الطف الجديد ـــ سماحة الشيخ علي الغروي ـــ شاهدا وشهيد
تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كل الأديان والمذاهب تحتفي بعلمائها الأكابر، ونحن أولى برعاية تأريخ مبدعينا العلماء والبحث في إرثهم الفكري، من أجل إعادة سطوة الشعور الروحاني، الهدف من متابعتي لتاريخ العلماء ليس سرد سيرهم الذاتية، وإنما إلى عمق إنسانيتهم مصداقية أعمالهم وجهادهم الفكري ومعاناتهم العلمية.
أولا... صعوبة الحصول على مرجعيات المرتكز البحثي في زمانهم،
ثانيا... لو لاحظنا أعمارهم الكبيرة، كلما زاد عمر العالم زاد جهدا بين القراءة والتأليف
ثالثا... اشغال حياتهم كلها من الطفولة إلى الرمق الأخير في العلم وعدم ترك ساعة فراغ او ترويح عن النفس، الشيخ الميرزا علي الغروي ولد في مدينة تبريز.
رابعا... أغلب أولئك العلماء هم من الطبقة الفقيرة، منهم أيتام مثل الشيخ الغروي قدس سره، فقد أباه وهو في عمر الطفولة، مما كتب عنه ابنه الشيخ محمد تقي الغروي أن والده الشيخ علي الغروي، طاف عليه النبي صلى الله عليه وآله في رؤيا سقاه كأس ماءٍ، وذلك قبل توجهه إلى طلب العلم وكان صغيرا، بعد أن سلك مسلك العلم وتقدم فيه فهم مقصود الرؤيا وأن المقصود بالكاس هو العلم
أكمل دراسة السطوح العالية في قم درس عند السيد أحمد الخونساري (قدس سره) وبعد ذلك حضر أبحاث الخارج عند السيد البروجردي وسماحة السيد آية الله العظمى، السيد محمد الحجة الكوهكمري، ثم إلى النجف ودرس تحت عمالقة العلم الشيخ حسين الحلي والشيخ المرزا محمد باقر الزنجاني، والسيد الخوئي (قدس سره).
يعود السؤال ثانية:
ـ لماذا نكتب سرديات السير الذاتية لمثل هؤلاء العلماء.
ـ إذا أخذنا بنظر الاعتبار ما يمر به العالم العربي من أزمة أخلاقية تماثل الأزمات النفسية مثل الإحساس بالضياع، فنحن بحاجة إلى استحضار هذه الرموز من أجل إعادة الثقة بالأمة، وأمثال الشيخ الغروي مثل حي يتنفس فينا.
فهو يعلمنا أن وجوب الاجتهاد والتقليد عقلي ومعنى أن العقل يدرك ارتكاب المحرم وترك الواجب يستحق العقاب ولا مناص لدى العقل من تحصيل ما هو المؤتمن من العقاب، لا يتمكن المكلف العمل إلا بما اعتمر فيه من القيود والشروط
كتب العلامة السيد الضياء الخباز (وجدت بحثه الشريف عامرا بالحضور ولعله كان أكثر الأبحاث التي رأيتها هناك حضورا وطلابا، خيل إليَّ أنه يتصرف في عقول الحاضرين كما يشاء، يقول المحقق الخوئي قدس سره، عن الشيخ الغروي مقدرة علمية وكفاءة فكرية وقد بلغ بحمد الله الدرجة العالية في الفقه والأصول والتفسير، يقول السيد عبد الرزاق المقرم، ذكاء وقاد وفطنة مصيبة وحافظة قوية، وقال الحجة السيد محمد حسين الجلالي، كان الشيخ الغروي من أبرز تلاميذ السيد الخوئي قدس سره، وكان سماحة السيد مصطفى الخميني يأتي الميرزا في بيته يسأله في مباني السيد الخوئي في كتاب التنقيح، كتب سماحة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله) لقد توج شيخنا العزيز أعماله وجهوده وسيرته العلمية بالعطاء والعمل بالشهادة، وقتل مظلوما، حيث مزق جسده الشريف رصاص الغدر والخيانة.
في ليلة 25 صفر سنة 1998 كان المرجع الشيخ الغروي عائدا من زيارة الحسين عليه السلام، إلى النجف الأشرف وأثناء خروجه من كربلاء لاحقته عدد من سيارات الأمن وقرب حقول الدواجن، أمطرت سيارة الشيخ الغروي بنيران كثيفة أستشهد خلالها المرجع وقد أصيب في رأسه ووجهه وصدره وقطعت يده اليسرى على أثر كثافة الرصاص، ومعه زوج ابنته الشيخ علي الفقيه لبناني وسائق سيارته (فرج الميالي) والمشرف على خدمته إبراهيم البرمكي، واستشهدوا جميعهم.
أحد الناس سأل الشيخ يوما:
ـ شيخنا عمامتك كبيرة؟ رد الشيخ قائلا:
ـ هذا كفني على راسي، وللأسف كان الرمي كثيرا لم يبق من العمامة شيئا ليكفن بها، رحم الله المرجع الديني الأعلى سماحة الشيخ علي الغروي. الفاتحة..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat