صفحة الكاتب : صالح المحنه

سقوط الضمير العربي والإسلامي في وحلِ الطائفية البغيضة
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس في الأمر مفاجئة ..ولايستحق براءة إختراع أن تقول سقط الضمير العربي والإسلامي .. فتاريخ هذه الأمّة حافل بالخنوع والخسّة والتخاذل أمام الأعداء ...فما الجديد إذن في الأمر ؟ الجديد أننا توهمنا سابقا أن الأنظمة الديكتاتورية وحدها هي التي تمثّل رأس الفتنة وهي مصدر معاناتنا ، وعلّقنا كل فشل الأمّة وإخفاقاتها وذلّها ومهانتها أمام الأمم على شمّاعة الأنظمة الحاكمة ، مع أهميّة هذا الإعتقاد ... إلاّ إنه لايرقى الى خطورة موروث هذه الأمة العقائدي والفقهي القميء ، الذي خبأ لنا وللأجيال القادمة محرقة في كل رواية وفتوة وردت عن اسلافهم المقبورين ... سقوط ضمير الأمّة يعني الأمّة بلا وجدان ... ودليلنا على إنها إمة بلا وجدان هو موقفها المشين في دعم العصابات الإرهابية أو صمتهم في أحسن أحوالهم عن ما يقوم به الأرهابيون التكفيريون من قتل للابرياء في سوريا والعراق ...آلاف الجرائم ترتكب بحق الأبرياء لالذنب ارتكبوه إلا لمعتقدهم الذي يخالف موروثهم الفقهي الإجرامي ... بالأمس تم إعدام 1700 طالب شيعي من كلية الطيران وأعفوا عن زملاءهم الآخرين البالغ عددهم  800 طالب كونهم من السنّة !!! الشيعة أعدمهم سلفيو ومجلس مايسمى بثوار عشائر تكريت وهم عندهم ضيوف ! فهل للضمير وجود عند هؤلاء ؟ هل سمعتم إدانة من دولة عربية او اسلامية لهذه الجريمة النكراء ؟ اليوم سمعنا من دولة آل سعود إتهامات للحكومة العراقية البائسة بالطائفية ! وليتها كانت كذلك على الأقل حمت أبناءها ، ولكنها تهمة في غير محلّها ، وتنديد آخر من دوحة موزة بسياسة حكومة العراق ! عجبا لهذه الأمّة ؟ تذكرت كلاما للكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقالة له بتاريخ 29/9/2005 تحت عنوان (سنّة العراق ماذا تريدون بحق السماء) يستغرب الكاتب من صمت المؤسسة الدينية السنية العربية من جرائم الأرهابيين في العراق في وقت يستنكرون ويفتون ضد إمرأة لبست تنورة قصيرة فيقول :(هل يدرك السنة العراقيون مصالحهم، وهل للعالم السني أي مرجعية أخلاقية ؟ حتى الان وقف العالم العربي السني صامتا، بينما البعثيون والجهاديون السنة في العراق يمارسون ما يمكن تسميته «تطهيرا اثنيا»: قتل المدنيين الشيعة بأعداد كبيرة لأنهم شيعة فحسب، على أمل استعادة النظام الذي كان يهيمن عليه السنة في العراق وهو ما لا يمكن فعله. وقد صدرت مؤخرا فتوى ضد لاعبة تنس هندية مسلمة تدينها لارتدائها تنورة قصيرة، ولكن لم تصدر أي فتوى من رجال الدين السنة تدين مذابح الزرقاوي بحق الأطفال والمعلمين الشيعة العراقيين ) هذه المقالة قبل هلاك الزرقاوي ... وكما أجبته قبل تسع سنوات بأن لاتوجد مرجعية أخلاقية أقول لازالت الأمة الإسلامية والعربية بلا مرجعية أخلاقية وبلا ضمير . بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يُشيد بدعوة السيد السيستاني ويعتبرها موحّدة للعراقين وتدعو للوحدة والإعتدال ... ولكن كل دول العروبة والإسلام المطرّز بالحقد تعتبرها دعوة طائفية ! لمادا بان كي مون يفهما على إنها دعوة للوحدة والحفاظ على أمن العراقيين .. والعرب يعتبرونها دعوةً طائفية ؟ لأن بان كي مون حر العقل والتفكير وغير ملوّث ، أما امتنا العربية مقيّدة وملوثّة عقائديا وإخلاقياً ..فعُميت عن ما يحدث من جرائم وفواجع بحق الأبرياء ! ستبقى أمة ذليلة وبلا وجدان طالما تشارك في ظلم العراقيين وقتل أبناءهم . وسينتصر العراق إن شاء الله رغم إنوف الحاقدين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/17



كتابة تعليق لموضوع : سقوط الضمير العربي والإسلامي في وحلِ الطائفية البغيضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net