محكوم بالإعدام..! 
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  اللقاء برجل حكم عليه بالإعدام، يأخذنا الى عوالم عديدة، وأسئلة تتشظى على أجنحة القلق، وخاصة عندما تكون الجهة التي أصدرت حكم الإعدام هي جهة وهابية، لا تؤمن بالفكر المغلق، سألت الأستاذ الشيخ عبد الله بن علي الخنيزي: ما السبب الذي جعلهم يصدرون حكم الإعدام فيك؟ 

أجابني: حُكم عليّ بالإعدام؛ لأني أنجزت كتاباً عن مؤمن قريش أبي طالب (سلام الله عليه) فحكم عليه قضاة الشرع الوهابية بالإعدام، لكن نجتني يد النصرة الإسلامية من علماء وزعماء، رفعوا الشكوى التي أنقذتني من الإعدام, حكموا عليّ بالإعدام؛ لأني أثبت بكتابي بالبراهين الساطعة ايمان سيدي أبي طالب (عليه السلام). 
صدى الروضتين: وهل انت اول من كتب في هذا الموضوع ليتفاجؤوا؟ 
الشيخ: لا.. كثيرون قبلي كتبوا عن هذا الموضوع. 
هناك كتاب في (اثبات اسلام أبي طالب) لمحمد بن معين بن محمد أمين طالب، وهذا الرجل حنفي المذهب، وهناك كتاب لمفتي الشافعية العلامة احمد زيني دحلان بعنوان (أسمى المطالب في نجاة ابي طالب) وكتاب (بغية الطالب) للعلامة محمد بن رسول البرزنجي، وكتاب (ايمان أبي طالب) لأحمد بن قاسم، و(إيمان ابي طالب) كتاب آخر لأبي علي احمد، وكتاب الشيخ ابن طرخان الجرجرائي، والكثير من الكتب الأخرى وعشرات المصادر. 
صدى الروضتين: هل كانت الردود بمستوى الطعون الموجهة لإيمان أبي طالب؟ 
الشيخ: لم تكن الطعون مبنية على حقائق، بل هي مستهلكة ومكررة، هي منذ الجيل الرسالي الأولى، ولا أدري كيف يكفرون رجلاً يقول: (فأيّده رب العباد بنصره، وأظهر ديننا حقاً غير باطل)، أليس هذا اعترافاً صريحاً بالتوحيد، واعترافاً بنبوة النبي (ص). 
صدى الروضتين: هناك أدلة النصرة كثيرة، وأدلة ايمان ابي طالب كثيرة، لكنها على ما يبدو لا تنفع معهم الأدلة؟ 
الشيخ الخنيزي: نحن لدينا قناعتنا ولا يهمنا سواها، الدفاع عن النبي (ص) هو نصر حقيقي نابع من صدقه في الولاية, جبرائيل ينزل على رسول الله يقول له: اخرج عن مكة فقد مات ناصرك, لديّ سؤال يجعلني أرتاب من عقلية كل ناكر لإيمان أبي طالب: أي عقل هذا الذي يقول: إن النبي طلب منه الايمان فلجلج امره بفداء نفسه، فامتنع، لكنه مقابل هذا التضاد والابتعاد، قدم نفسه للفداء واسلم..؟! 
النبي يوصي علياً قبل وفاته: امضِ يا علي، تولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، ووقف النبي (ص) وقال: وصلت الرحمة، وجزيت جزاء، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، وآزرت ونصرت, فهل يمكن ان يكون من ربى رسول الله وآزره وناصره كافراً، والنبي (ص) يقول: أما والله لأشفعنَّ لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين.

الموضوع السابق تاريخ الصحافة في كربلاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat