صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الشمس والنفط والنار!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشمس مصدر الطاقة والقوة والقدرة والحياة , أدركها منذ آلاف السنين أبناء الحضارات القديمة فعبدوها , وكانوا يتصورون ما تعطيه للأرض والإنسان , لكنهم ما كانوا يمتلكون الوسائل الكفيلة بتحويل معارفهم وأحداسهم إلى موجودات مؤثرة في الحياة.
ومن الواضح أن الأرض تحمي نفسها من نيران الشمس بما فيها من نسبة عظمى من الماء , وبتقلبها الدائب , كما أنها إبتكرت وسائل خارقة لتحويل النيران إلى مخزون سائل أسميناه النفط , ولهذا فأن نضوب النفط من مستحيلات الوجود الأرضي الذي تتباين بقاعه بقدرات إنتاجه وتخزينه.
فأينما توجد الشمس يوجد النفط !!
وكما هو معروف فأن إكتشاف النفط قد قلبَ موازين الإقتدار والتمكن  , وحوّل الصراعات المتواصلة ما بين القِوى إلى دائرة مفرغة من التفاعلات المحتدمة , الهادفة للوصول إلى منابعه والسيطرة عليها.
وقد لعب كولبنكيان دورا كبيرا وخطيرا في توجيه الأنظار نحو الشرق الأوسط , وخصوصا بلاد الرافدين , يعد أن إكتشف حقل بابا كركر , وكسب نسبة 5% من التعاقدات ما بين الشركات.
ففي ذلك الوقت لم يكن إلا القليلون الذين يدركون ما سيفعله النفط في الحياة البشرية , رغم أن أول إكتشاف له كان في أمريكا , وأستخدم للإضاءة والدواء وحسب , لكن أديسون الذي إخترع المصباح الكهربائي أفسد أسواقه.
ومع ذلك ما خطر على بال أحد بأنه سيكون نواة الحضارة الجديدة  , فما أن إنتقل العقل المبتكر من محركات الفحم إلى محركات الديزل والبنزين , حتى إنطلقت البشرية نحو آفاق مطلقة من الحركة السريعة والمصنوعات اللامحدودة , لأن النفط أصبح المادة الأولية لما لا يُعد ولا يحصى من المنتوجات المطاطية وغيرها وخصوصا إطارات العجلات.
وعاشت الدنيا حضارة القرن العشرين النفطية , التي تحوّلت فيه مَواطن النفط إلى سوح للثبور , والحروب والنزاعات الهادفة للإنفراد بالنفط وأخذه من أهله , ولا تزال اللعبة قائمة وعلى أشدها , لكي يتلهى أهل النفط ببعضهم ويكون نفطهم لغيرهم.
وهذا هو جوهر ما يدور في بلدان الشمس الساطعة والنفط الوفير !!
وعاشت بلاد العرب أوطاني المحترقة بنفطها الغزير!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/20



كتابة تعليق لموضوع : الشمس والنفط والنار!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net