صفحة الكاتب : مرتضى المكي

اصلاحات الحسين (ع)... نقش لا يمحى
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاصلاح في اللغة هو التقويم, أو التحسين, أو التغيير, أما الاصلاح الاجتماعي فيقصد به: اعادة تنظيم المؤسسات الاجتماعية؛ للوصول الى مستوى أفضل من العدالة الاجتماعية, وكذلك هو القضاء على الفساد؛ في المؤسسات الحكومية, أما الاصلاح الحسيني فيعني: ابدال الرؤوس العفنة التي تحاول النيل من مقدرات الامة, وتحويل الاسلام الى عصابات قتل وتهريب, وعلى هذا الاساس نهض سيد الشهداء بثورته, لتمحي كل هذه الرؤوس بعد برهة من الزمن.
عندما رأى الامام الحسين (ع), ان الدين قد تعرض الى تهديد واضح من حواضن التكفير, فأصبح لزاما أن يضحي في سبيل الاسلام؛ الذي دفع ضريبته بدماء أهل الكساء (ع), فرأى ان الحق بحاجة لدماء جديدة, ليستقيم ذلك الدين الذي أنقذ البشرية؛ من اعوجاج ما قبل الاسلام.
هنا بدأت الاصلاحات الحسينية, لتحقق مرادها وأهدافها دون مهاترات وتصريحات, لتتألق في سماء الخلود, باحثة عن مستلهم ينتفع من مضمونها, فما بالنا بمصلح ضحى بعياله وأسرته, ذودا عن حمى الدين عندما استصرخه, وما بالنا بقائد؛ استنفذ كل رجالاته ليبقى وحيدا؛ مضرجا بدماء الانتصار, ليحقق بعد ذلك مفاهيم ثورته الاصلاحية, التي خرج اليها لا أشرا ولا بطرا.
الاصلاح الحسيني بدأ موشحا بدماء العترة المباركة, لينفض دماءه بوجه من أفسد, فيلقي به في مزابل التاريخ, لتصبح ثورة الحسين (ع)؛ نبراسا لكل مصلح يريد أن ينتقي من فقرات اصلاحاتها؛ فيبني طريقا معبدا لبلاده, فأصبحت الثورة الحسينية درسا للشعوب, فيقول غاندي: (لقد طالعت حياة الحسين, شهيد الاسلام الكبير, ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي: ان الهند اذا ارادت احراز النصر, فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين).
ونحن نعيش ذكرى الطف؛ وموجة الاصلاحات, التي يطالب بها كثيرون, لابد لنا من مصلح يستلهم معنى الاصلاح الحسيني, ليجدد تلك الثورة التي نقشت على سجلات التاريخ, أين نجد مصلحا يضحى بما يملكه؟ ليحقق لإصلاحاته الخلود, بعيدا عن التوترات, ويلقي في رؤوس الفساد المتعشعشة في دولتنا, في مستنقع الرذيلة, ولأننا للحسين أقرب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/10



كتابة تعليق لموضوع : اصلاحات الحسين (ع)... نقش لا يمحى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net