غريب من نوع آخر ، فان كل شخص يعيش في بلد تمر عليه عدة سنوات حتى يصير من جمعهم ، وكما هو المثل القائل (من رافق القوم اربعين يوما صار منهم) ، الا ان السيد السيستاني كان حذرا في هذا المفهوم جدا ، والى ابعد المستويات ، ولاهداف نبيلة ، وغاية ثمينة ، لم نرى لها مثيل .
هل انتم منتبهون الى كلماته التي يرددها دائما عندما يلتقي بالوفود على مختلف انواعها ومستوياتها ، واطلعكم على واحدة منها عندما كنا ضيوفا عليه وابعد عنه مترا واحدا فقط تقريبا ، قالها وما زالت ترن باسماعي على الرغم من مرورها اكثر من 3 سنوات ،(هذا بلدكم ووطنكم ، وانتم من يعتمد عليه في المستقبل ، وفي ارضكم النفط وهو نفطكم فلابد من استخراجه ، والذي يستخرجه في المستقبل لابد ان يكون انتم) .
هذه الكلمات التي يطلقها بضمير المخاطب هي طريقته في بيان ما هو عليه من مكانته في ارض العراق ، على انه لا ينازعكم احد في بلدكم حتى انا، فكل ما اريده هو الخير لكم وابعاد الشر عنكم ، وكلماته الكبيرة والمشهورة تدل على ذلك ايضا منها :
(لا اريد من العراق سوى ارض ادفن فيها ) ، وهذا الكلام غايته ان لا طمع ولا استغلال للسلطة الربناية التي لديه في ثروات العراق وخيراته ، ولطمئنة النفوس النتنة من التقول والتشدق بكلمة (غير عراقي) التي يتمسك بها المفلسون من الدين والدنيا ، بان وجودي لا ينازع احد منكم على ما انتم عليه ، ولكن مع كل هذا نرى الذين اتخذوا الدين مطية لاجل هدم الدين ، تارة يتهمونه بعدم نسبته الى النبي الاكرم ، وتارة يثيرون القومية في نفوس الاخرين ، وهو صامت عنهم لم ولن يرد عليهم بكلمة واحدة ، ليس خوفا ولا ضعفا ، بل ابعادا وتجنبا لكثرة الفتن والمشاكل التي تحصل من تبادل الاتهامات ، فما كان لله ينمو ، وما كان للشيطان هالك وفاني .
هذا ما وجدنا عليه مرجعا الكبير ، يعتبر نفسه ضيفا مؤقت عندكم ليساعدكم ويعينكم وينقذكم من بلائكم ، ويرجع الى مقره الحقيقي ، الى رب المعاد والعزة ، ولا يحمل من ارض العراق فلسا واحدا .
حفظك الله سيدي من كل مكروه واطال بعمرك الكريم ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat