صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

مهدينا خط أحمر
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أتحدَّى الكويتب المتواضع صباح عطوان أن يكتب عملاً درامياً اسم المجرم فيه صدام،أو معاوية، وامهما في العمل اسمها عشتار أو دجلة، كما كتب "عالم الست وهيبة" والمجرم فيه مهدي أبو صالح، والأم زمزم، أعذب ماءٍ وأقدسه على وجه الأرض. هبك تطلب الإمام علياً - عليه السلام - ثأراً لأنه قتل أصحابك من الناكثين والمارقين والقاسطين، فهل تطلب زمزم ثأراً وكانت تسقي الحجيج في الجاهلية التي تحنُّ إليها وفي الإسلام؟
ولكنَّه لن يكتبَ ولن يجرؤَ على ذلك، يعلم أن القيامتين ستقومان عليه، قيامة الوطنيين: كيف تسيء لرمزٍ وطنيٍّ كجرذ العوجة، أو صنمٍ سومريٍّ كآلهة الحبِّ والجمال عشتار؟ 
ولقامت قيامة الطرف الآخر: كيف تسيء لرمزٍ دينيٍّ هو كاتب الوحي وخال المؤمنين؟ 
ولا عجب ممن جاور مقبرة الحسن البِصريِّ أن يرتضع من جواره خبث النَّفس، ورين القلب، وزيغ النظر، وأحاشي الأطايب منهم. 
وصباح عطوان – على حدِّ زعمهم – كتب ألف عملٍ دراميٍّ، ولكن الناجح منها قليلٌ جداً بالقياس إلى هذا الكمّ الهائل من الذي كتب، وهذا يدلُّك على أنَّه كاتبٌ فاشل، وليس أدلّ على هذا الفشل من انعدام المنافسة معه في العراق؛ فهو الكاتب الأول في بلدٍ ليس فيه إلَّا كاتبٌ واحد. 
والبرهان على ذلك أن وزارة الثقافة والإعلام العراقية في وقتها جاءت بالكاتب أسامة أنور عكاشة مؤلّف "ليالي الحلمية" ليكتب عملاً درامياً على غرار هذه الليالي يتحدَّث عن العراق من عهد فيصل الأول إلى عهد جرذ العوجة، ولو كان في صباٍ هذا من خير لما رماه الطير. 
واعتبرها صباح عطوان إهانةً له، ولكن لم ينبس ببنت شفة، وأكل تبن الصمت ممزوجاً بدموع الخنوع، ووعد أن يكتب "ليالي الشواكة" على غرار "ليالي الحلمية" ولكن شممنا رائحة الخمر النتنة ولم نرَ الإبريق النَّجس. 
ولو أن هناك إنصافاً في المعيار الفنّي لكان "أحمد قبَّاني" مؤلّف مسلسل الجرح أولى من هذا وأمثاله باعتلاء منصَّة كتابة العمل الدرامي، فهو أوسع افقاً وأرهف شعوراً بمعاناة أبطال مسلسله، وأكثر توفيقاً في رسم شخصياته ورصد تناقضاتها وانفعالاتها وحالاتها النَّفسية التي تبيّن مكامن الضعف والقوة في النَّفس البشرية. 
صباح عطوان كاتب السلطة، كما أن عبد الرزاق عبد الواحد ورعد بندر وغيرهما شعراؤها، كلاهما باع قلمه للطاغية، وقلم الكاتب شرفه، والكاتب الذي يبيع كلمته، والشاعر الذي يبيع قافيته كالجندي الذي يُسلّم سلاحه فلا يُدافع عن ثغر بلده، والديوث الذي يبيع عرضه فلا ينافح عن شرف زوجته. 
على وزارة الوقف الشيعي أن تقيم دعوى قضائيَّة على الكاتب والقناة المشؤومة التي عرضت هذا المسلسل. 
وعلى المواكب الحسينيَّة تنظيم وقفةٍ احتجاجيَّة بعد أخذ الموافقات الرسمية تنديداً بالتجاوز على مقدَّساتها الدينيَّة وناموس غيرتها. 
وعلى المؤمنين جميعاً مقاطعة هذا المسلسل والترقي بعمل تكتلاتٍ ومجاميع تبلّغ عن صفحة الكاتب والقناة وتهكيرهما من على وسائل التواصل الاجتماعيّ. 
لقد دفعت الغيرة والحماسة الجمهور الرياضي لإغلاق حساب الحكم الإيراني الذي تحيَّز ضد منتخب العراق في مباراته مع الأردن، فهل يكون المؤمنون أقلَّ غيرةً من هذا الجمهور فلا يغلق حساب المرتزقة القذرين؟ 
الجواب لهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/15



كتابة تعليق لموضوع : مهدينا خط أحمر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net