(دلالات زواج النورين) ماذا يعني لنا يوم زواج علي وفاطمة
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      إنَّ الاحتفاء بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة فيها دلالات متعددة، ويمكن بيان الآتي منها بإيجاز:
١- مقام ومنزلة اقتران سادة الخلق، حيث سيد الوصيين وسيدة نساء العالمين، فيكون من آثارهما سيدا شباب أهل الجنة، وتتجلى في ذلك عظمة أهل هذا البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وتجلِّي مفهوم (الكفؤ) الوارد في زواجهما صلوات الله عليهما.
٢- مقام التزويج في الإسلام على وفق الأسس الصحيحة القائمة على الاختيار الصالح، حيث ((وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ))، وفي ذلك رسالة إصلاحية مجتمعية في بناء الأسرة، وتهيئة الشباب الطيِّب من الجنسين بالدين والأخلاق؛ ليكونا على استعداد للذرية الطيبة، حيث ((وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ))، والمجتمع بحاجة إلى هذا النبات الطيِّب.
٣- أهمية دور الأبوين في تربية أبنائهم تربية صالحة من جهة، وتهيئتهم لهذه الحياة الجديدة، بل تهيئتهن لهذا البناء الإنساني، وهذا لا يكون إلا بعد جدٍّ وجهادٍ أُسَريٍّ في التربية، وعدم الاغترار بمجرد بلوغهما عمرًا معيَّنًا والإسراع في تزويجهما، أو الاعتماد على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية أو العشائرية في الزواج، من دون الأسس الصحيحة.
٤- أهمية الرجوع إلى تعاليم الشريعة الإسلامية المقدسة في بناء الشخصية والأسرة والمجتمع، وتأسيس المشاريع الإنسانية على وفقها، ويعدُّ الزواج من ذلك البناء، والذي يجب أنْ يكون قائمًا على أساسين مهمين وهما👈🏻 (المودة والرحمة)، إذ قال تعالى: ((وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))، فهذه الآية الإلهية يجب أنْ تنال اعتناءً كبيرًا؛ لتظهر آثارها الكريمة، فالزواج القائم على هذه المعاني السامية إنما هو آية عظيمة، وليس القائم على اعتبارات أخرى.
٥- إنَّ هذه المناسبة العظيمة لزواج النورين هي دعوة علوية فاطمية إلى المجتمع الذي ينتمي إليهما أنْ يبلغ إلى المسؤولية الملقاة عليه في حفظ الشباب من الانحراف والانزلاق، وما يدعو إليه أعداء الإسلام من الانحلال الأخلاقي، وجعل المرأة سلعة مبتذلة عند الرجال، بلا رقيب أو حسيب بدعوى الحرية الشخصية الكاذبة، وهذا لا يكون إلا من خلال إعداد برامج مختلفة؛ لأجل حفظهم من جهة، وتسهيل أمور الزواج الناجح ثانية، ومواجهة تلك الموجة المفسدة ثالثة.
 أخيرًا☘️ ..
 إنَّ هذا اليوم هو من دواعي سرور المجتمع المسلم حيث يحتفي ببناء أعظم أسرة في الإسلام، كان لها السبق في تطبيق أسس الحياة الزوجية، وبناء ذلك البيت الطاهر الذي جمع هذين النورين (علي وفاطمة)، والذي كان وسيبقى أسوة وقدوة لكل بيت يبتغي سعادته. 🌷
اللهم حصِّن شبابنا بالدين والأخلاق، واحفظهم لبناء مجتمع صالح، تسوده المبادئ والقيم 🪴 

السبت ✍🏻📖
١ ذو الحجة الحرام ١٤٤٥هج 
٨ حزيران ٢٠٢٤م

الموضوع السابق الامام الجواد (ع) واغتياله على يد المعتصم بقلم الشيخ باقر شريف القرشي (رحمه الله)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat