صفحة الكاتب : حسن الخفاجي

حكومة أم راسين
حسن الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من الموروث الشعبي سمعنا:(يا حية يا أم راسين طبي بجدرهم) , وفي مواقع اليوتيوب شاهدنا أفاعي تحمل راسين , لكننا لم نسمع عن حكومة بعدة رؤوس  إلا في العراق !!.
المثل العراقي الشعبي يقول:(سفينة التكثر  ملاليحهه تغركَ).
ما الحل ؟ .
وددت تخصيص هذا المقال عن معاناة الأطباء والمرضى , لكن رسالة الطبيبة الشابة العاملة في مستشفى للولادة في بغداد سحبتني إلى موضوع آخر . شكت الطبيبة من كثرة الولادات المشوهة في عموم القطر , وعزتها إلى التلوث البيئي  الناجم عن تراكم مخلفات الحروب. وجدت في الرسالة مدخلا إلى الوضع السياسي العراقي .أيقنت ان نظام المحاصصة المصاب بيورانيوم الطائفية والتشرذم أنجب لنا حكومة  مصابة بالتشوه المحصصاتي  ولها رؤوس عدة من خارجها , ربما يكون هذا من جملة الأسباب , التي لم تدعها تنجز مشروعا عملاقا يحلم بتحقيقه الفقراء , أو تحل أزمة .
مصير اغلب الولادات المشوه أما ان تولد ميتة , أو تموت لاحقا , هذا ما أثبتته الأزمات المتكررة التي مرت بها  العملية السياسية .
البديل الجاهز:هو بديل واقعي تعمل على أساسه كل الديمقراطيات  في العالم وهو حكومة أكثرية برلمانية , حتى نتخلص من حكومة مكبلة, في الظاهر لا معارضين لها لان كل الأطراف ممثلة فيها , وفي الباطن كل الأطراف تتآمر عليها وتحاول إفشالها أو إسقاطها .هذا ما شاهدناه ولمسناه بعد كل أزمة , يكون الشعب أول الضحايا وتكون الحكومة هي الضحية الأخرى .
قبل فترة قاطع  اغلب وزراء القائمة العراقية اجتماعات مجلس الوزراء لفترة تعطل فيها عمل بعض الوزارات , ثم عادوا لاحقا وكأنهم يعيدوا حكاية المثل: (ليلى رجعت لعيالها وطير السعد يبرالها) بعد فترة قاطع  الوزراء الأكراد جلسات مجلس الوزراء التي عقدت في كركوك والموصل. نائب رئيس الحكومة صالح المطلك يصف رئيس الحكومة بالدكتاتور, والشعب دائما هو من دفع ويدفع الثمن.
إذا تشكلت حكومة أكثرية برلمانية فسيكون هنالك حكومة ومعارضة, وسنسمع عن حكومة ظل برلمانية , بذلك نكون قد عملنا وفق السياق الصحيح المعمول فيه ديمقراطيا, وتكون الأرضية مهيأة  لوجود رقابة برلمانية قوية ترصد عمل الحكومة وتحاسبها على الأخطاء والعثرات والتجاوزات, بذلك يضمن الشعب رقابة الحكومة , وتنتهي الأزمات الكبرى التي تعصف بالعراقيين.ستنهي حكومة الأكثرية الصراعات  المميتة من اجل الكراسي والنفوذ , بعدما تموت حكومة المحاصصة المريضة, ويصبح الجو مهيئا لمن يشعرون بصعوبة العمل مع رئيس وزراء وصفوه بالدكتاتور بالعمل بعيدا عنه في صفوف المعارضة البرلمانية , إذا امتلكوا العدد اللازم يتهيئون لإطاحته بإجراءات برلمانية دستورية تحت قبة البرلمان .
من سيسهم بدفن حكومة المحاصصة أو يشيعها إلى مثواها الأخير,سيكسب عن العراقيين أجرا وثوابا ,وسيؤسس لمرحلة جديدة سليمة في العمل الديمقراطي , وسيكسب رضا جمهوره الانتخابي, سواء كان من المشاركين  في الحكومة أو من معارضيها ..
بعد الانشقاقات التي سمعنا عنها في بعض الكتل , و بروز اصطفافات جديدة على أساس وطني لا على أساس طائفي أو قومي,  بعد بروز هذه والاصطفافات , أصبح الجو السياسي مهيئا أكثر لتشكيل الحكومة التي حلم ويحلم بها اغلب العراقيين . من يحظى  بشرف العمل كمعارض سيصبح بإمكانه العمل بشكل جديد  وجيد كعين للشعب, وبإمكانه حشد أنصاره للفوز في الانتخابات القادمة ..
لمن يشكو الم المخاضات نقول:(ليس ثمة شجرة لم تهزها الريح)
 
(لا تنمو الأشجار المثمرة فوق فوهات البراكين)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/11



كتابة تعليق لموضوع : حكومة أم راسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net