صفحة الكاتب : محمد الوادي

الخليج فارسي .. فكيف تحول عربي !!
محمد الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هلل بعض العرب وقد يكون كبر بعضهم الاخر بل قد يكون ذهب البعض بعد الاخر في تلك الليلة ابعد بكثير من ذلك وسجل انجازات " فحولية " تليق بارثنا العربي الفحولي , كل ذلك لمجرد ترديد مفردة " الخليج العربي " على لسان موظف صغير  في الخارجية الامريكية ولحقته دون مصادفة او عفوية وزيرة الخارجية الامريكية بترديد نفس هذه الصفة السحرية التي اجزم أنها خلال تلك الليلة ستزيد من عدد نفوسنا العربية ومن يتابع بعد تسعة اشهر سيجد صحة كلامي ومن يتابع بعد التسعة اشهر تسعة سنوات سيجد جيل المفردة السحرية وهو يتسكع في الشوارع او يبيع السكائر في مواقف الباصات بعد ان يكون قد هجر مقاعد الدراسة وليضاف مليون اخر لتسعين مليون امي في بلادنا العربية العريقة بكل شي الا بالعلم والسياسة والديمقراطية   .
 
منذ قرون وعقود طويلة والخليج فارسي على لسان كل متحدث غربي وفي وثائق وسجلات الامم المتحدة والمنظمات الدولية , ومنذ نفس تلك القرون ونفس تلك العقود والعرب مستسلمين للفكرة ويسبحون بحمد القائد الضرورة وطويل العمر وملك الملوك وملك الادغال وملك العنتريات الفارغة التي استفزت شاعر الحب والحياة نزار قباني ليقول " يتكلمون بالعنتريات وعمرهم ماقتلوا ذبابة " , فنحن لانستورد حتى عقال الراس الذي نتفاخر به مع فنجان القهوة المستوردة والخيمة المستوردة والقصر المستورد والطائرة المستوردة والسيارة المستوردة بل وفانوس شهر رمضان المستورد فحسب بل نحن نفتح افواهنا منذ عقود لاستيراد حتى مفرادتنا السياسية من الاخرين الذين يجيدون التلاعب بنا حد الاستخفاف فنردد  خلفهم مثلا " الارض مقابل السلام او خارطة الطريق  " ومع ذلك لانملك السلام ولا الارض وضيعنا كل الخرائط دون استثناء فالتفتنا الى بعضنا ننهش ببعضنا ونسجل بطولات تكفيرية وارهابية كما حدث في العراق ومحاربة تجربته الديمقراطية والدستورية الجديدة من قبل غالبية العرب .
 
الخليج عربي في ضميرنا وفي دمنا وفي لساننا وفي تاريخنا وحاضرنا لكن في المقابل توجد امة عريقة على الضفة الاخرى لايمكن تجاهل مشاعرها وهي تتصور مثلنا لكن من زاويتها بان الخليج فارسي في الضمير وفي اللغة وفي اللسان وفي التاريخ وفي الحاضر , لذلك اما ان نتفق معهم على مفردة  " الخليج " فحسب او نبقى على حالنا هذا وكلا يغني على خليجه حسب رغبته وهواجسه وتحيزه فيكون نفس الخليج عندنا عربي وفي الضفة الاخرى فارسي . ثم السؤال الذي يبحث عن جوابه هل صعدنا القمر وعمرنا ارضنا ولم يبقى لنا الا بطر تسمية الخليج !!؟ ام اننا امة مازالت تلاحق القشور وتترك لب الامور فايران اليوم دولة قوية في المنطقة وتمثل مصالحها في بلادنا العربي خير تمثيل وبحرص قل نظيره من قبل القادة الايرانيين وهذا ليس عيب يسجل عليهم بل هي صفة ايجابية تسجل لهم وعيب يسجل علينا نحن الذين لانعرف اين هي مصالحنا الحقيقية بل والادهى من ذلك يريد البعض من جعل ايران عدو العروبة ولاسلام على حد سواء بعد ان فقدنا بوصلتنا في تحديد عوامل وسمات العداوة والصداقة ومابينهما من تقاطع المصالح والسعي الى بناء لغة تفاهم ضرورية مع جيران يحرص على البحث عن مصالحة في ابعد نقطة في العالم فكيف وهو يشاطرنا الخليج الذي نختلف على تسميته فحسب لااكثر !! اليس الاجدربنا على على ابتداع الطرق والاليات التي تجعل من هذه الدولة او تلك ان تضع مصالحها بنص كفة مصالحنا , ام الاجدر ان نبقى نردد اغنية فهد بلام الشهيرة " وركبنا على الحصان " !!
ففي الوقت الذي كبرنا فيه لموظف الخارجية الامريكية وهو يردد الصفة السحرية الجديدة على لسانه كانت ايران تبث الروح في مفاعلها النووي " بوشهر " على الضفة الاخرى للخليج نفسه , وبذات الوقت تزيد نسبة التخصيب الى عشرين بالمائة في مفاعل قم النووي ليعلن مسؤول اسرائيلي رفيع وبنفس اليوم  نصا " بان علينا ان ننظم امورنا ونتعامل مع دولة ايران النووية " ولتنقل وسائل الاعلام اعتراف كرزاي افغانستان باستلامه اكياس من الاموال كمساعدات من ايران !! من حق الفارسي ان يشعر بالفخر والاعتزاز لكني لاني عربي فاني اشعر بالخيبة لاننا امة اضاعة الطريق وتخلفت قرون عن كل الامم الاخرى والمفارقة لاتريد ان تعترف بل تتصور بان مجموعة فضائيات ومجموعة بهلوانيين مقدمي برامج سياسية ومثلهم برامج دينية محرضة واكثر برامج فنية راقصة ستاتي لهم بالريادة والتقدم على الامم الاخرى انها كذبة يصدقها الكذابون انفسهم وهذه هي الطامة الكبرى .
اذا صنعنا اطارات الطائرات التي تقلع بالمئات من مطاراتنا كل يوم واذا صنعنا كيبورد احرف الكومبيوتر وقماش الغتره التي نضعها على رؤوسنا وفانوس شهرنا الكريم واذا تبدل الحاكم عندنا كل خمسة سنوات على اكثر تقدير واذا تعلم نصف التسعين مليون امي في بلادنا  وصنعنا رغيفنا من ارضنا واذا وصلنا الى كأس العالم دون رشاوي وتحيز وشراء ذمم  واذا  كان شاهد فراشنا ليس شرشف صيني الصنع ومفرادتنا السياسية غير مستوردة وعمرو موسى غير مخلد في الجامعة العربية واذا عرفنا ان نستخرج نفطنا بايدينا من ارضنا
واذا فهم سفهاء قومنا بان المراة الام والاخت والزوجة والحبيبة والصديقة والزميلة  ليس عورة تبطل الصلاة  وان جمع الخيار والطماطة في كيس واحد ليس حرام على اعتبار ان الخيار ذكر والطماطة أنثى  !! وان الماعز لاتحتاج الى لباس يستر عورتها المزعومة !! وان الموظفة لاتحتاج الى ارضاع زميلها لتحصل على الامان وشرعية عملها مع الرجل !! مع  توفر هذه الحدود الدنيا المطلوبة في افقر الامم اذا تحققت في امتنا فسيردد كل العالم وكل الكرة الارضية بان الخليج عربي  , وحتى ذلك الحين فان الخليج فارسي كما هو مألوف على لسان كل الغرب ووثائقهم وتصريحاتهم اما لماذا تحول  هذا الخليج الفارسي الى خليج عربي على لسان وزيرة الخارجية الامريكية فهذه قصة طويلة مختصرها بان امريكا دولة تحرص على مصالحها  وتحترم الاقوياء ولاتحسب حساب للضعفاء لكن ممكن ان تجعلهم ورقة على طاولة مساومة سياسية  , لذلك لاتاخذكم المفاجاءة اذا قالت يوما بان الخليج هو خليج الدكتور احمد نجاد ...
محمد الوادي
md-alwadi@hotmail.com
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/04



كتابة تعليق لموضوع : الخليج فارسي .. فكيف تحول عربي !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : صفاء ابراهيم من : العراق ، بعنوان : عربي وسيبقى في 2010/11/04 .

الخليج عربي ايها الساده
عربي لان سواحله الاطول عربيه
ولان العرب يشكلون اعلى نسبه سكان من بين من يسكنون على ضفافه خاصة اذا ما علمنا ان سكان جنوب ايران هم ايضا اما عرب او بلوش وليس للفرس فيه ناقه او جمل
عربي وسيبقى رغم انوف حكام ايران وعملاء ايران
والنظام المتخلف في طهران سيزول مثلما زال نظام البعث وسيفكك ترسانته واسلحة دما ره الشامل بنفسه مرغما مجبورا
ثم يتهاوى مثلما تهاوى نظام صدام
وها ذا حال كل المجرمين والجبارين ومن ينتهكون حقوق الانسان وكرامته
عربي
عربي
عربي
وسيبقى

• (2) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : تسلب اراضيهم ويتشبثون بالاسماء في 2010/11/04 .

الاختلاف في التسمية امر مالوف في مناطق اخرى من العالم ويحصل بين دول وشعوب كل منها يدعي عائدية ارض او مياه مثل الجزر المتنازع عليها بين روسيا واليابان او مثل البحر الفاصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية ..اما بالنسبة للخليج الفاصل بين بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية فقد وردت تسميته بـ ((الخليج الفارسي)) حتى في مصادر عربية قديمة وانا شخصيا احتفظ بكراس للخرائط مطبوع في مصر عام 1954 اي في عهد ((البطل القومي العروبي الوحدوي جمال عبد الناصر))وقد ورد في هذا الكراس المسمى((اطلس حافظ)) ذكر الخليج الفارسي علما ان واضع الكراس هو ((احمد حافظ)) مدير الادارة المالية لوزارة الخارجية المصرية ومدرس علم الجغرافيا بالمدارس الثانوية سابقا وان الكراس مطابق لمنهج وزارة المعارف العمومية كما مثبت على صفحة الغلاف...لقد اضاع العرب اراضيهم التي سلبت منهم وبقوا متشبثين بالتسميات ..يا امة ضحكت من جهلها الامم !!

• (3) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : تسلب اراضيهم ويتشبثون بالاسماء في 2010/11/04 .

الاختلاف في التسمية امر مالوف في مناطق اخرى من العالم ويحصل بين دول وشعوب كل منها يدعي عائدية ارض او مياه مثل الجزر المتنازع عليها بين روسيا واليابان او مثل البحر الفاصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية ..اما بالنسبة للخليج الفاصل بين بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية فقد وردت تسميته بـ ((الخليج الفارسي)) حتى في مصادر عربية قديمة وانا شخصيا احتفظ بكراس للخرائط مطبوع في مصر عام 1954 اي في عهد ((البطل القومي العروبي الوحدوي جمال عبد الناصر))وقد ورد في هذا الكراس المسمى((اطلس حافظ)) ذكر الخليج الفارسي علما ان واضع الكراس هو ((احمد حافظ)) مدير الادارة المالية لوزارة الخارجية المصرية ومدرس علم الجغرافيا بالمدارس الثانوية وان الكراس مطابق لمنهج وزارة المعارف العمومية كما مثبت على صفحة الغلاف...لقد اضاع العرب اراضيهم التي سلبت منهم وبقوا متشبثين بالتسميات ..يا امة ضحكت من جهلها الامم !!






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net