صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

الأمام الحسين ع هو الأمين المؤتمن على شريعة جده رسول الله ص
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أهل البيت ع هم الموئل والملاذ لكل مسلم فهم دينه وعمل به لأنهم ع حملوا رسالة النبي الأعظم ص وشريعته في عقولهم وقلوبهم وأرواحهم ، وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس ووهبوا أرواحهم في سبيل أعلاء شأنها وأنقاذها من أنحرافات المنحرفين من حكام الظلم والضلالة والفسق والفجور من الذين حاولوا تعمية الناس وتشويش أفكارهم  بالتعمية على فكر النبي الأعظم محمد ص وبمحاربة أهل بيته الغر الميامين الذي قال عنهم ص في  في حديثين صحيحين متواترين مشهورين  واضحين كنور الشمس الساطعة في رابعة النهار أولهما حديث السفينة وهو  :  ( مثل أهل   بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق . )وثانيهما :حديث الثقلين وهو : ((أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا . ) هذا فضلا عن  آيات : التطهير –المودة –المباهلة –الولاية وغيرها من الآيات البينات الواضحات في حق أهل بيت رسول الله الذين طهرهم الله من الرجس  تطهيرا وفضلا عن الأحاديث الأخرى التي قالها رسول الله على رؤوس الأشهاد في حقهم رغم المضللين الذين ينكرونها كما تنكر العين الرمداء نور الشمس وكما ينكر الفم المريض الماء الزلال.   فأعداء البيت النبوي من حكام الدنيا الضلاليين الذين أعماهم الحقد على تلك النفوس الطاهرة التقية النابضة بالمحبة والطهر والأيمان والتقوى أبت أن تعترف بهذه الدلائل الساطعة في القرآن والحديث فوضعت الأحاديث المكذوبة مقابل تلك الأحاديث الصحيحة وزوروا التأريخ بعد أن عاثوا فسادا وظلما في الأرض لكي يخفوا موبقاتهم وانحطاطهم وفسادهم  والمثال الصارخ لهؤلاء الحكام الطغاة البغاة هما معاوية بن أبي سفيان وأبنه الفاجر الفاسق يزيد الذي لم يترك موبقة ألا وارتكبها وجرائمه الثلاث برمي الكعبة بالمنجنيق وأباحته المدينة المنورة وثالثة جرائمه المنكرة قتله سبط رسول الله ص وسبي أهل بيته وذراريه بطريقة يترفع عنها أحط المجرمين وأنذل الأنذال وأسقط اللقطاء .
والذي يؤلم كل مسلم حق انتج طريق الأسلام المحمدي الحنيف  كسلوك له في حياته في عصرنا الراهن أن يسمع في هذا الزمن من بعض شلل  أحفاد يزيد الذين ناصبوا العداء لأهل بيت رسول الله ص وادعوا أنهم مسلمون يهتدون بهدي الرسول الأعظم ص مازالوا  يرددون تلك الفرية التأريخية الكبرى ب(أن الحسين قتل بسيف جده رسول الله ص .!!! ) من خلال الحديث المكذوب الذي  ألصقه دعاة التضليل والتزوير من بني أميه وعلى رأسهم معاوية ذو الأجن الذي قال عنه رسول الله : (لاأشبع الله له بطنا . )  والذي قال عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر : (ياعمار ستقتلك الفئة الباغية . )فتحققت نبوءة الرسول الأعظم ص في كلا الحالتين حيث قالوا في ذلك الحديث المكذوب والملفق عن لسان رسول الله ص : (أذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما .!!! ) لذا قتل الحسين ع بسيف جده لأنه تمرد على الخليفة الذي من الواجب أطاعته !!!  ويقصدون بذلك عدو الله والقرآن
والمنتهك لحرم رسول الله يزيد  الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين قهرا  فتحججوا بتلك الحجة (عدم الخروج على السلطان الظالم  وحرمة قتاله بأجماع المسلمين وأن كان ظالما وأن كان فاسقا . )!!!  لذا  ف (أن الحسين خرج على سلطان زمانه فاستق القتل بذلك الخروج . !!!)  يالضيعة الأسلام على هذا الدجل والأفلاس الأخلاقي والأنغلاق الفكري والتحجر العقلي  والبعد عن قيم الأسلام الذي يتميز به هؤلاء وكل مسلم عاقل يدرك أن الأسلام الذي بشر به رسول البشرية محمد ص ماجاء ألا لمحاربة الظلم والظالمين والحث على مقاتلتهم وعدم الرضوخ لمشيئتهم . وآيات الله تثبت ذلك بالدليل القاطع والبرهان الساطع حيث قال جلت قدرته في محكم كتابه العزيز

 بسم الله الرحمن الرحيم : (ولا تركنوا ألى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء  ثم لاتنصرون . ) 113-هود .

وقال عز من قائل في آية أخرى

 بسم الله الرحمن الرحيم : (أنما السبيل على الذين يظلمون الناس  ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم . )42 –الشورى

وهل هناك أكثر من هذا البغي بقتل سبط رسول الله ص الذي قال عنه ص (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا . ) وقال عنه وعن أبيه علي بن أبي طالب ع وأمه فاطمة الزهراء البتول  وأخيه الحسن المجتبى ع  بعد آية المباهلة وبعد أن أدخلهم في ذلك الكساء اليماني وقال بالحرف الواحد ص : (اللهم ىشهد أن هؤلاء هم أهل بيتي .أنا حرب على من حاربهم وسلم لمن سالمهم . ) ويأتي هؤلاء النواصب الذين هم أعداء رسول الله ص حقا وصدقا قبل أن يكونوا أعداء لأهل بيته ع  ليروجوا أكاذيبهم وأضاليلهم التي لاتنطلي ألا على الذين أعمى الله بصرهم وبصيرتهم وهم منهم ومنها ترديد  تلك الأقوال المكذوبة التي نسبت ألى رسول الله  ص كذبا وزورا : كالحديث الذي يكذب نفسه : (ومن يعصني فقد عصا الله
ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني . ) وهل يكون الفاسقون والمنتهكون والباغون والأراذل  كيزيد  ومن لف من خلفاء بني أمية أمراء لرسول الله ص الذي جاء بالهدى ودين الحق  أيها النواصب البغاة والببغاوات   الكاذبون  ؟ وكيف يقول رسول الله سيد الأنبياء ص  والمبشر بأعظم شريعة كرمت الأنسان على وجه الأرض : (عليك أن تطع الخليفة وأن ضرب ظهرك وأخذ مالك . ) هذه هي شريعة جدكم أبا لهب وأبا جهل  والفجار من عتاة قريش وليست شريعة رسول الله العظيم الذي قال : (أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . ) و(أنما بعثت رحمة . ) والذي وصفه الله في محكم كتابه العزيز : (وأنك لعلى خلق عظيم . ) وهو القائل جلت قدرته في محكم كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا . )29-الفتح.
والحسين ع الذي هو حفيد رسول الله ص والأمين المؤتمن على شريعته الغراء  لايمكن أن يكون ألا ثروة فكرية أيمانية جهادية لاينضب معينها مادامت الدنيا وهو رمز كبير وصفحة مشرقة ناصعة في تأريخنا الأسلامي ، وهو شهيد الأسلام المحمدي الحق الذي سيبقى نورا أبديا ساطعا لكل الأحرار والثوار والمنتفضين ضد الظلم والطغيان والفساد والجبروت على مر التأريخ بمقولته الخالدة التي جسدها عمليا على صعيد الواقع تلك المقولة الخالدة التي أطلقها في قلب معركته مع أصنام الظلم والباطل : (لاأرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين ألا برما . ) و (أن مثلي لايبايع  مثله ) يقصد بذلك يزيد المنحط الذي كان يسبح مع الغانيات  والقرود والفهود  في أحواض الخمر والذي اغتصب السلطة ونصب نفسه ملكا على المسلمين بالبطش والتخويف والوراثة التي سنها أبوه معاوية فكانت من أبشع السنن التي خالفت الأسلام وجوهر الأسلام مخالفة صريحة.لقد ثار الحسين ع على الأجرام والفساد والأنحطاط التي جسدها يزيد في حياته ألى آخر يوم لفظ فيه أنفاسه النتنة وانتقل ألى جهنم لينال العقاب الأبدي . 

لقد نهض الحسين ع  لينقذ رسالة جده المصطفى من أعداء تلك الرسالة السمحاء وأولها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقرار الرفض المقدس للظلم والفساد وتحقيق حكم الله في الأرض تحت راية العدالة وأصلاح الفرد وأشاعة  روح العدل والمساواة والأستقامة في المجتمع الأسلامي الذي حوله يزيد الباغي ألى ملك عضوض.وبذلك يتم صون تلك الرسالة الغراء السمحاء من أعدائها وعلى رأسهم يزيد وأتباعه . لقد ثار الحسين ليجسد قول جده المصطفى خير تجسيد والذي قال ص : (من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا ببيعته ، يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله. ) وهكذا كان الحسين ذلك الشبل الحيدري الثائر الذي لم يصبر على ضيم ولم يرضخ لطاغوت وهو يرى الطاغوت ينحدر ألى حضيض الحضيض بموبقاته وتهتكه وسقوطه فرفع صوته وقال لا وألف لا لكل منتهك ظالم بغى وطغى وعاث في الأرض فسادا . فكان ع خير أمين مؤتمن على رسالة جده في تلك الظروف القاسية التي كادت تمحى  من خلالها شريعة الأسلام الحقة.

والحسين ع في يوم  ولادته الميمونة أبكى رسول الله ص لأنه كان يعلم بأمر من الله أن هذه الفئة الباغية التي أغرقت أراضي المسلمين بالفساد والظلم والعهر والمجون ستحرف شريعته الغراء من بعده فكان مصرع الحسين ع نبأ مصرع الحق بالباطل والصدق بالكذب والعدالة بالظلم ومن هذا المنطلق الأسلامي ومن هذا المفهوم الديني ومن تعاليم رسول الله السمحاء أنطلق الحسين رافعا شعار ه المعروف : (أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا
ظالما ولا مفسدا وأنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي محمد ص .أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي . ) ومن هنا كان الأمام الحسين داعية أصلاح ومحبة لاداعية حرب وعنف وأرهاب و(خروج على الحاكم ) فبئس ذلك الحاكم الذي يعجب به بعض ذوي النفوس المريضة من أعراب النواصب  المحرفين وعاظ السلاطين الذين سيخسرون دنياهم وآخرتهم معا وسيحشرون بأذن الله مع محبيهم من الفئة الباغية.
لقد امتلك الحسين قلوب كل الشرفاء من عشاق الفضيلة والشجاعة وقول الحق  في العالم وأصبح ضريحه المبارك مهوى  لأفئدتهم وسيترنم الشعراء والأدباء والخطباء بحبه ألى يوم يبعثون أما أنتم أيها الأفاقون الكذابون فقول الله فيكم واضح وهو القائل جلت قدرته

 بسم الله الرحمن الرحيم : (لتسئلن عما كنتم تفترون . )56-النحل


جعفر المهاجر /السويد
17/7/2010            

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/17



كتابة تعليق لموضوع : الأمام الحسين ع هو الأمين المؤتمن على شريعة جده رسول الله ص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الكاتب الإعلامي عبدالهادي البابي ، في 2011/10/06 .

الأخ الكاتب جعفر المهاجر ..السلام عليكم ...لقد قرات مقالكم ولدي عدة ملاحظات على ماورد فيه :
1- لقد قلت في بداية الموضوع بأن اهل البيت هم الموئل والملاذ لكل المسلمين ..وانا أسأل : وأين مكان الله هنا ؟أليس هو ملاذ المسلمين وكهفهم وموئلهم وملجأهم ؟ وإذا كنت تقصد العلم والفقه ..فعليك ان تقول : هم المرجع العلمي والفقهي الأول للمسلمين ...واتصور بأن هناك فرق كبير بين العبارتين .
2- أعطني واحداً من المسلمين في وقتنا الحاضر يقول بمقولة (أبن العربي ) : (قتل الحسين بسيف جده ) ..أنا أرى بأن هذه العبارة المقززة قد مضى وقتها فلماذا تجترونها كل يوم ..ونحن نتابع كل قنوات العرب والمسلمين لم نسمع ونرى واحداً منهم قال بأن قتل احسين كان صحيحاً ..بل هم يلعنون قاتليه ويتبرؤون منهم ومن فعلتهم النكراء الشنيعة بحق سبط النبي (ص)..
3- ثم أنت تتحدث عن وعاض السلاطين عند غيرنا من المسلمين والعرب ونسيت وعاض سلاطيننا الجدد من الذين ينتسبون إلى مدرسة أتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام ونسيت الذين أعطوا الشرعية للاحتلال الأمريكي لأرض علي والحسين والعباس !!
4- لقد قرأت الموضوع كله فما وجدت فيه شيئاً جديداً يعطي صورة ناصعة عن علوم آل البيت وسلوكهم العملي الذي يريدوننا أن نتبعهم فيه ..
5- ان حب آل محمد عليهم السلام ليس كلمات نسطرها أو صرخات نهتف بها يومياً ..ولكن بقدر مانكون قريبون من الله تعالى فنحن بالنتيجة قريبون منهم عليهم السلام ،وبقدر مانكون بعيدون عن الله فنحن بعيدون عنهم ، قال الأمام الباقر عليه السلام :[ من كان مطيعاً لله فهو لنا ولي ، ومن كان الله عاصياً فهو لنا عدو ،ولاتنال ولايتنا إلا بالعمل والورع ]، فيجب أن نكون من الذين يتورعون عما حرم الله ، وهذه أمور لابد أن نفهمها واقعياً وإيمانياً .. اواخيراً أرجو منك أن لاتتسرع وتعتقد بأني (وهابي ) أو سني أو أموي أو ماشاكل ذلك من مسلسل الأتهامات الذي يطول على كل من يصدح بالحق ..ويقول الحقيقة ...وشكراً




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net