صفحة الكاتب : عباس العزاوي

العرب قادمون .. يافرحتي
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ فترة  وحبيبتنا بغداد تتهيأ  وتتزين  باحلى الثياب الفاخرة والثمينة رغم الحزن  الذي يعتصر قلبها على ابنائها الذين تناثرت اشلائهم في فضائها والتصقت  اوصالهم بجدران ابنيتها , واختلطت لحومهم بتراب ارصفتها , تستعد هذه القديسة الطاهرة , لاستقبال اعتى والعن من انجبت المنطقة من القادة العرب ,من ارهابيين وداعمين للارهاب ومتآمرين ارجاس , فهي تعرفهم جيداً ,ولم تنس بعد رُسُلهم الذين وصلوا اليها ومازالوا يتوافدون تحت جنح الظلام البعثي , ومازال صدى اصوات هداياهم  وهباتهم المتفجرة في احضان اطفالها وابنائها , تطحن قلوب الايتام والارامل بالحسرة والالم كلما بزغت شمس صباح كئيب واحبتهم يلتحفون التراب.
تتأهب هذه العاصمة  ـ الرمز ـ بحفاوة وشوق متصنع لأستقبال وفود العرب الاشاوس!!… وفود الدول الارهابية والدكتاتورية , وفود امارات وممالك طائفية لاتهش ولاتنش في عالم السياسة العالمية!!! وفود لاتحسن الا ترديد رسائل البيت الابيض والكنيست الاسرائيلي بشأن قضايا الشرق الاوسط , العرب قادمون .... يافرحتي , ويافرحة الارامل والايتام  بهذا الحدث العظيم!!.
ماذا سيفعل العرب لنا ؟ بل ماذا فعلوا من قبل في كل قممهم السابقة , ومسيرتهم منذ تشكيل الجامعة العربية وتوقيع ميثاقها في آذار سنة 1945 حبلى بالهزائم والانبطاحات والمواقف المخزية , قممهم لم تجنب العراق الخراب ولم تدين الدكتاتور المقبور عندما كان يفتك بالعراقيين وهو يقودهم من حرب طاحنة الى اخرى , الا في قضية اجتياح الكويت كان موقفهم واضح! وعادوا الى الصمت المخزي من جديد عندما انتفض الشعب العراقي , ولم تسعف الجامعة المزعومة الفلسطينيين اصحاب القضية المركزية في العالم العربي والاسلامي باي قرار مهم او ايِّ مبادرة تعيدهم حتى لحدود 1967.
انا اعترف بان العرب اتفقوا مرتين فقط ,, اتفقوا ضد العراق وشعبه بعد سقوط الصنم  وشنوا عليه حرب المفخخات " الجهادية المقدسة ", واتفقوا ايضا على تنفيذ الحصار الظالم بحقه وبحرص شديد ,اكثر من الامريكان انفسهم ! ... نعم هم يتفقون عندما يتعلق الامر بالخراب , وهاهم يتجمعون مرة اخرى كقطعان الذئاب المتوحشة , لاشعال فتيل حرب طائفية في سوريا كما ساهموا من قبل في تأجيجها في العراق لولا رعاية الله وحكمة العراقيين الشرفاء وعلى راسهم المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني.
يقولون عاد العراق للحضيرة العربية!! ومتى خرج العراق من هذه الحضيرة اللعينة وكيف ؟ ومن ادار ظهره لنا ؟ ومن امتنع عن استقبال قادتنا الكبار باستثناء بعض المتملقين والمتزلفين , ومن منع السفراء العرب من القدوم لبغداد حتى يومنا هذا ؟ حتى لو كان على مستوى سفير غير مقيم !!كما تفضلت مشكورة دولة أل سعود الوهابية مؤخراً , هم اداروا ظهورهم ومؤخراتهم القذرة  للعراق, واطلقوا الريح الطائفية النتنة , ومارافقها من تدخلات سافرة ووقحة في الشؤون الداخلية! والعراق كان بامس الحاجة للدعم الاقليمي لاسيما فيما يتعلق بالوضع الامني وغلق الحدود  والتعاون المشترك ضد الارهاب القاعدي , والعمل على ايجاد سُبل سلمية تطبب الجرح العراقي الغائر وتُعيد عافية العراق بعد الحروب البعثية الطويلة وختامها الاحتلال الامريكي ـ المخلص ـ  للبلاد.
 ألم يكن هناك فرصة حقيقية للجميع  لرأب الصدع الذي احدثه البعث الفاشي مع دول الجوار؟ أليس من البديهي عودة العرب الى العراق وليس العكس بمجرد سقوط من كان السبب الرئيسي بتلك القطيعة ؟ لكن الغريب والعجيب في الامر ان اغلب الدول المتضررة من صدام وسياساته الهوجاء تحولت بقدرة  شيطان رجيم ـ الف بين قلوبهم المتنافرة ـ  الى اصدقاء حميمين الى البعث وايتامه, وبدل دعم العراق الجديد الذي يتطلع لفضاء خالي من سموم البعث  ومغامراته واكثر امناً وحرية ,راحت هذه الدول المجاورة  تساهم بدعم ومساندة الارهاب ورفده بكل مقومات بقاءه وديمومته ليظل العراق محترقاً يئن تحت وطأة الموت والخراب,  فعراق ضعيف تحت قيادة بعثية مجنونة ومقيدة من الامريكان , افضل لديهم من عراق  حر ديمقراطي مسالم ـ تحكمه الشيعة ـ  يبحث عن الوئام والسلام مع شعوب المنطقة !!. ألم يكن الاجدر بالجامعة العربية ؟  مساندة ودعم العراق ـ وهو من اهم الاعضاء المؤسسين لها ـ في محنته منذ البداية وهو يتلقى الضربات الارهابية الجبانة.
لجدول اعمال القمة في بغداد عشرة بنود حسبما جاء بتصريح احمد بن حلي  ذكر منها ستة  بنود واربعة احتفظ بها كمفاجأت عربية  ماصخة سوف لاتخرج  عن حدود اشكالات العملية السياسية في العراق!!  اما ماكشف عنه بن حلي فكان ,احداث سوريا , القضية الفلسطينية , الصراع العربي الاسرائيلي , مكافحة الارهاب , الوضع في اليمن , واخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ,وهذا يعني بان دول الارهاب ستناقش معنا  القضاء على الارهاب وتعالج الاحداث الارهابية العرعورية المدعوم من قبلهم  في سوريا دون حضور رسمي من حكومة سوريا, وغير وارد  فيها طرح قضية البحرين والارهاب الحكومي هناك ..لانها قضية طائفية قرضاوياً لايجوز الخوض فيها!! ولا تتناول الاحداث في الاحساء والقطيف طبعاً.. لانها فتنة وقى الله السعودية شرها!!!  والدول التي ستناقش قضية الصراع العربي ـ المفترض ـ مع اسرائيل.. لديها علاقات ومعاهدات سلام  ولديها سفارات اسرائيلية !! وسلام مربع … للصراع العربي ـ الاسرائيلي.  اما اهم ماسيُناقش في القمة, سيطرحه ممثلين اسرائيل من حكام الخليج. الاوهي  اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل .. بس اكيد مايقصدون سلاح ايران النووي !! ربما سلاح القات اليمني المدمر لخلايا المخ او سلاح قراصنة الصومال ...وعليه تم استدعاء  شريف شيخ احمد رئيس الصومال الشقيق للقمة.
لماذا علينا أذن ان نصافح الارهابيين والسماسرة  وقواد المنطقة ؟ لماذا يجب ان نكون متسامحين مع الاخر ؟ المتعجرف الحاقد ,الطائفي السقيم , المتآمر الرخيص.. ربيب الصهيونية وخادمها , لماذا  حظنا التعيس يمنحنا فرصة سحب البساط من تحت اقدام حمد  الديموأرهابي المنتفخ وزمرته ؟  في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة لصفعه بدل استقباله في بغداد.. بغداد التي حولها  ارهابهم الطائفي الحاقد الى خراب.. بغداد التي تلفعت بالسواد والموت والدمار منذ سقوط النظام البعثي بفضل مخططاتهم القذرة.

 لنتابع ماذا سيقدم هذه الحشد السياسي الكبير؟…وهل ستخرج هذه القمة عن كونها تظاهرة اعلامية صاخبة او واجهة سياسية شكلية لاقيمة لها على ارض الواقع..؟
الاسد الجريح يلجأ لحضيرة الخنازير مرغماً كي يستريح.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25



كتابة تعليق لموضوع : العرب قادمون .. يافرحتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net