جرَّاح عالمي من أهل العمارة!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعرض اليوم أمام دولة رئيس الوزراء، سيرة الجراح العراقي (الصابئي)، الدكتور جبار ياسر الحيدر، المولود في قضاء الكحلاء/ محافظة ميسان قبل أكثر من سبعين عاماً.. كما سأعرض في كل يوم امام سيادته شخصية عراقية (محترمة) من مختلف الطوائف والقوميات والإتجاهات، عسى أن يتنبه لهذه الشخصيات الوطنية والعلمية النزيهة، فيلحقها بقطار إصلاحه الحكومي، ولا أبغي من وراء ذلك، سوى تسليط الضوء على القامات العلمية والإدارية التي ترفع الرأس..
إنتقل الدكتور جبار ياسر مع عائلته الى بغداد، وهو في الصف الثاني الابتدائي .. لينهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في بغداد ويتخرج منها بمعدل جيد، ويقبل بموجبه في بعثة لوزارة النفط الى انكلترا آنذاك، كما تم قبوله ايضا في كلية الهندسة، لكنه فضل الدراسة في كلية الطب/ بغداد، فتخرج منها عام 1960.
عمل طبيباً مقيماً في الناصرية، ورئيسا للاطباء المقيمين في مستشفى الفرات الاوسط في الكوفة ثم عزل عن الخدمة بعد اعتقاله أثر انقلاب شباط الاسود عام 1963، وقد نال نصيبه مثل ما ناله العراقيون الوطنيون من تعذيب قاس على ايدي الحرس القومي، وسجن سنة واحدة، ثم انتقل بعد خروجه من السجن الى بغداد، وعمل في عيادته الخاصة طبيباً ممارساً. بعد عام واحد، اعيد للخدمة في وزارة الصحة، وقد تم تعيينه (طبيباً مركزياً) في قضاء الميمونة بمحافظة ميسان.. وطبيباً ممارساً في شعبة الجراحة في مستشفى العمارة الجمهوري، ثم سافر الى بريطانيا للدراسة عام 1969 ملتحقاً بكلية الجراحين الملكية البريطانية، وحصل عام 1974 على شهادة زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية الـ ( أف. آر. سي .أس) من ادنبرة. ليعود بعدها الى العراق، ويعمل جراحاً إختصاصياً في المستشفى الجمهوري في البصرة، ثم رئيسا لقسم الجراحة، واستاذاً محاضراً في كلية طب البصرة. وفي عام 1976 أوكلت اليه مهمة فتح مستشفى الضمان الاجتماعي للعمال في الرصافة التابع اداريا الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فعمل على تطويره، وإعادة تبعيته الى وزارة الصحة، بإسم مستشفى الكندي العام.. وقد استمرت خدمته في هذا المستشفى جراحاً اختصاصياً، ورئيسا لقسم الجراحة أيضاً.. حتى أصبح مستشفى تعليمياً.. ولعل من المفيد ذكره هنا أن الدكتور جبار ياسر الحيدر قد أصبح مشرفاً على الدراسات التخصصية العليا في الجراحة العامة، وجراحة المسالك البولية، ورئيسا للجنة العلمية، فقدم في ذلك بحوثا علمية قيمة، نشرت أغلبها في كبريات المجلات العلمية الرصينة، مختتماً خدمته لهذا المستشفى، وهو مديراً له بعد حصوله على لقب جراح استشاري، ورئيس اللجنة الاستشارية لجراحة المسالك البولية في وزارة الصحة.. وقد إستمر في عمله مديراً لمستشفى الكندي حتى عام 1994.. حيث اصبح المستشفى تعليمياً بفضل الجهود التنسيقية التي بذلها شخصياً مع وزارة التعليم العالي، وكلية طب بغداد آنذاك، والتي اسفرت عن تأسيس كلية طب الكندي..
تقاعد الدكتور جبار ياسر من العمل الطبي الحكومي - بناء على طلبه - عام 1994، بعد خدمة جليلة يشهد له فيها الجميع.. وقد بلغ مجموع العمليات الجراحية التي قام بها أثناء خدمته ما يقارب 25 ألف عملية جراحية كبرى وفوق الكبرى، ووسطى أيضاً..
ولم يسترح الرجل بعد تقاعده الوظيفي، بل قام بإنشاء (مستشفى الفردوس الاهلى) للجراحات التخصصية في بغداد عام 1993، وقد تولى العمل فيه جراحاً استشارياً، ومديراً له أيضاً.. وللحق فإن هذا المستشفى صار عوناً للفقراء المرضى من جميع العراقيين بلا إستثناء.. وفي عام 1997 هاجر الدكتور جبار مع عائلته الى كندا، فأستقر فيها، بعد أن ترك في العراق مرغماً عيادته ومستشفاه.. ورغم أن الرجل ليس عضواً في أي حزب سياسي حالياً، لكنه اليوم عضو مهم وفعال في الجمعيات والمنظمات العلمية التالية: زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية، وعضو الجمعية الطبية العلمية العراقية، وعضو مؤسس لجمعية الجراحين العراقية، وعضو المجلس العراقي الأعلى للسرطان، وعضو جمعية الهلال الاحمر العراقية، وحاليا يشغل مهمة رئيس الجمعية المندائية الكندية، وعضو في جمعية ذوي المهن الطبية المندائية في العالم. وقد إتصلت به قبل فترة، فوجدت في صوته قوة الشباب، وألق العشق الجنوبي العراقي..
ختاماً أقول: ألا يستحق هذا العراقي المطرَّز بكل هذا التاريخ الوطني، والعلمي، والمهني الكبير، منصباً تخصصياً في وزارات ومؤسسات الحكومة العراقية الجديدة، كي نقول أن حكومتنا حكومة عادلة بحق.. تضم كل أطياف العراق الزاهية دون تمييز.. حكومة تبحث عن الكفاءة، والتخصص، والأمانة، والنزاهة، وليس حكومة غارقة في وحل المحاصصة.
أطلب هذا من العبادي، من أجل الحق أولاً.. ومن أجل أن يتأكد العراقيون أن ثورة إصلاحات العبادي ثورة حقيقية، (مو كلاو من كلاوات) السياسيين.. فهل يفعلها العبادي، مثلما فعلها من قبله الشهيد عبد الكريم قاسم، حين جاء بالدكتور (الصابئي) عبد الجبارعبد الله رئيساً لجامعة بغداد رغماً عن أنف اليرضه والمايرضه؟!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat