هيئة الاجتثاث في طريقها الى الاجتثاث
عباس العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عباس العزاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اختلف الكثيرين من الساسة سوى من يدّعي حمل اعباء الفقراء والمحرومين وعوائل الشهداء او من يحارب طواحين الهواء من اجل الوطن او من يفجر الناس بغية الوصول للسلطة ومن يهدد بحرق بغداد ان لم يحصل على حقه التزويري في تشكيل الحكومة , كل هؤلاء اختلفوا في المالكي ومعه لمدة ثمانية اشهر واوقفوا العراق على ساق واحدة في خضم الفوضى العارمة وتعطيل عمل الحكومة في جوانب كثيرة, واوشك الامن على الانفلات مرة ثانية بسبب موجة من التفجيرات الدموية التي حصدت ارواح العراقيين الابرياء... والغريب العجيب في العراق الحبيب ان الامن استتب بشكل واضح بمجرد الاتفاق مع العراقية ..... يالبركات العراقية واعضائها.... بركاتك ياشيخ علاوي......
والملفت للنظر والي هم ماعدهم نظر ان المجاميع الارهابية بدات تتساقط كقطع الدومينو وبدأ الأنحسار الواضح في منسوب المد الارهابي الدموي بُعيد انخفاض حمى الصراع السياسي أثر جرعة مصل توزيع المناصب .... هيج من قدرة الله ... ولكن السياسيين من العراقية والتحالف الكردستاني وغيرهم (باستثناء التحالف الوطني) لم يختلفوا طويلاً واتفقوا في يوم واحد بل وفي جلسة برلمانية واحدة على رفع الاجتثاث عن ثلاثة من بقايا الفاشية من اصل 499 كان قد تم أستأصالهم كورم بعثي خبيث من الجسد السياسي, وقد جاء هذا الاتفاق المشؤوم بعملية غير مسبوقة في القفز العالي على قرار المحكمة الاتحادية القاضي بابعاد هؤلاء المرشحين من الانتخابات السابقة بسبب ارتباطهم بالبعث والترويج لافكاره الاجرامية! في حين ان القرارجاء استناداً الى الوثائق الرسمية والقانونية بهذا الخصوص. فكيف تم الغائة بقرار سياسي .... لانعرف.. ربما هناك من سوف يُجيب بان قرار رفع الحظر فرضته ضرورات المرحلة في عراق اليوم.. والضرورات تبيح المحضورات!
وهاهو المطلك يمد لهم لسانه ليقول \"لن اتبرأ من حزب البعث \"لانه حسب تعبيره \" لم أكن يوم من الايام بعثياً \" (1) وردت هذه التصريحات حسب بعض المصادر العراقية استناداً الى جريدة القدس العربي الصادره يوم السبت 18.12.2010 علماً ان الصحيفة تصدر يوم السبت والاحد 18و 19 من شهر كانون الاول 2010 بعدد واحد ولم يُشر فيها الى هذا التصريح ولكن ربما هناك اطراف وراء الترويج لمثل هذه التصريحات؟؟... وان كانت هذه الشعارات والتصريحات غير مستبعدة من الرفيق صالح وتماديه المعروف بأهانة الشعب العراقي في مدح البعثيين والدفاع عنهم(2) طوال السنين الماضية , اضافة الى اتهاماته للحكومة بالتبعية لجهاز الاطلاعات الايرانية في اكثر من مناسبة(3) ولكن من جهة اخرى في مقابلة سابقة على قناة الفيحاء وفي لقاء خاص ذكر المطلك انه فُصل من حزب البعث عام 1977 بسبب دفاعة عن احد اعضاء حزب الدعوة (4) .....اي منها نصدق ياصالح الخير؟ انك كنت بعثياُ ام لم تكن ؟ فصلت بسبب دفاعك عن احد اعضاء حزب الدعوة كما تدّعي ام لاسباب اخرى؟ هذا ان صحت فرضية فصله من الحزب... لان البعث كان يطارد من لايرغب بالانضمام اليه فكيف برجل فُصل منه ؟ وعلى قضية كان الحديث فيها يوصل صاحبها واهله وأعمامه وجيرانهم الى مذابح الامن العامة, والاغرب من ذلك يُمنح بعثة دراسية الى اسكتلندا لاكمال الدكتوراه... حتى مع افتراض حصوله على البعثة قبل الفصل المزعوم على نفقة الدولة او على نفقته الخاصه ولكن ان يعود بعد ذلك ليعمل بحرية في عراق البعث والتصفيات... فهذا امر غير معقول.
