامية التي يمارسها المجرمون السعوديون وأقرانهم في العراق بدواع طائفية كل يوم تقريباً. لذا فإن كل التهم الموجهة للشيخ النمر حسب الادعاء السعودي لا تتعدى أن تكون تهماً لفظية تعبيرية، كإلقاء الخطابات الصوتية، والتحريض اللساني، وما يشبههما.

وإذا ما حاولنا استعارة القانون القضائي المعمول به في السعودية، وعملنا بمقتضاه في العراق، ثم نقوم بتطبيقه على أقوال وأفعال ظافر العاني، وجماعته الطائفية، كما طُبق على أقوال وتصريحات وخطب الشيخ النمر، لاحتجنا الى ألف مشنقة، والى ألف توقيع بحكم الإعدام، كي تكفي لأعناق ظافر العاني، ورافع العيساوي، وطارق الهاشمي، وأحمد المساري وأحمد العلواني وحيدر الملا، والأخوين النجيفيين، وآلاف السياسيين، والشيوخ، والمرتزقة والعملاء (والجرابيع) من تجار الدم الناطقين باسم السعودية وقطر وتركيا. فهؤلاء الوحوش يملأون اليوم القنوات، والمنصات، والمنتديات، والجوامع، والشوارع، والأزقة، والنفوس، بكلمات العداء النابحة، وبلغة التحريض الحاقدة، والدعوة لقتل الآخر علناً، وهم أنفسهم الذين يزرعون الشك والريبة والشقاق بين مختلف العراقيين، ويمارسون التفخيخ الإعلامي بحق هذا الشعب النبيل، ولا يكتفون بالدس الطائفي، والتفرقة المذهبية، والكذب من أجل خدمة الأهداف الوهابية والبعثية فحسب ولا بالتحريض على القتل فقط، إنما راحوا يتنافسون بلا حياء على تقسيم، وتمزيق الخارطة العراقية الموحدة..

واليوم، بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ النمر، وبعد أن استفاق العالم من صدمته، تعالت التصريحات الدولية المنددة بقرار الإعدام الظالم، وبطريقة تنفيذه الشنيعة، خصوصاً من قبل منظمات حقوق الإنسان، والعفو الدولية وهيئات الأمم المتحدة والكثير من الحكومات، والشعوب المتحضرة، وقبلها كانت الجماهير الشيعية في مختلف بقاع العالم قد عبرت عن غضبها وردود أفعالها بأعمال تتفاوت مستوياتها، فبعضها وصل حد حرق السفارة السعودية، مثلما حصل في مدينتي طهران، ومشهد الإيرانيتين، وبعضها أكتفى برفع اللافتات، وأطلاق الهتافات المنددة بهذا الفعل الاجرامي. وهنا أود أن أوضح أمراً تابعته بنفسي، هو أن كل ردود الأفعال الشيعية، سواء الشعبية منها، أم الرسمية! لم تتعرض لأي شخص غير شخص النظام السعودي، وآلية حكمه المتخلف. بمعنى أن الجماهير الشيعية الغاضبة - رغم وجعها بإعدام الشيخ النمر- لم تنطق بكلمة سلبية واحدة تجاه (السنة)، ولم ترفع لافتة واحدة فيها كلمة طائفية جارحة، مثل كلمة (النواصب)، أو غيرها من الأوصاف الطائفية، على أخوتهم من أبناء (العامة)..

فالشيعة يفرِّقون دائماً بين الوهابية والسنة، ويميزون بين النظام السعودي، وأنظمة الحكم الإسلامية الأخرى.. وقد يقول لي البعض: ومن ذا الذي أحرق السفارة السعودية في طهران.. أليسوا الشيعة؟

وسأقول له: نعم هم الشيعة، وهذا رد فعل طبيعي حدث، ويحدث آلاف المرات في التاريخ. ولكن أعطني تسجيلاً واحداً يظهر متظاهراً شيعياً في هذه التظاهرة أو في غيرها يتعرض بالسب، أو القذف لأبناء السنة كمذهب، وكعقيدة.. وكأشخاص، بينما أحتفظ شخصياً بمئة شريط عن متظاهرين سعوديين، وهابيين في لندن وفي غيرها، يتعرضون للشيعة بالقذف والسب اللعين.

إذن فإن المتظاهرين الشيعة أحرقوا في طهران رمزاً حكومياً من رموز سلطة المملكة السعودية المتمثلة بالسفارة، ولم يحرقوا رمزاً من رموز المذهب السني.. وهذا فرق كبير بين الطرفين.

فالوهابيون السعوديون الذين تظاهروا أمام مبنى السفارة السعودية في لندن قبل يومين كانوا يشتمون (الروافض) بكلمات عفنة لا تقل عفونة عن منهج عصابات داعش. ولا تقل حقداً عن مفردات الفكر الوهابي المتحامل على الشيعة.. فهل تصدقون مثلاً، أن المتظاهرين الوهابيين هتفوا في لندن بعد إعدام الشيخ النمر:

بعبارة (يا سلمان دوس دوس.. ع الروافض والمجوس)!!

فمن يا ترى هذا العضروط المسمى (سلمان) كي يدوس على تاج رأسه الشيعة..؟!

فتخيلوا المصيبة حين تصبح المعادلة هكذا:

قوم يُعدَم شيخهم دون أن ينطقوا بكلمة سيئة واحدة ضد طائفة القتلة، وهم قادرون على فعل ذلك، بينما تمضي طائفة القاتل بغيها، وسفالتها، فتشتم بفظاظة طائفة المقتول!!

وهنا أود أن اسأل أعضاء حكومتنا الرشيدة وأقول: كيف يجرؤ السعوديون -وهم الذين أعدموا شيخاً (شيعياً) لمجرد تفوهه بكلمات مناهضة لنظامهم الحكومي- على مطالبتكم بإطلاق سراح أكثر من مئة وثمانين مجرماً سعودياً من سجون العراق، بعد أن أدين هؤلاء القتلة بالأدلة والبراهين والشهود.. لا سيما وأنهم يلقبون حكومتكم بالحكومة الصفوية؟

فأي منطق مجنون هذا، وأي مستوى واطئ وضعنا فيه ساستنا المحترمون؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/05



كتابة تعليق لموضوع : يا سلمان دوس دوس.. ع الروافض والمجوس!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net