أخي الطيب شمس الدين الحرشاوي حياك الرب .
أخي الطيب .
أولا : من ثلاث أناجيل فقط انجيل متى يذكر ذلك ، فلماذا تغاضى ثلاث من الاناجيل عن ذكر هذه الواقعة المهمة والمعجزة الكبيرة ؟؟ هذا التجاهل من كتبة بقية الاناجيل يدفعنا للشك .
فمتى يقول كما في إنجيله 2: 2 ((قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ)). وهذا النص اختفى تماما من ثلاث أناجيل .
الثاني من اجل تحقق نبوءة التوارة بولادة نبي كما جاء في سفر العدد 24: 17 ((أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى)) من أجل أن تكون هذه النبوءة في حق المسيح وولادته وانه هو الكوكب والغصن الذي سوف يلد من يعقوب عمد متى إلى اختلاق قصة المجوس وابدل كلمة(كوكب) إلى (نجم) ثم اضاف لها التوابل.
في تفسير هذا النص المشكل عمد القس انطونيوس فكري وصاحبه القمص تادرس وكذلك العلاّمة اوريجينوس إلى التزوير وانكار المسلمات وجر النص لكي يتلائم مع ولادة يسوع ولذلك نراهم يلوون النص ليا قاسيا من اجل أن يتلائم الكوكب مع نجم ولادة يسوع .
العلامة اوريجينوس يقول : ((هذا المولود من إسرائيل يحطمهم عندما يجرد الرياسات والسلاطين ويشهرهم جهارًا على صليبه)). كيف يحطمهم وقد حطموه على صليبه واهانوه وسقوه خلا وملأوا وجهه بزاقا وصلبوه بين لصين وملأ صراخه الآفاق.
يقول القس انطونيوس فكري في تفسيره : ((هذه الآيات تنطبق على داود. وداود هو الذي ضرب عماليق ضربة شديدة بعد أن كان شاول قد هزمهم ثم محاهم حزقيا تمامًا (1صم1:15-9 + 1 صم30 + 1 أي 41:4-43). وداود ضرب الموآبيين (2صم2:8) ولكن هذه النبوات تشير لأبعد من داود. فهي تشير للمسيح الذي أتى بعد هذه البنوات بـ1500 سنة)).
وباختصار نقول لجناب القس المحترم :: وهل كان يسوع المسيح محاربا ، وهل ضرب أحدا او دمر عماليق او هزم الموآبيين .. ام أن يسوع من بين كل الانبياء يطلق عليه الكتاب المقدس لقب ( الخروف).
اول المنكرين لهذا النجم هو القديس يوحنا الذهبي الفم حيث يقول : ((أنه لم يكن نجمًا حقيقيًا كسائر النجوم، إنّما هو ملاك ظهر في شكل نجم)).ثم يورد اربعة اشكالات فيقول :
أولًا: أن مسار النجم الذي ظهر مختلف عن مسار حركة النجوم الطبيعيّة.
ثانيًا: كان النجم ساطعًا في الظهيرة والشمس مشرقة، وليس كبقيّة النجوم تسطع ليلًا.
ثالثًا: كان يظهر أحيانًا ويختفي أحيانًا أخرى.
رابعًا: كان منخفضًا، قادهم إلى حيث المزود تمامًا)).(1)
ولاندري من أين جاء القديس يوحنا الذهبي الفم بكل هذه الاشياء التي لم يرد لها ذكرا في انجيل متى اطلاقا . النجم ساطعا في النهار والشمس مشرقة . يختفي ثم يظهر ، منخفا يطير مع الارض. من اين جاء بكل ذلك لا ندري.
ويرى العلامة أوريجينوس خلاف ذلك حيث يقول : إننا نعتقد أن الذي ظهر في المشرق كان نجمًا جديدًا، ليس كالنجوم العاديّة... لكنّه يُحسب في عداد المذنبات التي تشاهد في أحيان كثيرة، أو النيازك. هذا العلامة هنا يقول انه مذنب وليس نجم .
ولكن اكبر المشكلات هي قول القدّيس أغسطينوس: لم يكن للنجم الذي رآه المجوس السلطان على المسيح المولود حديثًا، لم يكن هذا النجم أحد النجوم التي خُلقت في بدء الخليقة ويجرى في مساره حسب قانون خالقه، إنّما كان نجمًا جديدًا ظهر في هذا الميلاد العجيب من عذراء، وعكس خدمته على المجوس الباحثين عن امرأة، فتقدّمهم ليضيء لهم الطريق حتى قادهم إلى الموضع حيث فيه كان كلمة الرب كطفل. لم يُولد الطفل لأن النجم كان هناك، وإنما جاء النجم لأن المسيح قد وُلد. إن كان يجب أن نتحدّث عن المصير بالأحرى دعنا نقول لم يحدّد النجم مصير المسيح (كما يدَّعي المنجّمون) بل المسيح الذي حدّد مصير النجم.
طبعا لم يستطع احد من الآباء تفسير قول القديس اغسطينوس ولا احد فهم ماذا يرمي القديس وقد سألت مرارا وتكرارا عن ذلك ، ولكن الكل يتطلع في وجهي ثم ينصرف.
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــ
1- انظر شرح الكتاب المقدس القمص تاردس يعقوب ملطي ، سجود الملوك للملك.
تحياتي اخي الطيب وهذا باختصار .