صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

الحشد الشعبي ضرورة وطنية وسياسة دولية
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بأي إتجاه تنحدر السياسة الدولية؟ومن الأطراف اللاعبة الرئيسية خلال الشوط القادم؟ هل ستحسم النتائج على أساس الغلبة؟أم إن هنالك توافق سياسي لإقتسام المكاسب؟إيران وبإعتبارها المعارض الأول، إتجاه السياسية الأميركية في الشرق الأوسط، لم تعد عثرة الحجر! التي توقف ترهل المصالح في المنطقة، خاصة في ظل التقارب (الأميركي-الإيراني)، تصريح وزير الخارجية الأميركي،"جون كيري"الأخير، في (28) يونيو 2016، فكك معادلة التصادم قال:"وجود إيران كلاعب أساسي مفيد للغاية،كوننا نلتقي بنفس النقطة في مواجهة الإرهاب العالمي "داعش"
مهرجان"أفكار آسبن" نقطة تحول، في لملمة الصراع العالمي، صرح "جون كيري" خلال ذلك المؤتمر قائلاً بعدما طلب منه تقييم دور إيران" إنظروا علاقتنا مع إيران، تواجه تحديات كما يعلم الجميع،ونحن نتعامل مع تلك التحديات، على أساس المصالح المشتركة، ومنها محاربة التطرف، والتي تتطلب وجود إيران حليفاً كقوة أساسية" كما وأعرب نظيره الإيراني"جواد ظريف"إن إيران على إستعداد، لفتح قنوات الحوار والتواصل، للخروج بنتيجة حلحلة الأزمات، ومن أولوياتها القضاء على التطرف، الذي يهدد أمن المنطقة.
بعد إن عجزت أمريكا،كسب رهان الدول الخليجية وتركيا، في إستثمار الصراع السوري لصالحها، وبعد فشل الجهود الرامية، الى تغيير حكومة الأسد، ورفض الأخير التدخل الأميركي في سوريا، تسعى أميركا وخلال هذه الفترة،لتغيير قواعد اللعبة، وتعمل بكل جهودها، على فتح أواصر تقارب ومصالح مشتركة مع إيران، من خلال المشهد العراقي، لما تشهده الساحة العراقية، من مناخ وبيئة مناسبة، لنمو تلك العلاقات، مع وجود اكبر تنظيم إرهابي متطرف تدعمه المافيات الغربية والخليجية، يعمل على تفكيك المنطقة لصالح الوجود الأسرائلي.
بظل التقارب(الأميركي,السعودي,التركي)، ودخول إيران على خارطة الطريق، أخذت(السعودية وتركيا) تبحث بين أروقتها،عن ورقة ضغط، يمكنها من خلالها، تحريك جنود اللعبة حيث تريد، خاصة بعد فشلهما من إتخاذ التدخل الروسي ووجوده في سوريا، ورقة للضغط على إيران وسوريا، بأصبع المنظمات الإنسانية، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن، لكسب الرأي العام، لم يجد التحالف الثنائي في العراق، تدخلاً روسيا ليتعقب ملفه،على طاولة التشكي والتباكي بأحضان المنظمات الإنسانية، وبعد إن عجز عن ملف التدخل الإيراني، ذهب يطرق ملف الحشد الشعبي.
الحشد الشعبي،والذي تشكل قوة رسمية، بعد فتوى المرجع(السيد السيستاني)، لتكوين جيش رديف للجيش العراقي، بعد إنهيار الإخير بسبب سياسة الحزب الحاكم الواحد،يخطئ من يظن أنه تشكل من دون فتوى، نعم هنالك قوى ضاربة تشكلت قبل الفتوى، للدفاع عن المقدسات الإسلامية في سوريا، ولكنها إنظمت تباعاً للحشد، تبعاً للخطر المحدق بالعراق من دخول داعش، ويعد الحشد نقطة التواصل بين أميركا وإيران، تنطلق من خلاله حيثيات التفاهم، والثناء الذي تكلم عنه "كيري"عن دور إيران في دعم محاربة الإرهاب.
السعودية،الحليف الأميركي الأول،والراعي الرسمي للإرهاب العالمي،عمل من خلال مؤتمراته على قطع حلقة الوصل،التي ربطت الدور الإيراني بالدور الأميركي في العراق، وبإعتبار الدعم الإيراني للحشد، هو بداية التفاهم الأميركي الإيراني، بعدما كان نقطة خلاف، دعا وزير الخارجية السعودي من باريس مؤخراً الى تفكيك الحشد"واصفاً إياها بـ"الميليشيات الشيعية"ويتهمها بتأجيج الوضع الطائفي،كما وأتهم إيران بقيادة تلك الميليشيات، محاولة الى إعادة قواعد اللعبة، حيث النفوذ الخليجي في إيران من خلال العراق، والحيلولة دون قيام دولة شيعية برقم (2) بعد إيران.
وأخيراً، لم يعد الحشد الشعبي، لاعباً ميدانيا أو إقليميا فحسب، بل تعدى كونه لاعبا سياسي دولي بإمتيازً، تبنى على أساسه ووجوده، حيثيات المصالح المشتركة إقليميا وعالميا، نتمنى من الحكومة العراقية، إستغلال تلك المصالح للعراق، تصريح مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي"بريت ماكغورك"ووصفه بأن (الحشد الشعبي ومقاتليه، فائدة أكسبت العالم،رهان الإنتصار على الإرهاب)،أعطى زخماً وموقعاً، يمكننا من خلاله، الإنطلاق به، نحو إحلال السلام العالمي، وبذلك صار من الواجب أن يطرح الحشد الشعبي بمسمى القوى العالمية السياسية المهمة دوليا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/04



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي ضرورة وطنية وسياسة دولية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net