صراع الحق والباطل اختبار الإلهي.. الحرب الصهيونية على غزة وجنوب لبنان انموذجا..!
سجاد العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سجاد العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الصراع بين الحق والباطل قديم، ويعود أصله منذ خلق الله آدم (عليه السلام) وأمر جميع خلقه بالسجود له عندها شذ إبليس اللعين وعصا أمر الإله بالسجود إلى آدم ليعلن نشوب هذا الصراع، وسيبقى هذا الصراع حتى يرث الأرض قائد المستضعفين (الأمام المهدي عج) ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [ القصص: 5] فيكون انتصار الحق على الباطل نهائيا وحاسما، ولكن ثمة اختبارات الإلهية دقيقة يمر بها البشر خلال هذا الصراع لكي يتميز أهل الخير عن أهل الشر، ويكون جزاء لهم عن هذه الاختبارات الجنة أو النار والحرب الصهيونية الظالمة الجارية الآن هي إحدى مصاديق هذا الاختبار الإلهي.
يشتد هذا الصراع وتتصاعد الوتيرة بين الحق والباطل، فيغلب الحق مرة والباطل أخرى، وقد ينتصر الحق بكسب الميدان وأحرز النصر، وقد يتاح للباطل أن يحاوط الحق ويصيب منه مقتلاً، وهكذا هي جولات الحرب بين الحق والباطل، تدور رحاها حسب المشيئة والسنة الإلهية في الخلق، واليوم الصراع يتمثل بين الحق (محور المقاومة الشرفاء) والباطل (التحالف الصهيوني) فلا يخيفنكم الظلم والجور الذي ينتهجه هذا التحالف الباطل، ولا تذهبن بكم المذاهب للركون لما يبتغيه أهل الباطل من الخوف والشتات والتفرقة وترك أهل الإيمان وحدهم بالساحة، فنكون عندها تركنا نصرة الحق وأهله وفشلنا في الاختبار الإلهي ونستحق عندها جزاء النار.
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾[ البقرة: 214] يخبر (تبارك وتعالى) أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة كما فعل بمن قبلهم، فهي سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل، واليوم قد تكالب الأعداء على الإسلام وأهل الإسلام، وبلغ الأعداء من الظلم والجور والطغيان والقتل والتشريد مبلغا، حتى ملأت الأرض ظلما وجورا، وبدأ العدو ببث الرعب والخوف لكي يشعر المسلمون باليأس والإحباط والضعف وبالتالي الاستسلام، فعلينا أن نكون على وعي وبصيرة، فلا يكون النصر إلا من بعد الشدائد والمصاعب والابتلاءات والتضحيات، فلا داعي الشعور باليأس والاحباط مادام الله الحامي والمدافع عن الحق واهله، وقد يتبين في بعض الاحيان أن الباطل يكاد أن يكسب ويغلب ، فإنه لن يتاح له (وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمـٰـتِه) فصبروا وصابروا إلا أن نصر الله قريب.
الصراع بين الحق والباطل إنما هو حكمة الإلهية، وامتحان شاءت الإرادة الإلهية يؤديه أنصار الحق المدافعين عنه، كذلك الباطل وأنصاره الذين سقطوا في الاختبار الإلهي أن يؤدوا دور الظلم والجور، وبذلك يميز بين الحق والباطل، وتختبر البشرية بذلك في الحياة الدنيا، ويكون الجزاء والحساب في الآخرة، الحرب الصهيونية اليوم هي اختبار الإلهي يمر به الجميع، فينجح به من ينصر الحق وأهله من المقاومين، ويخيب ويخسر من ينصر الباطل (التحالف الصهيوني) أو يقف موقف الحياد منه، فعلينا ان لا نغتر بهذه الدنيا الفانية، ونترك الحق ونخسر الاختبار ونستحق العقاب، فنستطيع أن ندرك الاختبار بنصرة ومساندة الحق ومحاربة الباطل واهله ولو بكلمة.
﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [ الأنبياء: 105] النصر الإلهي قادم لا محال وتذكروا أي نصر أنتم موعودون به على يد القائم من ال محمد (روحي وارواح العالمين له الفداء) عند ظهوره المبارك يقضي على الظلم والجور وينشر القسط والعدل في جميع أنحاء الأرض، عندها ينتصر الحق على الباطل نصرا حاسما ويفرح المؤمنون الصابرن ويخيب الكافرون، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): [هُوَ الْمَهْدِيُ الَّذِي يَمْلَأُ الأرض عَدْلاً وقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وظُلْماً] (الغيبة للنعماني) نحن قريبون من ذلك الاستحقاق الإلهي، فينبغي أن نكون على قدر من المسؤولية والاستعداد والتهيؤ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat