صفحة الكاتب : حسين فرحان

الغديرية في زمن ما..
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تكن زيارة الغدير -وإن كانت ذات طابع بهجة وسرور- لتختلف كثيرا عن تلك الزيارات التي يؤديها شيعة العراق في زمن طغاة البعث كالأربعينية وعاشوراء والرجبية تلك الزيارات التي تحمل طابع الحزن والأسى وما يرافقها من تعظيم لشعائرها..

فقد نال الغديرية وزوارها ما نالها من بطش العفالقة وأوباش السلطة، سعيا منهم في الانفراد ببيعة واحدة ليزيد زمانه وطاغية عصره، حين كانت تؤخذ من العراق عنوة تحت وطأة التخويف والإرهاب والتدليس وتمرير ما يمكن من الأكاذيب الموجهة للحضن العربي بعد إيهامه بأن المبايع له هو حامي بوابة الشرق والقائد الضرورة ومحبوب الملايين التي تقطن بين المحيط والخليج.. 

لم يكن شيعة العراق -كعادتهم- يؤمنون ببيعة أخرى سوى تلك التي اكتمل بها الدين فلم يغادروا الغديرية ولم يغدروا بها.. 
كانت القوافل تجتمع عند صاحب القبة السامية.. تحيط بالمرقد الشريف.. تقف على مشارف بحر النجف على التلال وبين الأزقة تؤدي بيعتها بهدوء وسكينة.. تجهر بها حين لا يكون بينها أبالسة البعث وتخفت حين يأتون.. كانت الشمس حين الحر تلفح وجوههم ونقع الغبار كأنه الذر عند بدء الخليقة يرتفع الى السماء يردد العهد معهم..
حتى المؤاخاة.. لم تكن لتتلى بأمان في أماكن قد تحضرها شياطين العفالقة.. فكانت تؤدى في السيارات المكتظة بتلك الأنفس الموالية المحبة: 
(واخيتك في الله، وصافيتك في الله..)، وعند كل زيارة كان هناك من يشاطرك مقعد السيارة فيردد معك كلمات هذه المؤاخاة.. بعضهم مضى الى جوار ربه وبعضهم ما يزال ينعم بالخدمة الحسينية والزيارات التي أنعم الله تعالى بها على شيعة العراق - كمكسب وحيد- بعد فراق طويل.. 
الغديرية كمناسبة، وعيد، وزيارة، ما هي الا عهد معهود ذاقت تلك الأجيال طعم حلاوته وهي تتحدى لتبايع أمير المؤمنين علي ولا أحد غيره، في زمن أراد غيره أن تكون البيعة له وحده فكان الجحر مصيره.
كل عام وأنتم بخير يازوار علي في زمن الطغاة وهنيئا لكم ذلك التحدي..
اللهم ثبتنا على الولاية الحيدرية وأدم علينا وعلى أبنائنا نعمة التحرر من ظلم الظالمين في كل حين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الغديرية في زمن ما..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net