فهل كنّا في عصر البعث نعيش هكذا حرية وديمقراطية تمنح الشخص حرية الانتماء للحزب الحاكم من عدمه..... سبحا ن الله.... وفي بعض المناطق لايستطيع المرء حتى دخول معهد المعلمين فضلاً عن الذهاب الى الخارج لاكمال الدراسة الا ان يكون بعثياً ولايستطيع احد السفر او حتى امتلاك جواز سفر ولم نكن نعرف لون هذه الوثيقة التي كان ضرب من الخيال مجرد فكرة امتلاكها ... ولكن المطلك يستطيع العودة للعمل بمجال اختصاصه ويكون من أوائل المنتجين للحنطة والشعير في ايام الحصار؟ هذه من الامور التي لانستطيع فهمها لاننا كنا نعيش في نفس الوطن الذي يعيش فيه المطلك ونرى تفاصيل احداثه يومياً.
اتفقت العراقية مع دولة القانون على حزمة شروط من بينها اعادة الثلاثي البعثي ... ولانعرف لماذا لم يُطالب باعادة البعثيين الاخرين المُجتثين بنفس القرار؟ربما سنعرف مستقبلاً !! واتفقت كذلك على تشكيل مايسمى بالمجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا ليتربع على عرشه السيد علاوي والذي لايُعرف لحد الان صفته القانونية ولامهمته الحقيقية... استشارية كانت ام تنفيذية ؟ ام انه مجلس اعلى يتحكم بالرئاسات الثلاث كمنصب امام الامة ( ولي الفقيه) في ايران مثلاُ او كمجلس الشيوخ الامريكي بأستثاء ان رئيسه علاوي في العراق الجديد وليس نائب رئيس البلاد كما في امريكا مع اختلافات اخرى حول صفة وعدد اعضاءه.
ويضيف احد النواب من القائمة العراقية حسب ماجاء في القدس العربي الاثنين (20.12.2010) بان \"صالح المطلك يرغب بالعمل الى جانب المالكي\" !!! ولهذا ربما فرضت العراقية اسناد منصب نائب رئيس الوزراء له ليكون قريب جداً ولانعرف هل هو حب من طرف واحد؟ ام الغرض التقرب اكثر من مركز القرار لتعطيل عمل الحكومة الجديدة كما عمل في مهمة مشابه لها من قبل بطل الاعتراضات والفيتو السيد الهاشمي.
ومما صرح به اعضاء القائمة في اكثر من مناسبة ومن ضمن اهدافهم المهمة في حالة المشاركة في الحكومة هو العمل على الغاء هئية المسائلة والعدالة او (هيئة اجتثاث البعث) سابقاً.... فكان اول الغيث المطلك والعاني والكربولي وستهطل السماء علينا بعد ذلك بعثيين وقومجية بكل اللوان وستُغرق العراق ..دسائس ومؤامرات وزيتوني غامق...هذا اذا لم يخضعوا للمتابعة المستمرة حتى التاكد من سلوكهم الوطني لاننا تعلمنا في حياتنا بان \"من شب على شئ شاب عليه\" وليس من السهل على حليمه ان تنسى عادتها القديمة. وعليه سيكون اول مهام القائمة العراقية ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة هي اجتثاث هيئة اجتثاث البعث وسوف لا نجد من يطالب باعادتها الى ممارسة مهامها الوطنية بتطهير الاراضي العراقية واروقة حكوماتها الحالية والقادمة من بقايا البعث وازلامه.
ان تشكيل الحكومة وخروجنا من نفق الخلافات والصراعات بين الاحزاب خلال الفترة المنصرمة وحصول السيد المالكي على الثقة كانت فرحة كبيرة وانجاز رائع على طريق بناء العراق الديمقراطي الحر الموحد ... لكن كعراقيين تعودنا ان افراحنا لاتكتمل ونجد دائما من ينغص علينا سعادتنا..... لذا ترى ان الانسان العراقي عندما يضحك كثيراً في جلسات السمر الاستثنائية يقول اثناءها او بعدها \"ياربي دخيلك انشاء الله ضحك خير \" ليس لان الضحك يجلب المصائب او انه شر مستطير فشعوب العالم كلها تضحك من الصباح حتى المساء وانما حياتنا كعراقيين تشكلت وبُنيت بمصائب متتالية وليس من السهل الشعور بالامان والطمأنينة من مشكلة تاتي من هنا او هناك خاصة كانت ام عامة اجتماعية كانت ام سياسية.
من أمِن العقاب ساء الادب الامام علي ع
23.12.2010
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat