ينساق البعض من القراء خلف العبارات الجاهزة والمشكلة انهم يتأثرون بها ويستشهدون في حواراتهم بما جادت تلك العبارات ، البعض منهم يقول ان النعمان بن بشير والي الكوفة كان رجل دين ويخاف الله ولذلك كان يقود الموقف في الكوفة باللين ، لكن لااحد فيهم يعرفه كما اعرفه انا ولي معه عدة محاورات صريحة ، حتى صرت اعرفه وفي آخر لقاء معه قلت له :ـ الذي اعرفه انك رجل من الأنصار ولك ولأبيك تأريخ اسود في خدمة الحكم الاموي وبقيت مناوئا لأهل بيت النبوة عليهم السلام حتى انفاسك الأخيرة وكنت حسب علمي انك تجاهر ببغض الامام علي عليه السلام وقدت بعض الحملات الإرهابية على بعض المناطق العراقية الموالية لأهل البيت عليهم السلام ، فما الأسباب التي جعلت تتراخى في مواجهة مسلم بن عقيل
النعمان بن بشير :ـ ، انا اتبنى سياسة معاوية الذي كان فيها يتحاشى المواجهة العلنية مع الإمام الحسين وليس ذلك حباً به وإنما لدهاء معاوية. وموقفي من الثوار ومن بوادر الثورة إنما اتسم ظاهرياً باللين والتسامح، لأني كنت أرى، إيماناً بنظرة معاوية، أن المواجهة العلنية ليست في صالح الحكم.وانا اعرف قبل غيري ان الذين بايعوا الثورة وعددهم ثمانية عشر الفا هم وجود كاذب وهذه هي ظاهرة المجتمع الكوفي قلة وجود الصادقين أمثال عابس وحبيب بن مظاهروسعيد بن عبد الله الحنفي قيس بن مسهر وشوذب، فهناك الكثير ممن يحبون الحق لكنهم يكرهون التضحية من اجله ، لذلك لما رأيت استقبال أهل الكوفة الكبير لمسلم وحفاوتهم البالغة به، خطبت في الناس أحذرهم من إثارة الفتنة والفرقة وشق عصا الأمة. وإزاء ذلك كانت جواسيس يزيد ترفع إليه تقاريرها عن ضعف موقفي في مواجهة التحولات الناشئة عن تواجد مسلم فيها، في وقتٍ كانت الكوفة ظاهرياً، قد سقطت سياسياً وعسكرياً أو تكاد في يد سفير الإمام الحسين ،
قُبيل انطلاق عبيد الله إلى الكوفة، عرف ابن زياد بأمر رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى البصريين، والتي يدعوهم فيها للانضمام إليه في قيامه وتأييده، فقتل رسول الإمام عليه السلام سليمان بن رزين، ثم صعد إلى منبر البصرة وقلبه يرتعد خيفة من استجابة أهلها لنداء الإمام عليه السلام ، فألقى خطاباً مليئاً بالتهديد والوعيد، محذراً من الخلاف، معلناً أنه ولّى عليهم عثمان أخيه.
وأقبل إلى الكوفة ومعه جماعة من أهل بيته في جيش، ودخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو ملثم، فكان لا يمر بجماعة إلا ظنّوا أنه الإمام الحسين عليه السلام فيقومون له ويدعون له ويقولون: " مرحباً بابن رسول الله قدمت خير مقدم " ، فما أن دخل القصر علم الناس أنه ابن زياد.ولعب العرفاء دوراً مهماً في دفع الناس إلى التفرق عن مسلم بن عقيل وإشاعة الإرهاب بينهم، كما كانوا السبب الفعّال في زج الناس لحرب ا الحسين.حبس أربعة آلاف وخمسمائة رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وأبطاله الذين جاهدوا معه، منهم إبراهيم بن مالك الأشتر، وعبد الله بن الحارث، وسليمان بن صرد الخزاعي والعديد من الأعيان والأشراف الموالين، وأمر أن يطلب المختار الثقفي وعبد الله بن الحارث فأُتيَ بهما وحبسهما، وقتل ميثم التمّار الذي كان له منزلة خاصة عند أهل البيت عليهم السلام .
ودس الجواسيس في أزقة وبيوت الكوفة للبحث عن ابن عقيل،
وجرى نقاش حاد بين هانئ وعبيد الله أدى إلى قيام عبيد الله بضرب هانئاً على وجهه.ثم ذبحه واستشهاد عبد الله بن بقطر وعقد مسلم لرؤوس الأرباع على القبائل: كندة، مذحج، تميم، وأسد، ومضر، وهمدان، وتداعى الناس واجتمعوا عنده، فأقبل مسلم ومن معه حتى مشارف القصر، وقيل أن العدد كان أربعة الاف، ولكن حين وصل القصر مع مسلم ثلاثمائة رجل لا غير!حينئذٍ طلب ابن زياد إغلاق باب القصر عليه وعلى من كان معه من أشراف الناس وشرطته وأهل بيته وكانوا بمقدار مئتي رجل، فقاموا على سور القصر يرمون مسلم ومن معه بالمدر والنُشاب.و فيما كانت رحى الحرب دائرة أمام القصر بقيادة مسلم ابن عقيل ، قبع ابن زياد في القصر فيه خائفاً يفكر في الحيلة التي ستنقذه من هذا الموقف. فسخّر الأشراف الذين كانوا معه وأمرهم بتخذيل الناس عن نصرة مسلم، فنزل كثير بن شهاب الحارثي لقبيلة مذحج يخوفهم ويحذرهم عقوبة السلطان، ومحمد بن الأشعث لمن أطاعه من قبيلة كندة وحضرموت ورفع راية الأمان لمن جاءه من الناس، وتم اعتقال بعض الوجوه البارزة مثل عبد الأعلى بن يزيد وعمارة بن صلخب داخل القصر. انا اشهد ان مسلم بن عقيل كان بطلا كبيرا لكوني ادري لم يكن تفرق هذه الصفوة فرادى والاختفاء إلا تربصاً بسنوح الفرصة للالتحاق بركب الإمام الحسين عليه السلام القادم إلى العراق، فمسلم هو الذي أمرهم بذلك، إذ أن هذه القلة مؤلفة من صفوة المؤمنين الشجعان الذين وفقوا جميعاً لنيل الشهادة بين يدي الإمام الحسين عليه السلام ، ونذكر منهم؛ مسلم بن عوسجة، أبا ثمامة الصائدي، عبد الله بن الزبير الكندي، عباس بن جعد الجدلي، عبد الله بن حازم البكري وغيرهم.. القضية اعتراضي على حيثيات الأسلوب كان من الممكن ان تحل القضية بشكل آخر واما من حيث التعاطف كيف عبرت عليك هذي فانا لم اتعاطف يوما مع العلويين ولن اتعاطف معهم ابدا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat