صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

المأزق السياسي العراقي
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
متى يدرك الشعب العراقي مسؤوليته ويفهم ان الحالة السياسية المتردية في العراق هي مأزق  دستوري....؟ ....لم يأتي بريمر للعراق محررا وعلى حصان ابيض حبا باطفال العراق و فقراءه ، بل جاء ليفتح خزائن البلد بمفتاح الشيطان و ادلاء الطريق من احفاد علي بابا....استطاع ان يضع الغشاوة على عيون الشعب العراقي و يفتح تلك الخزائن بمفتاح  شرعي  دستوري برلماني  ثم  القي المفتاح في نهر دجلة بعد ان افرد حصته بما استطاع حمله بطريقة  مدروسة مسبقا مع العملاء واللصوص المحترفين الذين جاءوا معه على الدبابات الامريكية التي قامت بقتل ابناء العراق وتهديم البنى التحتية  و(حرامي البيت ما ينلزم) ...ان مفتاح  بريمر السحري هو كتابة دستور يفرض  (النظام البرلماني ) سيء الصيت على الشعب العراقي لشرعنة  السرقات  و الا  لماذا لا يتم  اختيار(النظام الرئاسي ) المطبق في جميع دول العالم تقريبا وذلك لكون (النظام البرلماني ) كفيل بفتح الباب على مصراعيه للنهب والسلب حتى أصبح المال العراقي مشاعا  لمن هب ودب ولا يزال دبقا ، ويجتذب كل لصوص الكرة الارضية والتي انتظمت تحت اسم داعش والتي تحرك برموت امريكي- اسرائيلي بتمويل قطري- سعودي عن طريق وكلائهم من بعض الساسة العراقيين من مخلفات بريمر وتحت قبة البرلمان العراقي.....
متى يفيق الشعب العراقي من نومه العميق و يدرك الكارثة و يطالب بشكل جماهيري بتغيير الدستور نحو (النظام الرئاسي ) وهذا طلب مشروع انقاذا لما تبقي من العراق المسلوب مالا و ارضا وشعبا ...؟... وهذا التحول ان حصل دستوريا  سيقود الى مركزية  النظام الرئاسي الذي هو الحل الوحيد  لمحنة العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية واخراجه من هذا النفق المظلم  وتخليصه من النهب و الفوضى والتشتت والصراعات والاختلافات القومية والمذهبية والفتن التي يذكي نارها اطفال بريمر الذين يمثلون تيارات مختلفة لا يمكن ان تتفق  وهي تعمل جاهدة لتعبيد الطرق للنهب والسلب وبيع الارض والعرض والمدن..... . وبفعل النظام الرئاسي ستنحصر صلاحية الحكم بيد رئيس الجمهورية بشكل مركزي ويكون خاضعا للرقابة البرلمانية والمعارضة الثنائية هو حل ديمقراطي معقول بعد التركيز على فصل السلطات الثلاث ووضعها بيد الشعب اما اعضاء البرلمان سوف يصبحون  موظفين لدى الشعب العراقي وعملهم تشريع القوانين فقط  وهذا النظام ليس بالجديد بل هو مطبق من قبل اكبر دولة في العالم واشهرها ديمقراطيا وهي الولايات المتحدة الامريكية كذلك مصر وجميع الدول الغربية ....
يشعر البعض من ساستنا بالفرح  والظن بانهم انتصروا وافلحوا  باخراج الاحتلال الامريكي من العراق وهذه مزحة القرن السياسة....!....هل يظن عاقل ان لصا سيخرج من منجم للذهب بأيادي فارغة...؟ وهل من المعقول والمنطقي ان يخرج الاستعمار بهذه السهولة التي انسحب فيها الامريكان من العراق اذا لم يكن هناك خطط  واستراتيجيات بدبلة للاحتلال....؟ وهذا مجرد انسحاب تكتيكي بعد ضغط  الكونكرس واللوبي الصهيوني على الرئيس الامريكي بسبب المقاومة في العراق وقتل بعض الجنود الامريكان من قبل المقاومة العراقية....امتثل الرئيس الامريكي لهذا الضغط وسحب الجيش الامريكي وعوض الفراغ الحاصل في المنطقة بمرتزقة داعش  والعملاء من السياسيين وبدا الاحتلال الامريكي الغير مباشر للمدن العراقية ومنابع النفط و نهب الخزائن والمصارف وحتى التراث العراقي وبذلك ضرب الامريكان عن طريق داعش عصفورين بحجر واحد حيث صار الانسحاب نقمة للعراقيين ونعمة للامريكان :
احتلال العراق من جديد وتنفيذ الحلم الاسرائيلي بدولة من النيل حتى الفرات وبشكل منظم لا يثير حفيظة دول الامم المتحدة ثم المساهمة  بتشكيل حلف رمزي للضحك على ذقون الساسة العراقيين الذين طبلوا وزمروا لخروج الاحتلال الامريكي...
الحفاظ على راحة وسلامة الجيش الامريكي بجميع معداته .... وما خسرته اليد اليمين كسبته اليد الشمال بهدوء ودبلوماسية عالية المستوى ووعي سياسي و راحة تامة بمساعدة الخونة والمرتزقة...والاستعمار لا يخسر ابدا..... 
هذا هو المشهد  العراقي باختصار  فعلى المثقفين الشرفاء والاعلام العراقي المخلص توضيحه  للشعب العراقي..... فالخطة البديلة  بعد  داعش ستكون اثارة الحرب الطائفية تمهيدا لتقسيم العراق......وخارطة بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث ولايات جاهزة وفي الانتظار....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : المأزق السياسي العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net